رسائل السيسي من «قناة السويس»| مياه مصر خط أحمر.. ومعركة التنمية مستمرة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لهيئة قناة السويس في أعقاب انتهاء أزمة السفينة البنمية الجانحة في القناة، العديد من الرسائل الهامة بخصوص عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام المصري والإقليمي والدولي، في مقدمتها: “أزمة سد النهضة، والتطورات الأخيرة بخصوص قناة السويس، فضلا عن المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والمنشودة”.

“سد النهضة”

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر اختارت الجانب التفاوضي فيما يتعلق بسد النهضة وقضية المياه، مؤكدًا أن “العمل العدائي قبيح وله آثار تمتد إلى سنوات طويلة الشعوب لا تنساه”.

أضاف الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي في الإسماعيلية عقب تفقد هيئة قناة السويس، ومركز التدريب البحري والمحاكاة  التابع للهيئة بالإسماعيلية عقب انتهاء أزمة السفينة الجانحة، اليوم الثلاثاء، أن المعركة هي “معركة تفاوض”، مضيفا: “كل يوم بنكسب أرض لدى الرأي العام العالمي في جدية التفاوض بشكل يحقق الكسب للجميع”.

أوضح الرئيس المصري أن ما تطلبه مصر لا يخرج عن القوانين الدولية المعمول بها في التعامل مع هذه الإجراءات والمياه العابرة للحدود، وأنها تتمنى الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، مكملا: “محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر واللي عايز يجرب يجرب.. وإلا هيبقى فيه حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد”.

وقال الرئيس السيسي، إنه خلال الأسابيع المقبلة سيكون هناك تحرك إضافي في أزمة السد الإثيوبي، متمنيًا الوصول لاتفاق قانوني ملزم بشان ملء وتشغيل السد، مؤكدًا أن مصر في معركة تفاوض، والرأي العام العالمي يرى أن مصر جادة في التفاوض بشكل يحقق الكسب للجميع.

وحرص الرئيس المصري على التأكيد مرارا وتكررا على أن تصريحاته ليست تهديدا مطلقا، ولكنها رسالة بشأن حقوق مصر المائية، قائلا: “مفيش حد بعيد عن قدرتنا”، ومياه مصر خطر أحمر، رد فعلنا على المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل.. وإحنا عمرنا ما هددنا”.

“أزمة السفينة”

أكد الرئيس المصري، أن تواجده اليوم في قناة السويس، عقب انتهاء أزمة السفينة البنمية الجانحة، أمر هام للتأكيد على عودة الملاحة بسلام وكفاءة، موجها التحية إلى العاملين في هيئة قناة السويس، على الجهد الكبير الذي بُذل من قبلهم حتى انتهاء الأزمة، بأقل قدر من الخسائر.

أضاف الرئيس السيسي: “لدينا إدارة وفريق عمل في هيئة قناة السويس، يملكون خبرات تعود إلى أكثر من 150 عامًا، وشهدوا تطوراتها وتطور بناء السفن وحركة التجارة العالمية، والتي لم تتوقف إلا في بعض الأزمات مثل عام 1956، و1967″، داعيا إلى عدم القفز على نتائج التحقيقات الخاصة بحادث جنوح السفينة، تاركًا الأمر لهيئة قناة السويس، مؤكدًا أن كل الجوانب المحيطة بالحادث ستكون محل تحقيق من قبل الفنيين.

أكد أن قناة السويس قامت بدور عظيم، في التجارة العالمية، حيث تقوم القناة بنقل ما يقارب 12 % من التجارة العالمية، مردفا: “طول ما فيه إرادة للبناء والتنمية والتعمير لازم هننجح، وهذا هو الخط العام لمصر الآن، وحركة الملاحة ناجحة في قناة السويس على مدار الليل والنهار، وهذا يعد شكلا من أشكال التنمية، ليس فقط لمصر، ولكن لدول العالم التي تقوم بنقل تجارتها عبر القناة”.

