ذكرى استرداد طابا.. انتصار دبلوماسي أنهى احتيال الصهاينة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

لا شك أنها ذكرى عظيمة وحبيبة إلى قلب كل مصري وعربي، حيث احتفلت محافظة جنوب سيناء في مصر بالذكرى 29 لاسترداد طابا، آخر بقعة أرض تستعيدها “القاهرة” من الكيان الصهيوني المغتصب.

إنها لحظات كانت تحمل كل العز والفخار بذكرى ارتفاع العلم المصري مرفرفًا على جزء عزيز وغالٍ من أرض الكنانة وترابها الغالي المحرر من دنس الصهاينة والكيان المغتصب، لتكون آخر تستعيدها مصر التي خاضت في 6 أكتوبر 1973 حربًا شاملة لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 5 يونيو 1967، ليتم باستعادة طابا ورفع العلم المصري عليها تحرير كامل الأرض المصرية المحتلة.

درس دبلوماسي
وأكد أبو بكر الجندي وزير التنمية المحلية، أن الشعب المصري بكل طوائفه يحتفل بذكرى فريدة من أيام التاريخ “الذكرى 29 لعودة مدينة طابا إلى السيادة المصرية”، مشيدًا بدور الدبلوماسية المصرية في عودة طابا إلى مصر.

وقال وزير التنمية المحلية، الأحد، إن شعب مصر بمختلف طوائفه يشاركنا الفرحة بالذكرى 29 اليوم لعودة مدينة طابا عام 1989م، لا شك أنها ذكرى عظيمة وحبيبة إلى قلب كل مصري.

وأكد المسؤول المصري، أثناء تفقده لمنفذ طابا البري، أن المصريين لم ولن يفرطوا في شبر واحد من أرض وطنهم.

أبناء سيناء
وفي سياق متصل، قال عدد من مشايخ جنوب سيناء: إن عودة طابا إلى مصر في 19 مارس عام 1989 بالسلام عن طريق المفاوضات دليل على أن مصر لم ولن تفرط في شبر من أراضيها، وطابا وهي أصغر مدينة في سيناء جزء من أرض مصر، وأثبت المصريون أحقيتنا في تبعتيها إلى مصر.

وقال الشيخ عودة عفنان -شيخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء- إن والده الشيخ عفنان كان يحكي له باستمرار عن بطولات المصريين ضد الصهاينة في أثناء احتلال فترة سيناء، وإن بدو سيناء الشرفاء هم من ساعدوا القوات الخاصة والصاعقة في دخول سيناء لرصد تحركات العدو والقيام بعمليات ضدهم وعندما رفض اليهود الخروج من طابا وسعت مصر إلى التحكيم وساعد مشايخ وعقلاء البدو في منطقة طابا ووسط سيناء بمساعدة اللجنة المشكلة -آنذاك- من ضباط ومهندسين وأساتذة في القانون من تتبع كل العلامات الدولية بداية من رفح حتى طابا، وكان هناك فضل كبير لقصاصي الأثر في تتبع العلامات ورصدها حتى تم إقناع المحكمة بأحقية مصر في طابا.

ألاعيب صهيونية
عقب حرب أكتوبر عقدت في ‏1979 اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981 سعى الجانب الإسرائيلي إلى إثارة مشكلات حول وضع‏ 14‏ علامة حدودية أهمها العلامة ‏(91)‏ في طابا، الأمر الذي أدى لإبرام اتفاق في ‏25‏ أبريل‏ 1982‏ والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقًا لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم.‏

وبعد‏ 3‏ أشهر من هذا الاتفاق‏ افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية، وأدخلت قوات حرس الحدود‏.‏ فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة.

انتصار دبلوماسي

وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقًا لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات الـ14 المتنازع عليها. وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر، مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.

ربما يعجبك أيضا