رئيس إيران القادم.. هل يسير على خطى «رئيسي»؟

الاتفاق النووي وكسب ثقة الشارع.. عنوان فوز الرئيس الإيراني القادم

يوسف بنده

المرشح القادر على جذب الناخبين نحو صناديق الاقتراع مع الولاء لمبادئ النظام، هو الشخص القادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.


ينص الدستور الإيراني على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال 50 يومًا في حالة عجز الرئيس عن أداء مهامه.

ويبدو أن إعلان النظام الإيراني عن فتح باب الترشح للرئاسة اعتبارًا من 30 مايو الحالي، بعدما حددت السلطات 28 يوليو موعدًا أوليًا لإجراء الانتخابات، وضع التيارات السياسية في أزمة وقت.

انتخابات ریاست جمهوری

الانتخابات الرئاسية في إيران

فرصة لعودة الإصلاحيين

يبدو أن الإصلاحيين الذين تم استبعادهم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، وجدوا في رحيل الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، فرصة لعودتهم إلى المشهد السياسي.

وأعلن المتحدث باسم الجبهة الإصلاحية، جواد إمام، اجتماع تلك الجبهة غدًا الأحد 26 مايو، للنقاش حول مشاركة التيار الإصلاحي في الانتخابات المقبلة وتحديد الأسماء القادرة على المنافسة.

51d7e54c f5d6 41a6 a286 53dab2f49ff2

محمد باقر قاليباف

عمدة طهران

كتبت صحيفة “آرمان ملي”، اليوم السبت 25 مايو 2024، أن التيار المحافظ يعرف أن التيار الإصلاحي يسعى للعودة إلى المشهد السياسي، وهو ما يرفع من مستوى المنافسة الانتخابية.

لكن أشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن من بين الشخصيات المحافظة المطروحة للسباق الانتخابي، محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، وعلي رضا زاكاني، مساعد الرئيس الإيراني، وكلاهما شغل منصب عمدة طهران، التي هي لرؤساء البلديات بمثابة بلدية باريس للرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي استطاع الوصول إلى رئاسة فرنسا من هناك.

وأشارت الصحيفة الإصلاحية إلى أن الرئيس الأسبق، أحمدي نجاد، هو من الأسماء المرشحة للرئاسة المقبلة، وقد شغل أيضًا منصب عمدة طهران في السابق.

انتخابات

الانتخابات الرئاسية في إيران

بتوقيت الاتفاق النووي

رحل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بينما كانت تجري محادثات سرية بين واشنطن طهران وبضيافة سلطنة عمان، لاستئناف المحادثات النووية.

وكان رئيسي الشخصية المحافظة يمضي في تلك المحادثات بما يدعم الاستراتيجية التي أطلقتها حكومته منذ مجيئها بأن الأولوية لدول الجوار، إذ تبدو رغبته في استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية، هي بهدف رفع العقوبات الغربية عن إيران وكسب ثقة دول الجوار لا سيما في الخليج لفتح الباب للعلاقات الاقتصادية والأمنية.

وتراهن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن على التوصل لاتفاق مع إيران حول الأزمة النووية عبر المفاوضات. ويسعى بايدن أيضاً إلى استخدام ورقة الاتفاق مع إيران وحل بعض القضايا الإقليمية من خلال التعاون معها، بوصفها ورقة الربح لفترة ولاية ثانية أمام منافسه الجمهوري، دونالد ترامب.

221485Image1

مَن يخلف “رئيسي”.. سؤال إيران الكبير؟

على خطى “رئيسي”

يبدو أن النظام الإيراني يقف أمام معضلة البحث عن “رئيسي” جديد، إذ يبحث عن شخصية موالية لمبادئ نظام ولاية الفقيه، وكذلك شخصية قادرة على معالجة الأزمة الاقتصادية التي تضغط على المواطن الإيراني بسبب العقوبات الغربية، والدخول في مفاوضات نووية مع الغرب في إطار اتفاق يضمن لإيران مصالحها، وليس على غرار اتفاق عام 2015 الذي غادره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عام 2018م.

أيضًا، كان رئيسي يمثل شخصية مميزة بالنسبة للنظام الإيراني، فقد فضل الولاء للنظام طوال الوقت على التمرد، خاصة عندما واجه النظام أزمة اضطرابات نوفمبر 2022م  بسبب مسألة الحجاب، وقد التزم رئيسي بقرار النظام الحاكم الذي أصر على أولوية مسألة الحجاب بالنسبة لوجه الجمهورية الإسلامية.

كذلك يسعى النظام الإيراني لمعالجة أزمة فقدان الثقة لدى المواطن الإيراني الذي لم يعد يكترث للمشاركة الانتخابية، سواء ترشح فيها المحافظون أو الإصلاحيون، وذلك في ظل أزمات اجتماعية واقتصادية تضغط عليه.

ويشير أمين عام الحزب الأخضر في إيران، حسين كنعاني مقدم، في مقاله بصحيفة آرمان ملي، السبت 25 مايو، إلى أن “الشخص الذي يسير على طريق إبراهيم رئيسي هو الذي سيفوز بالانتخابات”.

كذلك فإن المرشح القادر على جذب الناخبين نحو صناديق الاقتراع مع الولاء لمبادئ نظام ولاية الفقيه، هو الشخص القادر على كسب تأييد بيت المرشد الأعلى، علي خامنئي، على غرار سلفه الراحل “رئيسي”.

ربما يعجبك أيضا