رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.. القاهرة دافعت عن حقوق القارة السمراء شرقا وغربا

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عظمت مصر من جهودها تجاه القارة الأفريقية، خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، في عام 2019؛ من خلال تنشيط التعاون بين مصر ودول القارة في كافة المجالات، وإطلاق عدد من المشروعات المشتركة والتي تهدف إلى تحقيق التنمية، فضلا عن طرح المشاكل الأفريقية، والعمل على زيادة الاستثمار، وتكثيف الجهود في سبل مكافحة الإرهاب، وإحلال السلم والأمن، وإنهاء النزاعات علاوة على استضافة عدد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد والأمن في القارة.

“المساعى الاقتصادية”

الملف الاقتصادي، جاء على رأس أولويات القيادة السياسية المصرية، خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، ففي يوليو الماضي، شهدت القمة الاستثنائية في النيجير خلال يوليو الماضي، إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية، إذ وقعت عليها 54 دولة.

وفي نوفمبر الماضي، استضافت مصر فعاليات المنتدى الاقتصادي لأفريقيا بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،  والذي توج بتوقيع 13 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة استثمارات تصل لـ3 مليارات دولار وفقا لتصريحات وزير الاستثمار المصرية السابقة سحر نصر.

وشهد المنتدى الإعلان عن استثمارات جديدة بأفريقيا، فأعلنت شركة ليكيلا عن استثمار ملياري دولار بالقارة، بزيادة قدرها 600 مليون دولار إضافية في الأعوام  الثلاثة المقبلة، وتوقيع الشريحة الأول لاتفاقية تمويل الصادرات والواردات للدول الأفريقية بقيمة 100 مليون دولار من إجمالي 500 مليون دولار.

ومن خلال اجتماعات متواصلة وجهود حثيثة نجح القادة الأفارقة في صياغة أجندة التنمية 2063، والتي تعد عبارة عن إطار استراتيجي للتحول الاقتصادي والاجتماعي للقارة على مدار 50 عامًا القادمة، تستند على الإسراع في تنفيذ المبادرات السابقة والحالية الخاصة بالنمو والتنمية المستدامة.

ونظم بنك التنمية الأفريقي المؤتمر الاقتصادي الأفريقي في ديسمبر الماضي مدينة شرم الشيخ بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة.

وعملت مصر على تحسين حياة المواطنين في القارة السمراء، إذ أنشأت مصر 8 مزارع نموذجية من إجمالي 22 مزرعة تهدف وزراة الزراعة المصرية الانتهاء من إنجازها بنهاية عام 2020، فضلا عن افتتاح المرحلة الأولى من محطة توليد الطاقة الشمسية بالمزرعة المصرية التنزانية المشتركة، ومتابعة تنفيذ سد “ستيجلر جورج” بتنزانيا، والعمل على توصيل الكهرباء لـ600 مليون أفريقي، بالتعاون مع الصين، كما استضافت القاهرة نهاية نوفمبر 2019، ورشة عمل “صنع في أفريقيا”.

وأطلقت مصر، طريق “القاهرة-كيب تاون”، والذي يعد أطول مشروع لربط دول شمال أفريقيا بالجنوب، حيث يربط المشروع مصر بجنوب أفريقيا، بطول 11 ألف كيلو متر، ويمر بـ9 دول من شمال القارة، فضلا عن خطط الربط الملاحي “الربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط”.

“التحركات السياسية”

الرئيس المصري عمل على إعادة أواصر الترابط بين القاهرة والعواصم الأفريقية، فقام الرئيس المصري بجولة أفريقية في أبريل الماضي إلى كل من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، أجواء الريادة المصرية للقارة الأفريقية، بعد سنوات من الابتعاد عن القارة، فقد جاءت زيارة السيسي لغينيا بعد (54) سنة منذ آخر زيارة لرئيس مصرى إليها، وجاءت زيارته للسنغال بعد 12 سنة من آخر زيارة رئاسية مصرية إلى السنغال عام 2007.

ولعبت مصر دورا هاما، لإنهاء الأزمة السودانية، فاستضافت في أبريل الماضي قمة أفريقية مصغرة، بحضور 13 رئيسا ومسؤلا أفريقيا؛ لمناقشة تطورات الأوضاع بالسودان، كما سعت مصر إلى توحيد القوى الوطنية الليبية؛ للتوصل لحل سياسي للأزمة، كما رعت عدة جولات من المباحثات؛ للوساطة بين المشير خليفة حفتر وحكومة فايز السراج.

