كيف يستغل أردوغان الحرب الأوكرانية في العودة إلى نادي السلاح الغربي؟

هالة عبدالرحمن

أدى عدم حصول أنقرة على صواريخ باتريوت أو طائرات "إف -35" إلى انتكاسة لطموحات أنقرة الجيوسياسية، وبدلاً من حصولها على طائرات F-35 ، تتوقع تركيا نسخة مطورة بشكل كبير من طائرات "إف 16".


بعد تعاقد تركيا المثير للجدل لنظام الدفاع الصاروخي روسي الصنع “إس 400″، يبدو أن أنقرة تستغل الحرب الروسية الأوكرانية لضمان العودة إلى نادي السلاح الغربي.

تركيا لا تزال عضوًا في الناتو وعززت الحرب الأوكرانية في أن تتبوأ موقعًا تفاوضيًا جيدًا في مسار العلاقات مع حلفائها في الناتو بشأن مشتريات السلاح، وفق تقرير “ديفينس نيوز”، الصادر أمس الاثنين 6 يونيو 2022.

دور الوسيط في الحرب

أعادت الحرب الأوكرانية تركيا مجددًا إلى موقع الوساطة المحورية داخل الناتو، استغلالًا لعلاقات أنقرة الجيدة مع روسيا وأوكرانيا، وهو الدور الذي سيتعاظم مع أية مفاوضات مستقبلية، فضلًا عن أن موافقة تركيا مطلوبة أيضًا للمضي قدمًا في طلبات عضوية السويد وفنلندا في الناتو، فتخشى كل من ستوكهولم وهلسنكي من أن تعمل موسكو على عزلهم دائمًا عن الحلف.

وفي عام 2020، دفعت تركيا 2.5 مليار دولار لشراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس -400. لكن أنقرة أوقفت تشغيل المنظومة خوفًا منها أن التعرض لمزيد من العزلة والعقوبات من قبل حلفائها، إلا أن الرد على عملية الاستحواذ كان تعليق أمريكا عضوية تركيا في برنامج مقاتلة الغارة المشتركة الواعد الذي ينتج مقاتلات إف 35 ومقاتلات أخرى ما يعني حرمانها من الحصول على المقاتلة المتطورة.

توتر العلاقات مع واشنطن بسبب صفقة “إس 400” الروسية

تسبب قرار تركيا الخاص بشراء منظومة صواريخ “إس 400” روسية الصنع في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، وتبع ذلك فرض عقوبات على أنقرة. ويقول الأمريكيون إن المنظومة لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلنطي “الناتو” الذي تنتمي إليه تركيا، وفقًا لـ“دويتشه فيله”.

وقال دبلوماسي تركي كبير ذو اطلاع على شؤون الناتو، لموقع “ديفينس نيوز”، إن الحرب الروسية الأوكرانية قتلت عمليًا جميع الصفقات التركية الروسية المحتملة المتعلقة بأنظمة الأسلحة الاستراتيجية.

صفقات السلاح التركية المرتقبة

مع استبعاد روسيا كمورد عسكري لأنقرة، عاد الأتراك إلى مراجعة تقييمات الأسلحة الغربية، وأفاد مسؤول مشتريات تركي كبير بأن الطائرة القتالية متعددة المهام “يوروفايتر تايفون” هي إحدى الخيارات المتاحة لدى سلاح الجو التركي، بصفقة محتملة تبلغ 80 طائرة، وهي عملية شراء شديدة الأهمية للموقف العسكري التركي وستحسن كثيرًا من الموقف الاستراتيجي للقوات الجوية التركية.

وأدى عدم حصول أنقرة على صواريخ باتريوت أو طائرات “إف -35” لانتكاسة لطموحات أنقرة الجيوسياسية، وبدلاً من حصولها على طائرات F-35، تتوقع تركيا الحصول على نسخة مطورة من طائرات “إف 16” من واشنطن، ومتوقع أن تؤمن أمريكا قبول تركيا لعضوية السويد وفنلندا في الناتو مقابل موافقة الكونجرس الأمريكي على بيع طائرات F-16 لتركيا، وفق“المونيتور”.

العودة إلى سوق الأسلحة الغربية

 أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مارس 2022، عن أمله في استئناف المحادثات الثلاثية بين تركيا وفرنسا وإيطاليا للمشاركة في إنتاج نظام الدفاع الجوي والصاروخي الأوروبي. ووسط تفاؤل مماثل، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في مارس، إن إيطاليا وفرنسا تفكران “بجدية أكبر” الآن في الإنتاج المشترك لأنظمة “سامب تي” في تركيا.

واتخذت بريطانيا خطوات لتسهيل عودة تركيا إلى سوق الأسلحة الغربية. وقال نائب وزير الخارجية التركي، فاروق كايماكجي، في فبراير الماضي، إن بريطانيا رفعت الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى تركيا بعد هجوم تركي أحادي الجانب في شمال سوريا في عام 2019. وبقي تخفيف القيود التجارية طي الكتمان عن الجمهور، ويقول بعض المراقبين إن كندا قد تحذو حذوها.

القيود الغربية ومناورة أردوغان

تقول “ديفينس نيوز” إن معظم القيود الغربية لا تزال سارية، فمثلًا فرضت “التشيك وفنلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد” حظرًا كاملًا على توريد الأسلحة إلى تركيا منذ 2019 بسبب تدخلاتها العسكرية في سوريا. ووضعت فرنسا قيودًا على مجموعة من الأنظمة الفرعية للدفاع والطيران، ومنعت إيطاليا بيع بعض المنتجات، وعلقت ألمانيا خطط بيع محركات لتشغيل الدبابة “ألتاي” التركية.

وأشار المحلل العسكري التركي أوزغور إكسي، إلى أن الطريقة التي ستناور بها تركيا بين تضارب المصالح الغربية والروسية في المستقبل القريب ستقود الغرب إلى الموافقة على عودة تركيا إلى نادي السلاح الغربي، بينما يعتقد بعض الدبلوماسيين الغربيين أن أردوغان قد يحاول استخدام حق النقض التركي في الناتو على قرار انضمام فنلندا والسويد لإعادة ضبط علاقات الشراء مع الغرب.

ربما يعجبك أيضا