دعوته أثارت غضب الرئيس التونسي.. المرزوقي يطالب فرنسا صراحة بانتهاك السيادة الوطنية

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أثارت تصريحات الرئيس التونسي الأسبق أكبر حلفاء الإسلام السياسي في تونس والمنطقة المنصف المرزوقي جدلا واسعا بعد أن دعا صراحة فرنسا للتدخل في شؤون البلاد والضغط على الرئيس قيس سعيد حتى يتراجع عن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي.

وطالب المرزوقي -في كلمة ألقاها خلال تجمع للجالية التونسية في باريس، أمس السبت- من وصفهم ” بأصدقائه الفرنسيين” بمعاداة الرئيس الحالي قيس سعيد والضغط عليه.

وقال المرزوقي إنه على “أصدقائه الفرنسيين” التوقف عما يصفه “بدعم الانقلاب” وعدم المشاركة في القمة الفرنكفونية التي ستعقد في تونس”.

ودعا الرئيس التونسي الأسبق فرنسا إلى بذل كل ما باستطاعتها لإنهاء هذه المرحلة، وإرجاع العمل بالدستور وعودة نشاط البرلمان التونسي.

وأضاف المرزوقي “أنه يدين تنامي ظاهرة معاداة الفرانكفونية في تونس والجزائر والمغرب وفي كامل دول المغرب العربي، مشددا على أنه يدين هذه الظاهرة باعتباره ناطقا باللغة الفرنسية”.

وحاول المرزوقي التركيز على الجانب الثقافي للإيهام بأن الرئيس الحالي قيس سعيد معادي للثقافة واللغة الفرنسية.

وأمام ذلك الخطاب العدواني عبر الكثير من التونسيين عن صدمتهم من كلمة المرزوقي واعتبروها دليلا واضحا على عمالته للأجانب وتهديد السيادة الوطنية بضرب المصالح الاقتصادية للبلاد وعلاقاتها الخارجية.

وعلق الرئيس التونسي قيس سعيد بطريقة غير مباشرة على خطاب المرزوقي وذلك في لقاء جمعه أمس السبت بوزير الداخلية رضا الغرسلاوي.

وقال قيس سعيد بأن أطرافا داخلية طلبت من دول أجنبية “التدخل في شؤون البلاد” مضيفا ” نتعامل مع الدول لكن نريدها أن تحترمنا، نتعامل مع المؤسسات الدولية لكن نريدها أن تحترمنا وتحترم إرادة شعبنا والدولة ذات السيادة”.

ويظهر جليا أن الرئيس استمع إلى كلمة المرزوقي وعلق عليها بشكل حاد في لقائه بوزير الداخلية وسط توقعات بأن يتم اتخاذ إجراءات قوية ضد الرئيس الأسبق وحلفائه الإسلاميين.

دعوات لمعاقبة المرزوقي

وقد نددت العديد من القوى السياسية والمنظمات الوطنية بلجوء المرزوقي ومن معه من التيارات الإسلامية إلى فرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الأجنبية للحصول على الدعم والتضييق على التونسيين وهي سياسة اعتمدها الرئيس الأسبق عندما كان معارضا لنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

واستنكر حزب التيّار الشعبي التونسي، في بيان صدر أمس السبت الدعوات المطالبة بالتدخّل الخارجي التي تتالت منذ تاريخ 25 يوليو، على غرار ما أتاه الرئيس المرزوقي بباريس عبر استجدائه وطلبه التدخّل الخارجي علنا.

وقال الحزب إنه ومنذ 25 يوليو الماضي تاريخ انتفاضة الشعب التونسي على “منظومة الفساد والإرهاب” تتالت دعوات رموز هذه المنظومة للتدخل الخارجي عبر استعمال كل أساليب الخيانة من اللوبينغ إلى الكذب وتزييف الحقائق.

وندد التيار الشعبي بهذه الدعوات التي قال عنها أنها دعوات خيانة وليست وجهة نظر في ظلّ محاولات بعض القوى الأجنبية وغيرها من قوى الهيمنة الاستثمار في هؤلاء “العملاء” لابتزاز الشعب التونسي و الالتفاف على إرادته وممارسة الضغوط ضده.

ودعا الحزب الرئيس قيس سعيد إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات ضد كل محاولة للتدخل في القرار الوطني من أي جهة كانت، مطالبا الشعب والقوى الوطنيّة الوطنية لرص الصفوف والاستعداد لحماية استقلال البلاد وسيادتها وفرض إرادته الحرة.

بدوره دعا الأمين العام المساعد في اتحاد الشغل التونسي سامي الطاهري في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أمس السبت إلى محاكمة المرزوقي بتهمة الخيانة العظمى.

وقال الطاهري إن ما صدر عن المرزوقي هو تحريض على تونس ودعوات سافرة لتحريك النزعة الاستعمارية الفرنسية ضد البلاد مؤكدا أن ذلك يندرج كجريمة خيانة عظمى.

كما طلبت نقابة السلك الدبلوماسي التونسي من مؤسسة الرئاسة ووزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج سحب جواز السفر الدبلوماسي الممنوح للمرزوقي نظرا لإخلاله بواجب التحفظ والمس من مصالح البلاد.

ونددت النقابة في بيان صدر أمس السبت، بالتصريحات التي أدلى بها المنصف المرزوقي بباريس والتي حرّض فيها سلطات دولة أجنبية لاتخاذ تدابير عقابية ضد بلاده والسعي لإفشال القمة 50 لمنظمة الفرانكوفونية المقرر تنظيمها بتونس الشهر القادم

وقالت النقابة أن هذه الأفعال تتعارض مع المهام الدبلوماسية النبيلة كما تخالف أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961.

الإخوان وحلفاؤهم تاريخ من العمالة

وليس غريبا على المرزوقي وحلفائه الإسلاميين العمالة للغرب وخاصة الولايات المتحدة فبعد اتخاذ الرئيس للإجراءات الاستثنائية عمدت حركة النهضة إلى دفع مئات الملايين من الدولارات في عقود لوبينغ من أجل الضغط على صانع القرار الأمريكي للإضرار بالمصالح الوطنية.

وطلب القيادي في حركة النهضة ورئيس منظمة “الإسلام والديمقراطية” رضوان المصمودي صراحة من الولايات المتحدة إيقاف المساعدات المتعلقة بمواجهة تفشي وباء كورونا وهو أمر أثار غضب التونسيين ومختلف القوى السياسية.

كما شن رئيس البرلمان المجمد ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي انتقادات ضد الرئيس قيس سعيد متحدثا عما يصفه بانقلاب في صحيفة ” نيويورك تايمز”.

وكشف وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس أن الغنوشي حاول الاتصال برئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي لكنه فشل في مساعيه.

كما أن المرزوقي نفسه كان مجرد ورقة بيد بعض القوى الأجنبية عندما كان في السلطة، وبحسب تقارير عدة اتصل المرزوقي بالعديد من المنظمات والهيئات الأجنبية في عهد بن علي للضغط على تونس اقتصاديا وهو الآن يعيد نفس السياسات في مواجهة قيس سعيد في تجاهل لمصالح الشعب التونسي.

ربما يعجبك أيضا