سوق الكلاب بالقاهرة.. موضة وتجارة واستعراض قوة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

إلى جوار جبل المقطم الشاهق في مصر المحروسة، ويومي الأحد والجمعة من كل أسبوع أسفل كوبري التونسي تباع وتشترى كل أنواع وسلالات الكلاب النادرة والهجين، خاصة الحراسة، وأغلبها بدون أوراق ملكية أو تطعيمات أو لقاحات بيطرية!

الصور والسطور التالية تروي أسرار الخطر الذي ينطلق من أسفل الكوبري الشهير بالقاهرة مرتين أسبوعيًا إلى الأحياء والشوارع، وكيف تُستغل “الأنياب القاتلة” في الترويع والمبارزات الدموية والرهانات المالية واستعراض النفوذ أو إرهاب المارة وليست الحراسة أو الحماية.

أسعار وسلالات

تتراوح أسعار الكلاب من 500 جنيه إلى 4 و5 آلاف جنيه للجرو الصغير ومن 2000 إلى 20 ألف جنيه مصريًا للكلاب البالغة، وربما أكثر من ذلك، حسب السلالات العالية والنادرة ونوع الكلب وحجمه وسنه ودرجة الشراسة والنقاوة أو التهجين من عدمه، وكونه مرخصًا أم لا.

ويعتبر جيرمان شيبرد أكثر كلاب الحراسة انتشارًا في مصر، وهناك بيتبول وهاسكي، وأغلاها ثمنًا رود فلير وجولدن روتريفي ودوبر مان وبوكسر واللولو.

موضة ومبارزات

الأزمة في حيازة الكثير من السلالات الشرسة للكلاب التي تباع وتشترى في هذا المكان أنها قد تباع بلا أوراق أو تطعيمات أو اهتمام طبي بيطري، ومن يبيعها أو يشتريها أغلبهم شباب صغير وفي فترات المراهقة، يشتري كلبًا أو يربيه لمجرد استعراض العضلات والشعور بالقوة في المناطق الشعبية في موضة أصبحت منتشرة بقوة أو يستخدم للحراسة.

ومع تكرار الشكاوى منذ 3 سنوات قام حي الخليفة بالقاهرة بنقل سوق الكلاب من ميدان السيدة عائشة إلى أسفل كوبري التونسي. والجولة المصورة التي أجرتها “رؤية” تناولت كيف تقام مبارزات دموية بالكلاب الشرسة داخل السوق المقام على قضبان السكك الحديدية القديمة وكيف تقام حفلات تتعرض فيه تلك المخلوقات إلى الموت والإيذاء لمجرد رهانات بين شباب صغير على أموال وربما على الكلاب!

حوادث

وشهدت مصر في الشهور الأخيرة حوادث نهش وعقر من كلاب شوارع وغير مرخصة، سواءً في مدن وكومباوندات خاصة كالرحاب التي شهدت حادثًا مأساويًا في فبراير الماضي، واعتداء كلبين من نوع البيتبول خلال الشهر ذاته على ضابط شرطة أصابوه بجروح خطيرة، وهجوم كلبين على طفل أسفل مسكنه بمنطقة “مدينتي” بالقاهرة.

فضلًا عن حوادث العقر والنهش في الأحياء والشوارع لأشخاص وأطفال ما أثار لغطًا كبيرًا حول تربية الكلاب سواء السلالات الشرسة أو “البلدي” وخطرها على الإنسان.

أزمة ومحاذير

وبتهمة “حيازة حيوان وترويع آمنين” وقع مواطنون مصريون تحت طائلة القانون في الفترة الأخيرة، والبطل “كلاب شرسة” بعد أن تحولت إلى قضايا شغلت الرأي العام واهتمت بها وسائل الإعلام المختلفة وناقشتها بشكل موسع بعدما تنوعت وتعددت حالات النهش والعض من الكلاب غير المرخصة، فيما تقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية أن هناك لجنة تتكون من طبيب بيطري بالإضافة إلى ممثل من وزارة البيئة ومسؤول من المحليات تتوجه لجنة لمكان الشكوى ويتم التعامل مع هذه الكلاب.

وعقدت لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان المصري الإثنين الموافق 4 مارس الجاري، جلسة استماع حول أزمة الكلاب، بحضور وزيري البيئة والزراعة، ومحافظين حاليين وسابقين وممثلين عن جمعيات الرفقة بالحيوان، والذي أكد أنه لابد من الفصل بين كلاب الشارع والكلاب الخاصة، لافتًا إلى أن الكلاب الأشرس في العالم مسجلة رسميًا، ومنعت الكثير من الدول استيراداها ولكن ما زالت تدخل مصر حتى الآن، والبعض يستخدم أسلوب التعذيب في تدريب الكلاب بشراسة، مثل واقعة مدينتي.

ويوجد الكثير من أنواع الكلاب الخطرة حول العالم وتحظر الدول استيرادها؛ حفاظًا على أرواح المواطنين، فيما لا يوجد أي حظر على استيرادها في مصر ودول القارة الأفريقية. 

ويوضح موقع “petolog.com” المختص في الكلاب وأنواعها الدول التي تحظر استيراد الكلاب الخطرة، وكذلك الأنواع المحظورة في كل دولة منها، وتوضح قائمة الدول التي تحظر استيراد الكلاب إتاحتها في مصر ودول أفريقيا كاملة. وتشترك الكثير من دول العالم في حظر أو فرض قيود مشددة على أنواع محددة من الكلاب.

ربما يعجبك أيضا