«روسجرام».. بديل روسي لإنستجرام

آية سيد

بعد حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي العالمية تحاول روسيا إنشاء تطبيقات بديلة لجذب المستخدمين الروس.


على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية حظرت الحكومة الروسية عددًا من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بحجة أنها تروج للعنف ضد الروس.

وفي نهاية شهر مارس 2022، أعلنت روسيا عن إطلاق تطبيق جديد “روسجرام” ليكون بديلًا لتطبيق إنستجرام الشهير، بحسب ما أورد تقرير لموقع إنسايدر الأمريكي، في 1 إبريل 2022.

تطبيقات مقلدة

وفقًا للموقع الرسمي للتطبيق، يبدو روسجرام شبيهًا لإنستجرام في التصميم وألوان الشعار، ويذكر الموقع أن الخدمة ستصبح متاحة أولًا للشركاء من الإعلام والرعاة والمستثمرين في 28 مارس، ثم ستتوسع فيما بعد للمدونين والمستخدمين الآخرين.

وذكر تقرير إنسايدر أن “روسجرام” ينضم إلى مجموعة كبيرة من المنصات الروسية الرئيسة التي تسعى إلى تقليد شركات التواصل الاجتماعي الأكبر والأكثر شعبية، ما ينتج عنه مشهد من التطبيقات الروسية المقلدة التي تصارع لجذب المستخدمين، بينما تثير تساؤلات حول حجم وصول الكرملين لبيانات المستخدمين.

وبحسب التقرير، حاولت روسيا منذ سنوات إقناع مستخدمي الإنترنت بالاتجاه إلى نسخها الخاصة من المواقع المشهورة، مثل “روتيوب” وهو النسخة المقلدة من يوتيوب. وهذا العام عرضت السلطات الروسية على صانعي المحتوى ما يساوي 1700 دولار شهريًّا لنقل محتواهم إلى روتيوب للتعويض عن جمهوره الضئيل، وفقًا لموقع كودا ستوري الأمريكي.

شعبية منصات التواصل الاجتماعي

وجد استطلاع، أجراه مركز ليفادا الروسي في 2021، أن 37% من الروس يستخدمون يوتيوب، و34% يستخدمون إنستجرام، و16% يستخدمون تيك توك، لكن بعض المنصات الروسية كان لها تأثير أيضًا، فبحسب بحث لموقع لينك فلوينس الأمريكي، 83% يستخدمون منصة تواصل اجتماعي روسية شبيهة بفيسبوك تُسمى “فيكونتاكتي” و55% يستخدمون منصة أخرى تُسمى “أودنوكلاسنيكي”.

ووفقًا للباحثة في الشئون الدولية والدفاعية بمؤسسة راند، أليسا ديموس، بنت روسيا نظامًا إيكولوجيًّا لمنصات التواصل الاجتماعي البديلة، لكن معظم الناس يتجهون إلى التشكك والحذر عند استخدامها بدافع الخوف من تدخل الحكومة في عملها، وأن بيانات المستخدمين غير آمنة.

محاولات الحكومة الروسية للسيطرة

أفاد التقرير أيضًا أن روسيا سنت قوانين لممارسة النفوذ على منصات التواصل الاجتماعي غير الروسية، مثل تمرير قانون ينص على أن الشركات تحتاج لوضع خوادمها للحسابات الروسية على الأراضي الروسية، وأشار التقرير إلى أن رفض تيك توك التعاون مع هذا القانون أدى إلى تطوير منصة لمشاركة الفيديوهات تُدعى “يابي” بنهاية 2021.

هذا وقد أمضت الحكومة الروسية سنوات في محاولة إعادة تشكيل المنصات الشهيرة أو استمالتها، وفقًا للتقرير. ففي 2014، طُرد مؤسس “فيكونتاكتي” بافيل ديوروف من شركته في انقلاب بعد أن ارتفع استخدام الجماعات المعارضة لبوتين للمنصة.

فجوة بين الأجيال

لفت التقرير إلى وجود فجوة ضخمة بين الأجيال في كيفية استخدام الروس لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتركيبات السكانية المرتبطة بكل منصة، يقول الباحثون إن الأجيال الأصغر تتجه أكثر للمنصات العالمية مثل إنستجرام وتويتر، بينما يستخدم الروس الأكبر سنًّا فيكونتاكتي وأودنوكلاسنيكي.

وتمتد الفجوة أيضًا إلى مصدر حصولهم على الأخبار، بحسب تقرير مركز ليفادا يحصل معظم الشعب الروسي على الأخبار من التلفاز، لكن هيمنته تراجعت من 90% إلى 62% في 5 سنوات. ولفت تقرير إنسايدر إلى أن الأجيال الأصغر تحصل على الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي، وتستخدم شبكات افتراضية خاصة للوصول إلى المواقع التي حجبتها الحكومة، وهذا يؤدي إلى الوصول لمواد ناقدة لبوتين والكرملين.

لماذا حظرت روسيا تطبيقات التواصل الاجتماعي؟

أورد تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، في 21 مارس 2022، أن محكمة روسية أصدرت أمرًا بحظر فيسبوك وإنستجرام في البلاد، وصنفت شركة “ميتا” المالكة لهما على أنها “متطرفة”. وقد قيدت روسيا الوصول إلى فيسبوك وإنستجرام في مطلع شهر مارس بعد أن أعلنت “ميتا” أنها ستسمح بنشر خطاب الكراهية ضد الجنود الروس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب تقرير الجارديان، ذكرت المحكمة في موسكو أن فيسبوك وإنستجرام “تنفذان أنشطة متطرفة”، لكنها قالت إن تطبيق واتساب التابع لشركة “ميتا” لن يُحظر لأنه “وسيلة للتواصل، وليس مصدرًا للمعلومات”. وأضاف التقرير أن هذه الخطوة تأتي بينما تواصل روسيا حملتها القمعية غير المسبوقة على المحتجين والمنافذ الإعلامية المستقلة وشبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية.

ربما يعجبك أيضا