وعن شعوره خلال الأزمة، أضاف الرئيس: “أي أزمة تتعرض لها مصر بيكون لها تأثير صعب علينا كلنا لأن دي بلدنا.. قلت للفريق أسامة ربيع أنت والمجموعة اللي معاك سمعة مصر في رقابتكم، ولما حصلت الأزمة الدنيا كلها بتتكلم”، مشيرا إلى أن زيارته لقناة السويس رسالة للعالم بعودة الملاحة، وتم مرور أكثر من 100 سفينة بالأمس، واليوم يمر ما يقرب من 90 سفينة.. والـ 400 سفينة الذين تعطلوا بسبب توقف الملاحة.. وخلال 3 أيام سوف يتم مرورهم بشكل كامل، وانتظام الملاحة بشكل طبيعي داخل القناة بعد التعطل لمدة 6 أيام.

وأضاف الرئيس السيسي: “لست متفاجئ من رد فعل المصريين عن التعامل مع أزمة السفينة.. والكل شاف رد الفعل كان إزاي.. بشكر المصريين وبقولهم متخافوش على مصر.. البلد دي محفوظة بالله.. ثم إرادة ونوايا وحب المصريين لبلدهم ورغبتهم أنها تكون متطورة.. ربنا ما يحرمني منكم”.

وأردف السيسي، ردا على سؤال حول اقتراح ترشيح هيئة قناة السويس لنيل جائزة نوبل للاقتصاد:”أضم صوتى لمقترح حصول قناة السويس على جائزة نوبل للاقتصاد وسنكون سعداء إذا منح هذا المرفق العظيم تلك الجائزة”.

“المشروعات القومية”

أكد السيسي أن على الإعلام رصد المشروعات القومية في سياق التحليل بالمقالات والملفات، حتى يعرف الجميع أن البلد تسير بقدرة وتخطيط، متابعا: “على المتخصصين توضيح هذا الأمر للناس، عشان الأمل والثقة بالنفس في أن المصريين قادرين على عمل تغيير حقيقي لبلادهم”.

وكشف الرئيس السيسي، عن افتتاح مينائين بحريين خلال الشهرين المقبلين، الأول ميناء برنيس مقابل ميناء جدة على البحر الأحمر، فضلا عن تطوير ميناء السخنة وسيتم الانتهاء منه خلال عامين ليصبح أكبر ميناء على البحر الأحمر، بالإضافة إلى ميناء شرق بورسعيد، الذى تم افتتاحه من قبل، فضلا عن عن افتتاح ميناء جرجوب الذي يبعد عن الحدود الليبية 200 كيلو خلال شهر أو شهرين، مشيرا إلى تطوير ميناء دمياط والإسكندرية وأبو قير، لتصبح مجموعة موانئ تعمل بأنظمة ومستويات متقدمة.

وأكمل الرئيس: “ميناء أبو قير سيكون من أكبر الموانئ حتى غاطس 22 متر، والقطار السريع ممكن يتحرك من السخنة إلى العلمين أو الإسكندرية أو جرجوب خلال 3 ساعات بسرعة تصل إلى 250 كيلو.. وربطنا المتوسط بالأحمر بشبكة موانئ وشبكة سكة حديد متقدمة”.

وأوضح الرئيس، إن هناك مناطق عمل على رفع القدرات فيها مثل ميناء العريش، وخلال عامين سوف يتم الانتهاء من هذا المشروع الكبير، وأحداث شمال سيناء كان لها تأثير على الجدول الزمني للمشروعات هناك ولكن تم الانتهاء منه، مردفا: “عاوزين نخلي بلدنا لها القدرة في حركة التجارة الداخلية، ولو فيه فرصة لحركة نقل نكون جاهزين.. الموضوع مش لسه هنعمل.. احنا عملنا وفيه حاجات سوف يتم افتتاحها”.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعليقا على تنفيذ المشروعات داخل الدولة المصرية: “أنا صعب الإرضاء.. أنا عاوز كل حاجة زي الفل في أسرع وقت وبأقل تكلفة.. التطور الطبيعى للهيئة الاقتصادية لقناة السويس (لسه بدري).. المشروع بدأ من 20 سنة فاتوا ولكن لم يتم تنفيذه.. نتحرك وراء المشروعات لتنفيذها بشكل كبير لصالح بلدنا.. لسه بدرى عايزين 100 ألف مشروع واحنا 100 مليون.. عاوزين الناس كلها تشتغل”.

