دول بريكس تستعد لقيادة اقتصاد عالمي جديد

إسلام أمين
دول البريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

يسعى تكتل دول بريكس إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء على الفقر ومعالجة البطالة وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.


أكد وزراء خارجية دول بريكس ضرورة إعادة التوازن للنظام العالمي، خلال اجتماعهم في جنوب إفريقيا، الجمعة 2 يونيو 2023.

يأتي ذلك مع إعلان التكتل انفتاحه على انضمام أعضاء جدد، في وقت يسعى إلى الحصول على صوت أقوى على الساحة الدولية، بما فيها بعض الدول العربية التي أعلنت رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس.

اجتماع بريكس

اجتماع دول بريكس -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- في كيب تاون بجنوب إفريقيا، جاء لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التحضير لاجتماع رؤساء الدول في أغسطس المقبل، بالإضافة إلى القضايا التجارية والاقتصادية.

اقرأ أيضًا: السعودية: حريصون على تطوير التعاون المستقبلي مع مجموعة «بريكس»

وجذب الاجتماع الذي استمر لمدة يومين اهتمامًا عالميًّا، وأصبحت الصورة الدولية للتكتل في تصاعد ملموس، وسط التقلبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة.

الغرض من إنشاء البريكس

أُنشئ تكتل بريكس بهدف زيادة النمو الاقتصادي لهذه الدول بشكل جماعي، فقد كان الهدف الرئيس لدول بريكس هو رغبة القوى الخمس الناشئة الرائدة في تعزيز مكانتها في العالم من خلال التعاون النشط مع بعضها.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| دول بريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

ومن ضمن الأهداف، السعي لتحقيق نمو اقتصادي شامل للقضاء على الفقر ومعالجة البطالة وتعزيز الاندماج الاجتماعي، بالإضافة إلى توحيد الجهود لضمان جودة أعلى للنمو من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة، وتنمية المهارات.

دول البريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

دول البريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

المجالات الرئيسة المستهدفة للتعاون بين دول البريكس

سعت دول بريكس لتعزيز التعاون الاقتصادي، وشهدت تدفقات التجارة والاستثمار بين دول البريكس نموًّا سريعًا، فضلًا عن أنشطة التعاون الاقتصادي في عدد من القطاعات.

وأبرمت اتفاقيات في مجالات التجارة والتعاون الاقتصادي، وتدعيم ذلك، عملت على تعزيز التعاون الجمركي والاستراتيجي بين مجلس أعمال بريكس وترتيب الاحتياطي الطارئ وإنشاء بنك التنمية الجديد، سعيًا لتحقيق الأهداف المشتركة لتعميق التعاون الاقتصادي، وتطوير أسواق التجارة والاستثمار المتكاملة.

تطوير أوجه التعاون

أقر أعضاء بريكس بالحاجة إلى تعزيز التبادلات بين الشعوب وتطوير تعاون أوثق في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم والسينما، وتهدف التبادلات بين الأفراد إلى خلق صداقات جديدة وتعميق العلاقات القائمة والتفاهم المتبادل بين شعوب البريكس بروح من الانفتاح والشمولية والتنوع والتعلم المتبادل.

 اقرأ أيضًا:  وزيرا خارجية الإمارات وروسيا يلتقيان على هامش اجتماع «أصدقاء بريكس»

وتُجرى مثل هذه التبادلات من خلال منتدى الدبلوماسيين الشباب، ومنتدى البرلمانيين، ومنتدى النقابات، والمنتدى المدني لدول البريكس، والمنتدى الإعلامي.

تبادل التوصيات السياسية

توفر مجموعة بريكس لأعضائها فرصًا لتبادل التوصيات السياسية وأفضل الممارسات بشأن القضايا المحلية والإقليمية، وتعزيز إعادة هيكلة الهيكل السياسي العالمي لجعله أكثر توازنًا واستنادًا إلى مبدأ التعددية.

تصاعد مستمر لمعدلات التنمية الاقتصادية لدول بريكس

وبلغ إجمالي الناتج المحلي لكتلة بريكس أكثر من 24.724 تريليون دولار أمريكي في عام 2021، وهو أكثر بقليل من الولايات المتحدة، وشهدت الصين نموًّا سريعًا، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، وكان نمو الصين أسرع بكثير من دول البريكس الأخرى.

