روسيا غاضبة وبوتين مُهدد بالاعتقال.. لماذا وقّعت أرمينيا ميثاق «الجنائية الدولية»؟

محمد النحاس

ينظر للخطوة الآرمينية، على أنها تسهم في إزجاء التوترات مع مع روسيا، بعد إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس فلاديمير بوتين


صوّت برلمان أرمينيا للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما يلزمها باعتقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حال زيارته البلد السوفيتي السابق.

ويأتي هذا في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الأرمينية الروسية، توترًا غير مسبوق بعد استعادة أذربيجان منطقة ناغورني قره باغ، ولم تتمكن روسيا من حماية حلفائها من الأرمن، ما أثار غضب يريفان.

خطوة أغضبت روسيا

صدّق برلمان أرمينيا على نظام روما الأساس الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء 3 أكتوبر 2023، في خطوة أثارت حفيظة روسيا الحليف التاريخي والتقليدي لأرمينيا، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز.

وسيؤدي القرار إلى زيادة توتر العلاقات مع موسكو، التي تضررت بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، وتسببت الحرب في إشغال الكرملين، حتى إنه لم يتمكن من فرض نفوذه في فنائه الخلفي، بسبب الحرب طويلة الأمد، وعالية الكلفة، ما أدى لسيطرة أذربيجان على قره باغ.

توتر العلاقات الأرمينية الروسية

صدّق البرلمان على الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، بأغلبية 60 صوتًا مقابل 22، ومن المرتقب أن يوقع رئيس السلطة التنفيذية القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد نحو 60 يومًا من التصويت.

وتنظر روسيا إلى الخطوة الأرمينية بأنها خطوة تهدف إلى إزجاء التوترات بينهما، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وتُعد الدول الموقعة على نظام روما الأساس ملزمة باعتقال أي مطلوب للمحكمة، بما في ذلك بوتين، إذا ما وطأت أقدامه أراضيها.

خطوة غير وديّة

الشهر الماضي، وصفت موسكو مساعي يريفان للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنها “خطوة غير وديّة”، واستدعت وزارة الخارجية الروسية سفير أرمينيا لديها احتجاجًا على هذا.

لكن المسؤولين الأرمن قالوا إن هذه الخطوة ليست لها علاقة بروسيا، وجاءت على نحوٍ رئيس، وبسبب “العدوان الأذري على البلاد”، على حد تعبيرهم.

ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قرار أرمينيا بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنه “غير مناسب بالنظر إلى علاقاتنا الثنائية”.

شراكة غير فعّالة

لكن رئيس وزراء أرمينيا، قال في خطاب ألقاه نهاية الأسبوع الماضي بمناسبة عيد استقلال أرمينيا إن “بلاده اتخذت هذا المسار، لأن أدوات معاهدة الأمن الجماعي (منظمة تقودها روسيا وتجمع بلدانًا سوفيتية سابقة)، لم تكن فعّالة، والشراكة الأرمينية الروسية لم تكن كافية لضمان أمن البلاد”، على حد تعبيره.

ودائمًا ما كانت روسيا، الضامن الأمني ​​لأرمينيا، بما في ذلك إدارة التوترات بشأن ناغورني قره باغ، ولكن عندما شنت أذربيجان هجومها على المنطقة الجبلية الانفصالية، أوضحت موسكو أن قواتها ليست لديها نية للتدخل.

فشل قوات حفظ السلام الروسية

في عام 2020، توسطت روسيا في اتفاق أنهى حربًا طاحنة بين أرمينيا وأذربيجان استمرت 6 أسابيع، وألزمت يريفان بالتنازل لباكو عن مساحات كبيرة من الأراضي في ناغورني قره باغ.

وفي أعقاب ذلك، أرسلت موسكو نحو 2000 من قوات حفظ السلام إلى المنطقة المضطربة، وبعد الاجتياح الأذري للإقليم ذي الأغلبية الأرمينية، قالت يريفان إن القوات الروسية فشلت في تحقيق مهمتها.

ربما يعجبك أيضا