سجال بين واشنطن وطهران وسط تواصل الاحتجاجات.. «فيديوهات»

يوسف بنده

دخلت حركة الاحتجاجات المتواصلة في إيران منذ أسابيع على خط السجال بين واشنطن وطهران.


تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي، بعد مقتل فتاة عقب اعتقالها من شرطة الآداب.

وتظهر الاحتجاجات المستمرة مدى عجز النظام عن إسكاتها، وكذلك تحدي الجيل الجديد من الشباب القيادة الدينية في إيران، وتجاوز الخوف الذي أسكت المعارضة الإيرانية.

تواصل احتجاجات

لا تزال الاحتجاجات متواصلة في إيران، رغم القمع الذي تعرض له المحتجون من قوات الأمن، فقد تظاهر أهالي مدينة زاهدان ذات الأغلبية السنية. وكان خطيب الجمعة لأهل السنة، عبدالحميد إسماعيل زهي، قد طالب بإجراء استفتاء شعبي برعاية أممية، وانتقد عمليات الإعدام والاعترافات القسرية، حسب تقرير «العربية».

ونظم المواطنون في مدن محافظة سيستان-بلوشستان، بما فيها سراوان وزاهدان وخاش، مسيرات احتجاجية أمس الجمعة 4 نوفمبر 2022، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة. ورفع المحتجون في زاهدان شعار “الموت للحرس الثوري”، و”الموت لخامنئي”، و”من زاهدان إلى طهران، روحي فداء لإيران”، و”سأقتل من قتل أخي”.

iran 28 0

استخدام المُسيرات

كشفت صحيفة «الجريدة»، أن قوات الأمن الإيرانية قد لجأت إلى الطائرات المسيرة لمراقبة الاحتجاجات وتفريقها عبر إطلاق القنابل الصوتية والغاز من خلال هذه الطائرات، بعدما ذهب المحتجون للتظاهر من فوق أسطح المباني، وهو تكتيك كان الإيرانيون يستخدمونه خلال الانتفاضة ضد حكم الشاه خلال ثورة 1979م.

وكشفت الصحيفة عن أوامر المرشد الأعلى بطريقة غير رسمية، تعليق عمل شرطة الآداب، امتصاصًا للغضب الدائر في شوارع إيران بعد ممارساتها العنيفة، ما أزعج هيئة الأمر بالمعروف، ورئيسها حجة الإسلام نور كريمي، أول من أمس، الذي بعث برسالة إلى المرشد، يؤكد عدم قدرة عمل الهيئة في ظل غياب الشرطة.

تظاهرات مضادة

استغل النظام الإيراني فرصة ذكرى احتلال السفارة الأمريكية عقب ثورة 1979، أمس الجمعة، لاستعراض أنصاره، وإظهار صورة أمام العالم أن النظام الحاكم لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية داخل إيران، وهو ما يدعم رواية النظام بأن حركة الاحتجاجات مفتعلة من الخارج.

وحسب تقرير صحيفة «الشرق الأوسط»، رفع المتظاهرون الداعمون للحكومة شعارات «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل». وحملوا أيضًا لافتات كتب فيها «إيران قوية» و«أنا مطيع لأمر القائد» وصور الخميني وخامنئي. ووصف الرئيس الإيراني المحتجين بـ«الخونة المخادعين».

news 0511222 iran4

هبوط البورصة وهروب الأموال

هوت العملة الإيرانية الوطنية إلى أدنى مستوى لها في تاريخ البلاد، فبلغ سعر صرف الدولار عند الصرافين نحو 337 ألفًا و500 ريال، في حين تجاوز في السوق الموازية 345 ألف ريال. وحسب «الجريدة»، يعود هذا إلى أن الكثير من أقطاب النظام يحوّلون أموالهم إلى عملة صعبة، لإخراجها من البلاد، تحسبًا لانهيار النظام.

وكشف التقرير أن مليارات الدولارات تخرج من إيران إلى دول أوروبية وغربية، فيملك العديد من أقطاب النظام الحاكم وأصحاب النفوذ جنسيات مزدوجة لهم ولأفراد أسرتهم. ومثل هذه الأمور تضغط على الشارع الإيراني وتدفعه إلى مزيد من الغضب والاحتجاج بسبب تفشي الفساد وغياب العدالة.

gg

«بايدن» على الخط

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس “بتحرير” إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريبًا في تحرير أنفسهم، فقد باتت التطورات والاحتجاجات التي تشهدها إيران جزءًا من المنافسة والمزايدة السياسية في أمريكا مع اقتراب الانتخابات النصفية، حسب تقرير «ميدل ايست».

ورد الإيراني، إبراهيم رئيسي، على تصريحات بايدن، أمس الجمعة، بأن بلاده قد “تحررت” من أمريكا قبل 43 عامًا، وذلك في سجال يتزامن مع إحياء ذكرى اقتحام سفارة واشنطن في طهران عام 1979، فتوجه رئيسي، في خطابه، إلى الآلاف الذين تجمعوا أمام المقر السابق للسفارة الأمريكية وسط طهران.

عقاب أمريكي

يبدو أن دعم الاحتجاجات الإيرانية من واشنطن هو عقاب لطهران وسلوكها، بسبب الدعم العسكري الذي قدمته لروسيا ضد أوكرانيا. وهو ما أفشل الجهود الغربية في تطويق آلة الحرب الروسية، فقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إنه بسبب ذلك، ستفرض المزيد من العقوبات على طهران، حسب «مهر».

وكان المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، قد أعلن عن وجود أدلة متوافرة حول بيع إيران الطائرات المسيرة لروسيا واستخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين، وقال: “ربما اعتقد قادة إيران أنه يمكن أن يفلتوا من مساعدة روسيا في العدوان الوحشي ضد أوكرانيا، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك”، حسب «العربية».

تحريك المفاوضات

يبدو أن طهران قد فهمت الرسالة الأمريكية الغاضبة من عدم إحراز بايدن أي نجاحات مع إيران، ولذلك قررت العودة إلى دائرة المفاوضات النووية، فقد أعلن كبير المفاوضين علي باقري أن بلاده بعثت برسالة إلى منسق المفاوضات النووية، إنريكي مورا، من أجل دفعها إلى الأمام، حسب قناة «الشرق».

وأعلن وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، الأربعاء الماضي، أن بلاده أرسلت وفدًا إلى فيينا لبحث القضايا العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم توقف مباحثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى منذ أسابيع.

مشاهد من الاحتجاجات

احتجاجات في عدة مدن واشتباكات مع قوات الأمن

تظاهرات ليلية في محافظة مركزي

تظاهرات ليلية ترفع شعار: كل هذه السنوات من الجناية الموت على هذه الولاية

ربما يعجبك أيضا