على سبيل المثال، عند مقارنتها بثاني أكبر اقتصاد في بريكس، كان ناتجها المحلي الإجمالي أقل من ضعف حجم البرازيل في عام 2000، ولكنه أكبر بست مرات تقريبًا من الهند في عام 2021.

الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس من 2000 إلى 2022

 

بنك التنمية الجديد.. قوة اقتصادية لدول بريكس

سعيًا نحو زيادة التعاون الاقتصادي والمجال التنموي بين دول البريكس، جرى تأسيس بنك التنمية الجديد NDB في عام 2015، على أساس الاتفاقية الحكومية الدولية الموقعة في قمة بريكس السادسة في فورتاليزا البرازيلية يوليو 2014.

أقرأ أيضًا: وزير الخارجية الإماراتي يشارك في اجتماع أصدقاء «بريكس»

ويتخذ من مدينة شنغهاي الصينية مقرًا رئيسًا له، ليكون بنك تنمية متعدد الأطراف يهدف إلى تعبئة الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول البريكس، وغيرها من بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية.

توسيع عضوية بنك التنمية الجديد

في عام 2021، وافق مجلس محافظي بنك التنمية على انضمام مصر والإمارات العربية المتحدة وبنجلاديش وأوروجواي إلى عائلة بنك التنمية الجديد، ما بشَّر ببداية توسع البنك مؤسسةً عالميةً متعددة الأطراف.

وفى أغسطس 2019، حصل بنك التنمية الجديد (NDB) على تصنيف ائتماني دولي (AAA) من وكالة التصنيف الائتماني اليابانية، وتصنيف (AA +) في 2018 من Standard & Poor وFitch على التوالي، لتكون هذه التصنيفات أعلى بكثير من المتوسط لدول البريكس.

ويعد ارتفاع التصنيفات الائتمانية جانبًا أساسيًّا من نموذج الأعمال لبنوك التنمية متعددة الأطراف، ولأن الوصول إلى أسواق رأس المال المحلية والدولية أمر ضروري لعملياتهم، خاصة السندات الصادرة عن المؤسسات المصنفة من AA + أو AAA، تتمتع بأعلى جودة ائتمانية وأقل مخاطر عند التخلف عن السداد.

مصر والإمارات أعضاء في بنك دول البريكس

أجرى الأعضاء المؤسسون لبنك التنمية الجديد (NDB) اكتتابًا مبدئيًّا قدره 500 ألف سهم جرى توزيعه بالتساوي بين الأعضاء المؤسسين، بقيمة إجمالية 50 مليار دولار التي تشمل 100 ألف سهم مقابل رأس مال مدفوع قدره 10 مليارات دولار أمريكي و400 ألف سهم مقابل رأس مال قابل للاستدعاء قدره 40 مليار دولار.

مع العلم أن رأس المال الأولي المصرح به لبنك التنمية الجديد يبلغ 100 مليار دولار، مقسم إلى مليون سهم بقيمة اسمية مئة ألف دولار لكل سهم، وفي عام 2021 تمكنت الإمارات العربية المتحدة من الاستحواذ على 1.06% من إجمالي نسب الاكتتاب للدول الأعضاء بقيمة 556 مليون دولار بإجمالي 5560 سهمًا.

وبعد نجاح مفاوضات مصر بتحديد نسب وحجم المشاركة في رأس مال البنك، بلغ قيمته 1.196 مليار دولار، المدفوع منه 20% إجمالي مبلغ قدره 239.2 مليون دولار، استحوذت مصر على نسبة 2.27% من إجمالي نسب الاكتتاب للدول الأعضاء، بإجمالي 11960 سهمًا.

نسب الدول من رأس المال المكتتب

نسب الدول من رأس المال المكتتب

دول بريكس تتصدر اقتصادات الأسواق الناشئة

احتلت دول بريكس مرتبة بين اقتصادات الأسواق الناشئة الأسرع نموًا في العالم لسنوات، بفضل انخفاض تكاليف العمالة والتركيبة السكانية المواتية والموارد الطبيعية الوفيرة في وقت ازدهار السلع العالمية.

وهذه الدول لديها القدرة على تشكيل كتلة اقتصادية قوية، خاصة بعد تأسيس بنك التنمية الجديد ليكون الذراع النقدية لتمويل ودعم الخطط المستقبلية، ما يدفع الخطط التنموية باقتصاديات الدول واستمرارية الاتجاه نحو تحقيق اقتصاد تنموي مستدام.

ربما يعجبك أيضا