«الناتو» مستعد للتدخل بين صربيا وكوسوفو إذا تصاعدت التوترات

آية سيد
صربيا

بعثة حفظ السلام الدولية التي يقودها في كوسوفو مستعدة للتدخل إذا تصاعدت التوترات بين كوسوفو وصربيا.. وزعيما البلدين يتبادلان اتهامات تأجيج الأزمة.


أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه سيضاعف قوة حفظ السلام المتواجدة في كوسوفو، إذا حدث تصعيد للتوترات مع جارتها صربيا.

وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، مع زعيمي صربيا وكوسوفو، عشية المحادثات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بين الدولتين الواقعتين غرب البلقان، وفق ما أوردت رويترز، يوم أمس الأربعاء 17 أغسطس 2022.

القوات مستعدة للتدخل

عقب محادثات مع الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، قال ستولتنبرج، في مؤتمر صحفي في بروكسل إن الناتو مستعد للتحرك، وبعثة حفظ السلام الدولية التي يقودها في كوسوفو مستعدة للتدخل. وأضاف “لدينا ما يقرب من 4 آلاف جندي في كوسوفو، وهذا التواجد في حد ذاته يساعد في إرساء الاستقرار والحدّ من التوترات، ويساعدنا في منع التصعيد أو أي نوع من الصراع”.

وشدد على أنه “عند الحاجة، سنحرك قواتنا وننشرها أينما دعت الحاجة، ونزيد من تواجدنا. لقد كثفنا تواجدنا في الشمال بالفعل، ومستعدون للمزيد”، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيس للناتو هو خفض حدة التوترات وضمان حرية الحركة وسلامة كل المجتمعات، بما فيها الصرب المتواجدون في كوسوفو.

صربيا

ستولتنبرج وفوتشيتش

محادثات صعبة

من جانبه، وصف فوتشيتش المحادثات مع رئيس الوزراء الكوسوفي، ألبين كورتي، المقرر عقدها، اليوم الخميس، في بروكسل، بأنها ستكون صعبة لأن الجانبين لا يتفقان على أي شيء تقريبًا. وقال إن صربيا أرادت تجنب تصعيد الموقف، لكن يوجد جيل جديد من الأطفال والشباب في شمال كوسوفو لن يحتملوا “ذلك الإرهاب لأنهم يعتبرون كوسوفو أرضًا صربية”، على حد وصفه.

وإضافة إلى هذا، اتهم فوتشيتش كوسوفو باستخدام خطاب سياسي يهدف إلى تشويه سمعة صربيا، ونشر الأكاذيب عنها. وأشار إلى أن ما يحتاجه الطرفان هو نهج عقلاني ومحادثات للوصول إلى حل وسط، معربًا عن استعداد صربيا لفعل ذلك.

دعوة لضبط النفس

في مؤتمر صحفي لاحق، أمس الأربعاء، مع رئيس الوزراء الكوسوفي، أعرب ستولتنبرج عن ترحيبه بتهدئة التوترات في شمال كوسوفو، وحث جميع الأطراف على “ضبط النفس وتجنب الخطاب غير البنّاء”. ودعا بلجراد وبريشتينا إلى “المشاركة الإيجابية والبناءة” في جولة المحادثات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي.

ووصف الأمين العام للناتو الحوار بأنه “السبيل الوحيد تجاه تحقيق السلام المستدام”، مضيفًا أنه “فرصة لكوسوفو حتى تظهر أنها جهة فاعلة مسؤولة داخل المجتمع الأوروبي-الأطلسي”.

انضمام كوسوفو إلى الناتو

بحسب “رويترز”، شدد رئيس الوزراء الكوسوفي على إصرار بلاده على أن تصبح عضوًا في الناتو. وأخبر الصحفيين أنه “تشعر بلادنا بالتهديدات، والمخاطر والتحديات التي يواجهها الناتو في البيئة الأمنية الحالية”، في إشارة إلى نفوذ روسيا في المنطقة.

وقال: “إن مؤسسات كوسوفو ومواطنيها في الوضع الحالي لديهم أسباب لكي يكونوا حذرين من النهج التخريبي لجارتنا الشمالية تجاه كوسوفو والمنطقة عمومًا تحت أجندة روسيا المؤذية لأوروبا والبلقان”.

220817b 006

ستولتنبرج وكورتي

كوسوفو وصربيا..توترات مستمرة

حصلت كوسوفو على استقلالها من صربيا عام 2008، بعد حرب دموية استمرت عقدًا من الزمن وشهدت تدخل الناتو، لكن صربيا ما زالت تعتبرها جزءًا من أراضيها. ومنذ ذلك الحين ظلت العلاقات متوترة بين الألبان والصرب الذين يشكلون 5% من سكان كوسوفو.

وتجددت التوترات على الحدود بين البلدين، في 31 يوليو الماضي، بعد إعلان حكومة كوسوفو منح الصرب 60 يومًا للحصول على لوحات السيارات الكوسوفية. وقررت أيضًا أنه بداية من 1 أغسطس، سيحتاج مواطنو صربيا الذين يزورون كوسوفو إلى وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم إذنًا بالدخول. وهو نفس الإجراء المتبع في بلجراد مع مواطني كوسوفو.

ولكن بريشتينا تراجعت عن تنفيذ القرار بعد أعمال شغب للسكان الصرب في المناطق الحدودية، وأعلنت تأجيل تنفيذ قرارها إلى 1 سبتمبر المقبل، بعد التشاور مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا