زيارة روحاني إلى الهند .. فصل جديد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بدأ الرئيس الإيراني، حسن روحاني زيارة رسمية تستمر 3 أيام، بدعوة من رئيس وزرائها نارندرا مودي. ويرافق الرئيس الإيراني في زيارته هذه، كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، ومستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، إلى جانب مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية محمد نهاونديان، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ووزير النفط بيجن زنكنه، ووزير المواصلات وبناء المدن عباس آخوندي، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد شريعتمداري، ورئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمود واعظي.

وخلال الزيارة، لفت روحاني إلى الصداقة التي تجمع الشعبين الإيراني والهندي، وقال: يجب أن نعزز هذه العلاقات، وستؤمّن الحكومة الإيرانية النفط والطاقة للشعب الهندي، نظراً إلى مصادر الطاقة الغنية التي تنعم بها إيران، ورأى أن “إيران ستكون، من خلال ميناء تشابهار، طريق الهند لبلوغ آسيا الوسطى وأوروبا”.

وتأتي زيارة روحاني إلى الهند ضمن مساعيه لخروج الاقتصاد الإيراني من ركوده، في ظل الضغوط الأمريكية على إيران، وتأخر نتائج الاتفاق النووي، ومعارضة النظام داخل إيران لسياسة روحاني حول الإصلاح الاقتصادي التي يسعى إليها.

الهند ثاني مشترٍ للنفط

تعد الهند ثاني مشترٍ للنفط الإيراني، حيث تستورد من 450 إلى 500 ألف برميل نفط يوميًا من إيران. وكذلك تعد من أهم المشتريين للبتروكيماويات الإيرانية التي توفر العملة الصعبة لإيران.

وفي ظل توسع السوق الهندي وازدياد حاجته للنفط، تسعى إيران للمنافسة والتوسع في هذا السوق، ودفع الهند إلى المزيد من الاتفاقيات النفطية معها.

الاستثمار في الحقول الإيرانية

كذلك تسعى إيران إلى استعادة الاستثمارات الهندية إلى حقولها النفطية، بعدما خرجت مع العقوبات الدولية. حيث كان من المقرر أن تستكمل الهند استثماراتها في حقل “فرزاد بي”

كما تعد الهند ثاني مشترٍ لمادة البيتومين من إيران، وتحاول طهران الاستفادة من ذلك، عبر إدخال صفقات بيع البيتومين داخل البورصة، بما يدفع الإنتاج للتحسين والتنافس.

تصدير الغاز

تطمح إيران إلى تصدير الغاز إلى الهند بشكل مباشر، ولكن اضطراب العلاقات بين الهند وباكستان يعيق نجاح هذا المشروع. وكذلك التكلفة الباهظة وعدم الأمان للخط البحري يعيق أيضًا مشروع نقل الغاز إلى الهند بشكل مباشر. ولذلك تراهن إيران على مشروع نقل الغاز إلى الهند عبر مشروع إسالته وتنقله عبر الموانئ المطلة على المحيط الهندي. ولذلك هناك اعتماد على ميناء تشابهار الإيراني والموانئ العمانية لتحقيق هذا الهدف.

الاستثمار في ميناء تشابهار

من مكاسب زيارة روحاني أيضًا، هو التوقيع على عقد إيجار محطة حاويات في ميناء “شهيد بهشتي” الإيراني لصالح شركة بورتس جلوبال الهندية. حيث تعهدت الهند بتطوير هذا الميناء بحجم 85 مليون دولار. وهو جزء من ميناء تشابهار الكبير المطل على بحر العرب. وتراهن طهران كثيرًا على هذا الميناء في ربطها مع التجارة الدولية.

ويمثل هذا الميناء أهمية لدى الهند، حيث يعد سبيلًا لها لإقامة طرق بحرية تجارية لا تمر عبر جارتها باكستان، خاصة في الوصول إلى دول مثل أفغانستان ودول أسيا الوسطى.

ربما يعجبك أيضا