ونظمت مصر الدورة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، في ديسمبر الماضي بناء على إعلان الرئيس المصري خلال تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي، في فبراير 2019، عن إقامة محفل دولي سنوي بأسوان لبحث سبل السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء.

“الأمن والإرهاب”

“مكافحة الإرهاب” كان عنوانا رئيسيا للرئيس المصري في كافة خطاباته، ومشاركاته، وعمل على إحلال السلام بالقارة الأفريقية، لتبدأ التحركات المصرية بإعداد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، المبادرة التي قدمها السيسي، بعنوان مبادرة “إسكات البنادق”، خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا في فبراير 2019، لتكون أولى الخطوات في التحركات المصرية لإحلال السلام بالقارة، والتي تضمنت آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020.

وشهدت العاصمة المصرية المصرية، عقد اجتماعات خبراء اللجنة المتخصصة للدفاع والسلامة والأمن  بالعاصمة الإدارية الجديدة، بهدف توحيد القرارات بين الدول الأفريقية لإيقاف أية تهديدات أو عدائيات تواجه القارة، وبحث قضايا السلم والأمن وتطوير القوة الأفريقية الجاهزة.

ووقعت مصر في ديسمبر الماضي اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار بعد النزاعات، بعد اقتراحها إنشاءه في فبراير الماضي، من أجل أن يكون المركز منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية كل دولة، وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.

“مشاركة هموم أفريقيا”

السيسي كان حاضرا في كافة المحافل المتعلقة بأفريقيا، لعرض المشاكل التي تعاني منها القارة، وبحثا عن حق شعوبها في التنمية الشاملة والمستدامة وخلق فرص الاستثمار وحمايتها من خطر الإرهاب، فلم يترك الرئيس المصري محفلاً دوليًا إلا وشارك فيه ممثلا للقارة الأفريقية.

فشارك السيسي في فبراير الماضي في الدورة الـ55 لمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، وطرح خلال المؤتمر الرؤية المصرية لحل أزمات العالم العربى وتطوير التعاون الأوروبي الأفريقي في ظل رئاسة مصر للاتحاد، وناقش خلال المؤتمر أجندة أفريقيا 2060 وسبل التكامل والاندماج الاقتصادي الإقليمى وتعزيز التجارة البينية بالقارة.

وحضر الرئيس المصري، في أبريل الماضي منتدى الحزام والطريق ببكين- الصين 2019، والتي ركزت مناقشاته على إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، كما شارك أيضا في يونيو الماضي في “القمة الصينية – الأفريقية” المصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا.

شارك الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، في أغسطس 2019، بمدينة “بياريتز” الفرنسية، في قمة السبع الكبرى، علاوة على المشاركة “مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في أفريقيا” (تيكاد 7) الذي عقد في أغسطس.

وركز الرئيس المصري خلال مشاركته بالدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر 2019، على المبادرات الصحية  المصرية التي يهدف لنشرها وتعميمها بأفريقيا، رؤية مصر في سبل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

وترأس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أول قمة روسية أفريقية، في أكتوبر الماضي، وناقش الجانبان خلالها قضايا تتعلق بـ”التقنيات النووية في خدمة تنمية القارة” و”المناجم الأفريقية في خدمة شعوب أفريقيا”، وشاركت مصر في القمة الألمانية الأفريقية التي عقدت في نوفمبر الماضي، تحت عنوان “قمة الاستثمار مستقبل مشترك”، كما شارك السيسي في قمة الاستثمار “الأفريقية البريطانية”، في يناير الجاري.

“دعم الشباب”

وعملت مصر على دعم الشباب الأفريقي، عبر عقد ملتقي الشباب العربي الأفريقي في مارس الماضي، علاوة على دعوة السيسي خلال منتدى شباب العالم الماضي، إلى تنفيذ مبادرة الاتحاد الأفريقي 2021 لخلق مليون وظيفة.

كما أصدرت مصر البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي، الذي أعلنت عنه بمنتدى شباب العالم العام الماضي، والذي يستهدف تدريب 10 دفعات بمجموع 1000 شاب أفريقي بالأكاديمية الوطنية للتدريب، وانضم له في يوليو الماضي 100 شاب من 29 دولة أفريقية.

ربما يعجبك أيضا