ساعات عصيبة بمحطة زابوروجيا النووية بأوكرانيا دون كهرباء.. متى يزورها الوفد الأممي؟

علاء بريك
محطة زابوريجيا النووية

غاب التيار الكهربائي لمرتين عن المحطة ما هدد سلامتها وعرضها لخطر الانهيار.


بعدما طالها القصف عدة مرات، انقطع التيار الكهربائي عن محطة زابوروجيا النووية، أمس الخميس 25 أغسطس 2022، قبل بدء عودته اليوم الجمعة.

يشكل انقطاع التيار عن المحطة الخطر الأكبر على سلامتها، ويتوقف عليه تجنب كارثة نووية قد تقع في المحطة النووية الأكبر في أوروبا، وسط مطالبات من عدة دول بتجنيب المحطة الصراع الدائر بجوارها على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها السابع.

عودة التيار بعد انقطاعه

عاد التيار الكهربائي إلى محطة زابوروجيا النووية بعد انقطاعه في وقت سابق من يوم أمس، ولم تتوافر بعد الأسباب المبينة لهذا الانقطاع، وسبق أن حذر عدد من الخبراء من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي لما قد يسببه من كارثة نووية.

وقد أصدرت هيئة الطاقة الذرية الأوكرانية بيانًا، اليوم الجمعة، أعلنت فيه عودة التيار لمفاعل من مفاعلات المحطة، وشكرت موظفي المحطة على العمل والجهد لإبقاء المحطة آمنة، وتجنيب أوكرانيا وأوروبا خطر الكارثة النووية، حسب ما نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

على شفا الكارثة

وفق الجارديان، حذرت السلطات الأوكرانية وخبراء أجانب في وقت سابق من احتمال وقوع كارثة نووية بسبب المواجهات العسكرية قرب المحطة، وقال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن العالم تجنب بصعوبة وقوع “كارثة نووية” حين انقطعت الكهرباء عن أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لساعات بعد اندلاع حرائق حولها.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن مولدات الديزل الاحتياطية أمنت إمدادات الطاقة الضرورية لأنظمة التبريد والسلامة في المحطة، مشيدًا بالفنيين الأوكرانيين الذين أداروا المحطة تحت إشراف الجيش الروسي. وبدا أن مشكلات إمداد المحطة بالكهرباء ظلت محفوفة بالمخاطر صباح اليوم الجمعة حين بدأت عودة التيار.

البعثة الدولية

أفاد مسؤلون أوكرانيون، اليوم، بأنه من المتوقع أن تزور بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، محطة زابوروجيا للطاقة النووية الأسبوع المقبل بعد تعطلها مؤقتًا وتسجيل مزيد من عمليات القصف في المنطقة ليلًا. وقال رئيس الوكالة، رافائيل جروسي، إنه يأمل إرسال فريق إلى المحطة في غضون أيام.

وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، اليوم، إن الموعد المحتمل لزيارة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية محطة زابوروجيا النووية، أواخر أغسطس أو مطلع سبتمبر، وذكر أن مهمتها تتمثل في تقييم حالة المحطة ومدى سلامتها.

المعارك حولها

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت محطة زابوروجيا النووية بنيران المدفعية من العيار الثقيل مرتين أمس، مضيفة أن القوات الروسية دمرت مدفع هاوتزر M777 شارك في القصف. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، في إفادة صحفية اليوم، إنه نتيجة القصف الأوكراني، انفجرت 4  قذائف في منطقة محطة الأكسجين والنيتروجين، وأخرى في منطقة المبنى الخاص رقم 1.

وتعرضت محطة زابوروجيا الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا للقصف عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، وتبادلت موسكو وكييف الاتهام بقصفها، وقد طالبت واشنطن بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوروجيا لتقليل المخاطر.

الخطر الأكبر

في تقرير لصحيفة “بوليتيكو” نشرته في 12 أغسطس 2022، قال رئيس الجمعية الذرية الأوروبية، ليون سيزيل، إن الخطر من القصف محدود لأن المفاعلات محمية بخرسانة سمكها 10 أمتار، ولا يمكن إلا لوابل من القصف أن يخترق جدران المفاعلات، وبالمثل لا خطر كبيرًا من قصف مواقع التخزين، لأن أي إشعاعات لن يتجاوز مداها 20 كيلومترًا.

لكن الخطر الحقيقي، حسب المدير المشارك في معهد كارنيجي، جيمس أكتون، يأتي من ضعف أنظمة التبريد في المحطة. وبخصوص تقدير حجم الكارثة إن وقعت، قال إن المقياس الصحيح هو كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان وليس تشيرنوبل، وهذا يتفق مع ما طرحه خبراء آخرون.

ربما يعجبك أيضا