رغم تصعيد الصراع.. «السلام» الحل الوحيد للأزمة الإسرائيلية الإقليمية

«إسرائيل تحت التهديد».. تصعيد عسكري يعزز مخاطر النزاع الإقليمي

شروق صبري

تسعى إسرائيل لاستعادة الردع من خلال التصعيد العسكري، وسط مخاوف من تصاعد النزاع الإقليمي، مما يبرز الحاجة للسلام.


يتواصل الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة منذ 10 أشهر، متجاوزًا حدوده الجغرافية المحلية ليؤدي إلى تصعيدات عسكرية خطيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

شهدت الفترة الأخيرة اشتباكات دامية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهجمات من الحوثيين في البحر الأحمر، وعلى تل أبيب، واعتداءات من ميليشيات موالية لإيران على القوات الأمريكية بالعراق وسوريا، وحتى مواجهات مباشرة بين إسرائيل وإيران.

اغتيال مسؤولين

في الأسبوع الماضي، وفي غضون 24 ساعة فقط، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في بيروت، ردًا على هجوم صاروخي من حزب الله على مرتفعات الجولان، بحسب مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية اليوم 5 أغسطس 2024.

كما يُعتقد أن إسرائيل وراء اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، في طهران، وأثار هذا التصعيد السريع مخاوف الكثيرين من اندلاع حرب إقليمية كارثية أكبر.

لماذا تصعد إسرائيل الصراع؟

للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الهجمات الإسرائيلية الأخيرة غير مسبوقة، لكن إسرائيل لها تاريخ طويل في اغتيال القادة الفلسطينيين وقتل مئات من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، كما أثبتت مرارًا قدرتها الاستخباراتية على اختراق العمق الإيراني، ولم تؤدِ جولات التصعيد السابقة خلال الأشهر العشرة الماضية إلى حرب إقليمية شاملة.

لكن لا يمكن ضمان التهدئة والاحتواء دائمًا، إذ يمكن أن تؤدي أي حسابات خاطئة أو قرارات استراتيجية متعمدة إلى استفزاز نزاع أوسع. إذ تزايدت مخاطر التصعيد بشكل كبير مع الاغتيالات الأخيرة لشكر وهنية، إذ يدرك قادة إسرائيل تمامًا أن هذه الاغتيالات، والأساليب المستخدمة فيها التي أذلت إيران، ستدفع طهران والجماعات المسلحة التي تدعمها إلى الرد.

الوضع الإسرائيلي الحالي

تميل تقارير الإعلام الغربي إلى تسليط الضوء على قدرات إسرائيل العسكرية والتكنولوجية في تنفيذ هجمات داخل أراضي العدو، وبعد الإحراج الذي تعرضت له إسرائيل في هجوم حماس في 7 أكتوبر، قد تعطي هذه التصريحات انطباعًا بأن الجيش الإسرائيلي عاد ليصبح لا يقهر. ولكن هذه القراءة تتجاهل الواقع الصعب الذي تواجهه إسرائيل.

فربما تدفع إسرائيل حدود تصرفاتها الإقليمية الآن ليس لأنها تشعر بالقوة، بل لأنها تشعر بالضعف. تسعى إسرائيل إلى استعادة الردع المفقود بعد الضربة القاسية التي وجهتها حماس، وهي مستعدة لتحمل مخاطر أكبر وتكاليف أعلى لتحقيق مكاسب تكتيكية في محاولة يائسة لاستعادة ردعها.

المخاوف الداخلية

من المهم فهم كيف تغيرت عقلية إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، قبل هذا الهجوم، كانت ثقة إسرائيل في ذروتها، واعتقدت إسرائيل أن الدول العربية ستقبلها حتى لو لم تحل صراعها مع الفلسطينيين، ويمكن أن تضرب إيران وحلفاءها دون عواقب تذكر أو دون أن تفقد الدعم الذي تحظى به من الولايات المتحدة.

لكن هذا الهجوم قلب تلك الثقة إلى شعور عميق بالضعف، يشعر العديد من الإسرائيليين الذين يدرسون أو يعملون في الأمن القومي بالغضب من حكومتهم بسبب فشلها الأمني الكبير في 7 أكتوبر، وهناك انعدام ثقة واسع في الحكومة.

التصعيد دون استراتيجية

إسرائيل تتخذ خطوات تصعيدية دون وجود استراتيجية سياسية واضحة، وضع الإيمان في القوة العسكرية فقط لاستعادة الردع، وتعميق المواجهة مع إيران وحلفائها دون خطة سياسية أو استراتيجية واضحة، لن يغير الديناميات الإقليمية المتنامية التي تقلق المخططين العسكريين الإسرائيليين.

قد تساعد نهاية الصراع في غزة في تقليل التهديدات الكبيرة التي تواجهها إسرائيل الآن، ولكن الصراع مع الفلسطينيين يبقى التهديد الوجودي الأكثر أهمية. قد تعطي العمليات العسكرية التكتيكية انطباعًا بالنصر، ولكن السلام الدائم مع الفلسطينيين هو الذي سيحقق الأمن الحقيقي.

ربما يعجبك أيضا