“الدلتا الجديدة”

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الانتهاء زراعة 1.5 مليون فدان ضمن مشروع الدلتا الجديد خلال عامين فقط، متابعا: “مشروع الدلتا الجديدة أنا شوفت الإعلام يتناولها إزاي؟ بنتكلم عن مليون ونصف فدان خلال سنتين هنكون زارعينهم على طريق الضبعة سواء شماله أو جنوبه.. مياه كانت بتترمى في المكس هنخدها ونعمل معالجة لتصبح صالحة للاستخدام في الزراعة.. الدلتا الجديدة مستقبل مصر، بالإضافة إلى فرصة المياه الجوفية”.

وأضاف الرئيس: “المياه بتاعتهم منين ؟ بتكلم على منطقة الضبعة، منطقة سكانها قليلين خدنا ميتنا ومخدناش ميه من حد.. بنعملها معالجة ثلاثية متطورة تخليها صالحة للمعايير العالمية لاستخدامها في الزراعة، وكان فيه ميه بتترمي في بحيرة التمساح بتطلع مليون متر يوميا، عملنا محطة بحر البقر هيزرعوا 500 ألف فدان”.

ودعا الرئيس السيسي إلى ضرورة نقل الصورة كاملة للمواطنين قائلا: “علشان تعززوا بلدكم علشان تقولوا للناس إن البلد بتتحرك لقدام تخطيط وتنفيذ.. أرجو إن ننقل الكلام ده للناس علشان الأمل والثقة بالنفس إن المصريين قادرين على تغيير حقيقي لبلادهم”.

“الريف المصري”

أكد الرئيس أن الدولة قادرة بشكل كامل على تنفيذ مشروع تطوير الريف المصرى، قائلا: “أنا عاوز أقول على حاجة، اللي إحنا هنعمله كله لو فضل على الطوب الأحمر مش هيبان.. يجب على المواطنين المشاركة في دهان البيوت حتى يشعروا بالتطوير”.

واستطرد: “إحنا في مبادرة تطوير الريف مش بنتكلم في صرف صحي فقط.. بل تطوير الريف بشكل كامل يشمل كل أجهزة الدولة.. من اتصالات وشبكات كهرباء ومدارس ومستشفيات.. إحنا بنعمل بنية أساسية لنصف مصر.. أو زي ما بتقول الأرقام بنطور نص مصر.. والتحدي مش توفير التمويل”.

“حادث القطارين”

تطرق السيسي، إلى حادث تصادم قطارى سوهاج، قائلا: “حادثة القطر اللي وجعتنا كلنا.. ولكن هي عاملة زي ما كلنا بنجهز بيوتنا.. وساعات بنجهز بيت جديد.. واللي بيكون قاعد في شقته وبيجهز غير اللى بيكون بيجهز بيت جديد.. والألفين كيلو بتوع القطار السريع محدش هيحس بيهم”.

وأكمل: “التطوير على الشبكة القديمة بنعملهم في نفس الوقت عاوز الناس تتحرك على السكة الحديد.. مش تقدر تقول للناس استحملوا لحد لما نخلص.. ولما نعمل ده هيحصل تأخير.. لازم نستحمل.. البديل ايه.. انا بوضح ليكم.. الأنظمة الحديثة قادرة على التأمين في السكة الحديد.. والحتت اللي مش اتطورت العامل البشري لسه بيدخل وممكن يحصل مشكلة”.

واختتم الرئيس السيسي: “لدينا خيارات للتعامل مع تطوير السكة الحديد بشكلها الحالي.. أما التوقف النهائي أو التوقف النسبى أو تفضل زي ما هي ونتحمل الخسائر.. مش أقدر اتحمل الخسائر.. ساعة لما المشروع بشكل كامل يخلص أسالني مسألة سياسية وفنية لما المشروع يخلص.. ومشروع النقل يتكلف 100 مليار دولار”.

ربما يعجبك أيضا