دعم واشنطن لإسرائيل.. مكانة أمريكا العالمية على المحك

أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي المدينة الجنوبية التي لجأ إليها نحو نصف سكان القطاع في الأشهر الأخيرة.

هذا القرار يسلط الضوء على تجاهل إسرائيل وأقرب حلفائها، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة للقانون الدولي ولقرارات المؤسسات الدولية، بحسب مقال لصحيفة “الجارديان” البريطانية الجمعة 24 مايو 2024.

عزلة دولية

بحسب المقال، فقد باتت إسرائيل الآن دولة منبوذة بالنسبة لقسم كبير من العالم، فقد تجاهلت مراراً وتكراراً الضغوط التي تمارسها الهيئات الدولية لحملها على إنهاء حربها الوحشية في غزة، والتوقف عن استخدام “التجويع” كسلاح في الحرب، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى المنطقة المحاصرة.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أعلن الاثنين الماضي أنه يسعى لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت.

اعتراف بـ “دولة فلسطين”

قال زعماء إيرلندا وإسبانيا والنرويج، الأربعاء، إنهم سيعترفون بـ “دولة فلسطينية مستقلة”، ما يسلط الضوء على الإحباط في أوروبا من حكومة نتنياهو اليمينية، التي تواصل معارضة إقامة دولة فلسطينية وتعمل على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وفق المقال.

وبحسب “الجارديان” يتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن استخدام هذه القرارات، وعزلة إسرائيل المتزايدة كوسيلة ضغط، ووقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل والضغط على حكومة نتنياهو لإنهاء حربها.

الولايات المتحدة وتوفير المظلة الدولية لإسرائيل

لكن وبدلاً من ذلك، أمضى بايدن وكبار مساعديه أشهراً في محاولة تشويه سمعة المحاكم الدولية المختلفة، وخاصة في ما يتعلق بالقضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، التي رفعتها جنوب إفريقيا في ديسمبر والتي اتهمت إسرائيل بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.

وبإمكان محكمة العدل الدولية إحالة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن إدارة بايدن استخدمت بالفعل حق النقض ثلاث مرات لحماية إسرائيل من مطالب وقف إطلاق النار في المجلس.

وفي مارس امتنعت الولايات المتحدة أخيراً عن التصويت وسمحت للمجلس بالموافقة على قرار وقف إطلاق النار، وتجاهلت إسرائيل هذا الإجراء، وذهبت واشنطن إلى أبعد من ذلك في الإصرار على أن القرار “غير ملزم”، على الرغم من أن قرارات مجلس الأمن من المفترض أن تحمل ثقل القانون الدولي.

مخاطر حماية إسرائيل

من المحتمل أن يستخدم بايدن حق النقض الذي تتمتع به الولايات المتحدة لحماية إسرائيل من الإجراءات الأممية التي تسعى لتنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية.

ويشير المقال إلى أن الولايات المتحدة، التي تطالب الدول باحترام القانون الدولي، لم تترجم أقوالها إلى أفعال عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وحال لم تتوقف عن ذلك قد تتحول هي الأخرى إلى دولة منبوذة على الصعيد العالمي.