سقوط مدينة “خان شيخون” .. دلالات استراتيجية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

حسمت قوات النظام والمليشيات متعددة الجنسيات الموالية لإيران والمساندة لها والقوات الخاصة الروسية معركة مدينة خان شيخون الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة.

وسيطر النظام السوري وحلفاؤه خلال الأيام الماضية على عدد من البلدات والقرى بريف إدلب الجنوبي، أبرزها بلدة الهبيط وتقدمت شمالاً باتجاه خان شيخون.

إلا أن ناشطين بثوا مقاطع مرئية وأكدوا أن خان شيخون خالية من ليلة أمس من الثوار ومن قوات النظام، كأنما هناك مفاوضات سياسية مع الأتراك والروس.

وأظهر تسجيلان نشرهما الصحفي الروسي Oleg Blokhin، مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي خالية من أي وجود عسكري، سواء من الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة السورية أم من قوات النظام.

ونشر الصحفي، المرافق للعمليات العسكرية على الأرض، التسجيلين، ويظهران دمارًا واسعًا في الأبنية، وخلو المدينة من المواطنين أو أي عناصر مقاتلة.

وهناك ترجيحات بأن ما جرى هو “صفقة” سيتم بموجبها تسليم خان شيخون لروسيا، مقابل تسليم تل رفعت ومحيطها لتركيا !.

اتفاق أستانة والمنطقة العازلة

وكانت الفصائل السورية المعارصة قد أعلنت العام الماضي، رفض الاتفاق الروسي – التركي لإقامة “منطقة عازلة” شمال سوريا، ذلك بسبب القلق من عمق “المنطقة العازلة” داخل مناطق المعارضة في ريفي حماة وإدلب، ونص الاتفاق على إقامة “منطقة عازلة” بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

قائد “أحرار الشام”

وقد أعلن القائد العام لـ”حركة أحرار الشام”، جابر علي باشا، انحياز مقاتلي الفصائل عن مناطق في ريف إدلب الجنوبي، بسبب الحملة العسكرية للنظام وروسيا.

وقال علي باشا في تسجيل صوتي اليوم، إن “جموع الثوار انحازوا عن جزء غالٍ من أرض الشام، بعد أن بذلت وسعها، واستفرغت طاقتها في سبيل الدفاع عنها، رغم قلة الإمكانات وضعف الموارد وخذلان القريب والبعيد”.

وأضاف علي باشا أن “المقاتلين يتقدمون ويحررون مناطق وينحازون من مناطق أخرى بحسب ما تقتضي المعركة”.

وأكد القائد العام أنه لن يوهن الانحياز عن بعض المناطق عزائم المقاتلين، كما لن تخيفهم جموع روسيا وإيران وقوات النظام.

ويأتي ذلك في ظل انسحاب الفصائل المقاتلة من مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي، بعد تقدم قوات النظام وإطباق الحصار عليها.

وقال قياديان عسكريان ضمن غرفة “عمليات الفتح المبين”، إن جميع الفصائل انسحبت من مدينة خان شيخون ومناطق ريف حماة الشمالي خوفًا من الحصار.

وأضاف القياديان لـ”عنب بلدي” أن الانسحاب جاء بعد تقدم قوات النظام على محور خان شيخون ووصوله إلى الجسر الجنوبي، الأمر الذي أدى إلى إطباق الحصار على الفصائل في ريف حماة الشمالي.

وهدد علي باشا روسيا والنظام السوري بأن “المعركة لم تتوقف رحاها وما زالت دائرة وفي جعبة المقاتلين الكثير”، معتبرًا أن “الأيام دول والحرب سجال والقادم أدهى وأمر”.

من جهته، قال قائد “حركة أحرار الشام الإسلامية” السابق، حسن صوفان، عبر حسابه في “تلغرام”، اليوم، إن “المناظرة مفتوحة والمعركة مستمرة والوعد قائم”.

تهديد روسي

ويتزامن ذلك مع تهديد روسي أطلقه وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بقمع هجمات الفصائل في منطقة خفض التصعيد.

وقال لافروف إن العسكريين الروس موجودون على الأرض في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتم إبلاغ الجانب التركي أن موسكو ستقمع بشدة أي “هجمات” في منطقة خفض التصعيد.

غضب تركي وتنديد أمريكي

من جهته حذر وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، النظام السوري من اللعب بالنار بعد تعرض رتل عسكري تركي لهجوم، أثناء توجهه إلى نقطة مراقبة في محافظة إدلب بالقرب من خان شيخون، وأكد أن تركيا “لا تنوي نقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب السورية إلى مكان آخر”.

وتعرض رتل عسكري تركي، لهجوم جوي وهو في طريقه إلى نقطة المراقبة التاسعة جنوبي محافظة إدلب؛ ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح، كانوا على مقربة من الرتل العسكري، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

كما أعربت واشنطن عن إدانتها للقصف الجوي الذي استهدف مدنيين، ورتلًا عسكريًا للجيش التركي في مدينة إدلب السورية.

وأضافت أورتاغوس قائلة “على نظام بشار الأسد، وحلفائه العودة فورًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في إدلب، فالإثنين تم استهداف رتل تركي، فضلا عن مدنيين، وفرق إغاثية، ومبانٍ بشكل وحشي، ونحن ندين هذا العنف الذي يتوجب توقفه”.

ربما يعجبك أيضا