كيف يستعد الاتحاد الأوروبي للشتاء؟ مساهمة تضامنية وسقف لأسعار الغاز

علاء بريك
خطوط تصدير الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي

بعد ارتفاع كلفة الطاقة، يسعى الاتحاد الأوروبي للبحث عن حلول تخفض من الأعباء على الأفراد والشركات قبل بداية فصل الشتاء.


مع اقتراب فصل الشتاء، تسارع دول الاتحاد الأوروبي جهودها لمواجهة ارتفاع كلفة الطاقة نتيجة تقلص إمدادات الغاز على خلفية العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.

وتتمثل إحدى الخطط المقترحة في فرض مساهمة تضامنية على شركات قطاع النفط والغاز الأوروبية التي حققت أرباحًا غير متوقعة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة العالمية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

مساهمة تضامنية

أظهرت مسودة خطة الاتحاد الأوروبي، وفقًا لتقرير نشرته رويترز، يوم أمس الاثنين 12 سبتمبر 2022، أن شركات الوقود قد تضطر إلى تقاسم أرباحها الإضافية لمساعدة الأسر والشركات الأوروبية على التعامل مع فواتير الطاقة المرتفعة التي تسببت بها “حرب الطاقة” مع روسيا.

وبحسب المشروع المقترح من المفوضية الأوروبية، فإن على شركات النفط والغاز والفحم والتكرير تقديم مساهمة مالية على أساس الأرباح الإضافية الخاضعة للضريبة المحققة في السنة المالية 2022، وفقًا للمسودة التي قد تتغير، وستحتاج بعد ذلك إلى موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي.

الاتحاد الأوروبي يستعين بالخبراء

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز“، يوم السبت الماضي، قال وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي إنهم يريدون من الخبراء تقديم مقترحات مفصّلة بشأن السياسات المختلفة التي قد تساعد المنطقة في التعامل مع ارتفاع أسعار الكهرباء وإمدادات الغاز لدرء إفلاس الشركات وكلفة المعيشة على الأفراد وبرد الشتاء.

وأضافت رئيسة الاتحاد الأوروبي أن مرافق تخزين الغاز الطبيعي بالدول الأعضاء كانت ممتلئة بالفعل بنسبة 82%، وأن واردات الغاز الروسي تضاءلت من 40% من إجمالي الكتلة إلى 9% فقط. ويواجه 13 عضوًا إغلاقات جزئية أو كلية للغاز الروسي، وكان التأثير الأكبر في ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد والأكثر اعتمادًا على الغاز الروسي.

خطة بريطانيا

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تراس، في 8 سبتمبر، أن حكومتها ستضع حدًا لأسعار الطاقة المحلية للمنازل والشركات، لتخفيف أزمة كلفة المعيشة التي تركت السكان في جميع أنحاء المملكة المتحدة يواجهون شتاء محبِطًا. ولم تذكر تراس كم سيكلف الحد الأقصى للسعر، ولكن التقديرات تشير إلى أنه سيبلغ 116 مليار دولار تقريبًا.

وستدفع الحكومة البريطانية كلفة الحد الأقصى من أموال الخزينة والاستدانة، مع العلم أن تراس رفضت دعوات المعارضة لفرض ضريبة على أرباح شركات النفط. وتقول الحكومة إن الحد الأقصى يخفض معدل التضخم المرتفع في المملكة بمقدار 4 إلى 5 نقاط مئوية، وسط توقعات من بنك إنجلترا بأنه قد يصل إلى حدود 14% في الفترة المقبلة.

سقف الأسعار ليس حلًا

شملت الاقتراحات الأخرى وضع سقف لأسعار الطاقة، ولكن النرويج حذرت من تحديد سقف للأسعار. وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس جار ستوير، في اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن “السعر الأقصى لن يحل المشكلة الأساسية المتمثلة في نقص الغاز في أوروبا”.

وتراجع وزراء الاتحاد الأوروبي بالفعل عن تحديد سقف للأسعار يستهدف الغاز الروسي الذي كان يمثل قرابة 40% من واردات الاتحاد قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وانخفضت تلك الحصة إلى 9% بفعل خفض موسكو الإمدادات، ملقيةً باللوم على مشكلات فنية ناجمة عن العقوبات.

الطاقة كسلاح

قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، إن الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة يجب أن يقفوا بحزم ضد مساعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “للتنمر” عليهم هذا الشتاء من خلال تلاعبه بأسعار الطاقة، ووعد بعدم ترك الحلفاء الأوروبيين وحيدين في برد الشتاء، وفق ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز“.

ووصف بلينكن تصرفات موسكو في مجال الطاقة بأنها بمثابة استخدام إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا سلاحًا لجعل كلفة الطاقة على العائلات والشركات الأوروبية مرتفعة جدًا، بحسب ما تابع التقرير. وذكر أن ارتفاع كلفة الطاقة نتيجة الوقوف بجانب أوكرانيا يظل أقل من كلفة من الخضوع لروسيا.

ربما يعجبك أيضا