ترجمة بواسطة – آية سيد
هناك مشكلة كبيرة في هذا الحكم، بينما يواصل الاقتصاد اللبناني الانهيار، حيث خسرت الليرة أكثر من نصف قيمتها منذ بداية الاحتجاجات، وفكرة أن الناس سيبقون سلبيين غير واقعية بالمرة. في الواقع،وفي الأسبوعين الماضيين، حدثت احتجاجات في المناطق الأكثر فقرًا في لبنان، لكن بأشخاص يرتدون أقنعة. والاحتجاجات التي يبقى الناس فيها داخل سياراتهم مستمرة هذا الأسبوع.
يحصل الكثير من اللبنانيين على أجور يومية، والعزل الإجباري أفادبأن أعدادًا ضخمة من الأشخاص ظلوا دون أي دخل لأسابيع. لقد باتت عبارة شائعة أن تسمع الفقراء يقولون إنهم يفضّلون الموت من فيروس كورونا على الموت من الجوع. إن الانفجار الاجتماعي حتمي ما لم يبدأ الوضع الاقتصادي في البلاد إظهار إمكانية التحسن.
السبب هو أن معظم الساسة الآن محاصرون.لقد فرضت الجائحة أعباءً اقتصادية على المجتمعات في جميع أنحاء العالم، في صورة تكاليف الفرص الضائعة للأعمال المفقودة أو المؤجلة والتكاليف المباشرة المرتفعة للتعامل مع المرض. في لبنان، الوضع أسوأ، وهو ما يعني أن السلطات اللبنانية لا تمتلك الآن بديلًا واقعيًّا سوى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ.
هذه خطوة يود الكثير من رجال السياسة تجنبها،وإذا أصبح لبنان معتمدًا على المساعدات المالية الخارجية، ستُقدم هذه المساعدات مقابل إصلاحات اقتصادية حقيقية. وقد يعني هذا أن الطبقة السياسية سيكون لها سيطرة أقل على اقتصاد لبنان،الذي خدمهاكمصدر جيد للدخل وأداة للمحسوبية. حزب الله، أقوى حزب في لبنان، أعرب عن عدم ارتياحه منذ عدة أسابيع، محذرًا من عدم السماح لصندوق النقد الدولي بـ"إدارة" الأزمة المالية اللبنانية.
واليوم، تبدو هذه الاحتجاجات عبثية! الآن بما أن لبنان في حاجة ماسة للعملة الأجنبية من أجل استيراد الغذاء والدواء والوقود، فلا مجال لتجنب اللجوء إلى صندوق النقد الدولي إلا إذا كانت الطبقة السياسية تريد مواجهة رد فعل اجتماعي عنيف، في ظل عدم وجود توقعات بأن الوضع سيتحسن في السنوات المقبلة. إن التداعيات على قدرة النخبة السياسية على الحفاظ على سيطرتها قد تكون كارثية.
أحد الأفراد الذي ربما يكون أكثر عرضة للخطر من البقية هو المتحدث باسم البرلمان، نبيه بري. عندما بدأت الاحتجاجات، اتهم المحتجون في الجنوب بري بأنه كان يجسّد أسوأ صفات النخبة السياسية، وتم إحراق استراحة مملوكة لزوجته في مدينة صور. ومنذ ذلك الحين،أسرف المتحدث في تصوير نفسه كمدافع عن الشعب.
لكن بري ليس الوحيد في ذلك، فردُّ الفعل ضد الطبقة السياسية بسبب نهب الدولة وإفقار معظم سكانها لم يترك سوى القليل من القادة، هم مدركون لذلك؛ لذا إذا تدهور الوضع أكثر سوف تفلت قبضتهم على مقاليد الدولة. إن خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي قد تضخ على الأقل السيولة اللازمة في الاقتصاد، وهو ما يحسن الأمور بعض الشيء.
هذا ليس بالضرورة سببًا للتفاؤل!إن ما سيحدث على الأرجح هو أن كل سياسي سيحاول حماية القطعة الخاصة به من الكعكة على حساب الآخرين؛ما يعني أن الإصلاح سيبدأ بصورة فوضوية؛ والنتيجة النهائية ربما تكون تحسنًا في الاقتصاد، لكن غياب الإجماع حول برنامج إصلاح سيعني أن اللبنانيين سيعانون بلا أدنى داع.
لم تنته احتجاجات لبنان، بينما تستقر الأوقات الصعبة؛بل ربما لم تبدأ بحق بعد. وعن طريق إجبار رجال السياسة على اتخاذ خيارات صعبة، خلق فيروس كورونا مأزقًا ربما لن يستطيعوا الهروب منه،وسوف يقعون تحت ضغط صندوق النقد الدولي، لكن من دونه سوف تتآكل قوتهم وسط المحنة المتزايدة.
للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا>
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=5899