ذا ناشونال إنتريست | لماذا قد تتحول أفريقيا إلى الملاذ الجديد لتنظيم داعش؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – فريق رؤية
رؤية
المصدر – ذا ناشونال إنتريست
ترجمة – شهاب ممدوح

احتفلت القوات العراقية, والسورية, وقوات التحالف في شهر أكتوبر بسقوط مدينة الرقة, وهي إحدى أهم وآخر المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. وفي حين أنه من المرجح أن تظل داعش خطرًا ضد الغرب, هناك أيضا خطر يتمثل في أن تنتقل تلك الجماعة الإرهابية المتمردة من الشرق الأوسط وتقيم قاعدة جديدة لها في أفريقيا.

لقد كان تنظيم داعش أحد أقوى الجماعات الإرهابية وأكثرها تنظيمًا في التاريخ. ومن السذاجة الاعتقاد بأن هذا التنظيم سيوقف ببساطة عملياته بسبب خسائره الأخيرة. يتمثل السيناريو المحتمل في أن تنتشر هذه الجماعة وأتباعها الكثيرون في قاعدة جديدة.

شهدت الصومال في أكتوبر 2017 هجومًا إرهابيا فظيعًا في عاصمتها مقديشو, نفذته حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة. إن الصومال هي إحدى الدول الأفريقية العديدة التي اُبتُليت بحرب أهلية, وسوء حكم, وتوترات عرقية ودينية, فضلا عن الفقر. وكما علّمتنا التجربة في العراق وسوريا, فإن هذه هي الظروف المناسبة لازدهار تنظيم داعش, ما يجعل أجزاءً من أفريقيا أرضًا خصبة للإرهاب.

إن الوعي العام في الدول الغربية بشأن الأنشطة الإرهابية في أفريقيا مازال متدنيًا, ما قد يسمح لداعش بإعادة تجميع صفوفه في القارة. في الواقع, فإن التاريخ ربما يكرر نفسه. ففي عام 2013, كان يبدو أن العديد من سكان الغرب لا يعلمون بوجود داعش وانخراطها في سوريا والعراق.

في الواقع, هناك أوجه شبه مثيرة للقلق بين الأوضاع الهشّة لبعض الدول في أفريقيا اليوم, وبين الأوضاع في سوريا أثناء الأيام الأولى لأزمتها. استغل تنظيم داعش في عام 2014 الاضطرابات الأهلية وفساد الحكومة لترسيخ أقدامه داخل سوريا. ونجح التنظيم في منافسة العديد من الجماعات الإرهابية في المنطقة, ومن بينها جبهة النصرة. كان هدف داعش القضاء على تلك الجماعات, والانشقاق عن تنظيم القاعدة في عام 2013.

حركة الشباب في شرق أفريقيا هي نموذج لجماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.ومع ذلك, تواجه حركة الشباب تهديدًا متزايدًا من تنظيم داعش, الذي ينافسها على فرض الهيمنة وجذب الأتباع في تلك المنطقة. حيث انشق أحد أهم قادة حركة الشباب, شيخ عبد القادر مؤمن, وانضمّ لداعش في عام 2015 بالرغم من معارضة حركة الشباب القوية لقراره.

إن تركيبة داعش في أفريقيا ما تزال مشتتة, لكن عناصر التنظيم في أفريقيا يحرزون بعض التقدم, حيث تبنّت  عناصر التنظيم في القارة مسؤولية هجومين منخفضي المستوى استهدفا نقطة تفتيش تابعة للجيش في بوركينا فاسو, وسجن شديد الحراسة في النيجر, وكلاهما وقعا في عام 2016. كما أعلنت حركة "بوكو حرام" النيجيرية مبايعتها لتنظيم داعش, حيث أعادت الحركة تسمية نيجيريا إلى "الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا".
كما أسّس تنظيم داعش أيضا "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" مستغلاً التقدم الكبير الذي أحرزته جماعة إسلامية أخرى تنشط في غرب أفريقيا, وتونس, وليبيا, ومصر.

هناك سبب رئيسي يفسّر احتمال تحوّل بعض أجزاء من أفريقيا إلى قواعد جديدة لداعش, وهو انتشار الإنترنت بصورة كبيرة في عموم القارة. حيث كان 100 مليون إنسان في أفريقيا, في عام 2014, يستخدمون موقع الفيسبوك في كل شهر. والآن, من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ما يزيد على 120 مليون. كما أن نحو 80 بالمائة من مستخدمي الفيسبوك في أفريقيا يستخدمون هواتفهم النقالة للدخول للموقع.

بالرغم من هذا التطور الإيجابي المتمثل في تحسُّن الوصول إلى الإنترنت, إلا أن ذلك قد يُفيد في نهاية المطاف داعش ودعايتها, التي يُروّج لها عادة عبر الإنترنت. تتضمّن استراتيجية داعش الإعلامية إنتاج محتوى دعائي من مركز رئيسي, ولكن تحسُّن الوصول إلى الإنترنت يوفّر فرصًا متجددة لإنتاج هذه الدعاية من القارة الأفريقية.

ثمة خطر من أن تتعرض أجزاء من أفريقيا لمجازر إرهابية مثل تلك التي حدثت في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية. يمكن للدول الأفريقية والغربية أن تتعاون فيما بينها لمعالجة التحديات الاجتماعية-الاقتصادية التي تسمح بانتشار الإرهاب. لقد أصبحت المناطق الأكثر هشاشة في إفريقيا مؤخرا, محل اهتمام إستراتيجي لعدد من الدول الغربية, منها فرنسا والولايات المتحدة.

 لقد بتنا نشاهد بالفعل استغلال داعش وجماعات إرهابية أخرى لهذه التحديات المعقدة في القارة الأفريقية. إن الهجمات التي شهدتها الصومال, وبوركينا فاسو, والنيجر قد تكون مقدمة لمجازر إرهابية أوسع نطاقًا في أفريقيا, خاصة في ضوء محاولة داعش للتعافي, وتأسيس "خلافة" جديدة.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا