سياسي صيني: نضالنا ضد «بلطجة» الغرب مستمر.. وردودنا استباقية

رنا أسامة

قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يوصف بالحاسم، أطلق دبلوماسي صيني تصريحات ملؤها توعد وتحذير ودعم، فماذ قال؟


قالت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، إن بكين ستواصل ما عدته نضالًا دبلوماسيًّا ضد أي تهديدات لمصالحها الأساسية، بعد المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الحاكم.

وفي مؤتمر صحفي لاستعراض الإنجازات الدبلوماسية لبكين، قبل المؤتمر “الحاسم” الذي سينعقد منتصف أكتوبر المقبل، أفاد النائب الأول لوزير الخارجية الصيني، ما تشاو تشو، بأن استجابة بلاده للتهديدات التي تمس مصالحها الأساسية لن تتغير خلال الأعوام الـ5 المقبلة.

إشادات تمهيدية

وفق الصحيفة، كان هذا المؤتمر الصحفي واحدًا من عشرات المؤتمرات التي انعقدت مؤخرًا للإشادة بإنجازات الصين منذ العام 2012، ذلك العام الذي تولى فيه الرئيس شي جين بينج، رئاسة الحزب الشيوعي الحاكم والوحيد في البلاد.

ويأتي ذلك تمهيدًا للحدث الرئيس، وهو مؤتمر الحزب الشيوعي الذي ينعقد كل 5 أعوام، والمزمع إجراء نسخته الـ20 في بكين يوم 16 أكتوبر المقبل، والمتوقع أن يسفر عن منح الرئيس شي ولاية ثالثة تاريخية. ومن المقرر أن يشهد المؤتمر، الذي سيحضره أكثر من 2000 مندوب من جميع أنحاء الصين، تعديلًا كبيرًا في مناصب قيادية أخرى بالحزب.

روح نضالية

قال ما تشاو تشو، في المؤتمر الصحفي، إن السياسات الخارجية الصينية قادرة على مواجهة أي عقبات بشجاعة، وستواصل العمل على اعتبارها وصيًّا مخلصًا لمصالح الصين وشعبها. وجاء ذلك ردًّا على سؤال عما إذا كان السلك الدبلوماسي الصيني سيواصل الالتزام بـ”الروح النضالية” التي احتفى بها شي جين بينج في الأعوام الـ5 المقبلة.

وأضاف النائب الأول لوزير الخارجية الصيني: “كفاحنا الدبلوماسي يستهدف الأقوال والأفعال التي تضر بالمصالح الوطنية الصينية والكرامة الوطنية، لصون حقوقنا ومصالحنا المشروعة، في مواجهة الهيمنة والبلطجة، دعمًا للإنصاف والعدالة الدوليين”، وفق ما أوردته “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

شي 2

ردود استباقية

شدد تشو على أن الدبلوماسيين الصينيين سيردون استباقيًّا على أية معارك حول سيادة الصين وأمنها القومي. وتابع: “اتخذنا إجراءات لإخبار العالم بأن زمن التنمر على الصين وإخضاعها قد ولى منذ زمن بعيد، ولا يمكن لأي قوة أن توقف تطورها وتقدمها.. لقد دافعنا بحزم عن مصالحنا وكرامتنا الوطنية”.

وأشاد تشو بجهود إطلاق سراح الرئيس التنفيذي لشركة “هواوي”، منج وانزو، العام الماضي، بعد معركة قضائية دامت 3 سنوات في كندا، في حين أن الشركة لا تزال تخضع لعقوبات تجارية أمريكية قاسية. وفي المؤتمر الصحفي عينه، نوه مسؤولو وزارة الخارجية الصينية بالتزام الحزب الشيوعي بتعزيز العلاقات مع الدول النامية والدول الاشتراكية الشقيقة، بما في ذلك فيتنام ولاوس وكوبا وكوريا الشمالية.

دعم وتحذير

أبدى تشو فخره بالصداقات التي شكلتها الصين مع دول دعمتها بشأن تايوان وهونج كونج وشينجيانج (تركستان الشرقية، موطن عرقية الأويجور المسلمة) وبحر الصين الجنوبي، محذرًا من التدخل في الشؤون الداخلية للصين بدعوى قضايا حقوق الإنسان.

وقال النائب الأول لوزير خارجية الصين، إن بكين تلقت دعمًا بشأن قضية تايوان من أكثر من 170 دولة، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في أغسطس الماضي، للجزيرة التي تعدها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.

التعاون في مكافحة المخدرات

في سياق متصل، قال مدير مكتب البيت الأبيض للسياسة الوطنية لمكافحة المخدرات، راوول جوبتا، إن بكين استخدمت زيارة بيلوسي، ذريعة لوقف التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة تهريب المخدرات، بما في ذلك مخدر “فنتانيل” الشائع في الصين.

وأشار جوبتا، خلال مناقشة حول ما يعرف بـ”وباء الأفيون” في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، إلى أن البيت الأبيض يحاول إعادة الصين إلى طاولة المحادثات في هذا الشأن.

عقاقير

حالة طوارئ أمريكية

في ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن “الفنتانيل” والمواد الأفيونية الاصطناعية الأخرى تمثل حالة طوارئ وطنية، تهدد الصحة العامة والناتج الاقتصادي والأمن القومي في الولايات المتحدة. وجرى تطوير “الفنتانيل” في الأصل كمسكن للألم، لكنه أضحى الآن مخدرًا سهل التناول، وقد يكون أقوى 50 مرة من مخدر الهيروين.

وفي عام 2021، مات قرابة 108 آلاف شخص في أمريكا بجرعات مخدر زائدة، قضى ثلثاهم بسبب الفنتانيل، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وقالت بكين سابقًا إن عددًا من المواد المخدرة المضبوطة في الولايات المتحدة صينية المنشأ، وقد تحركت لقمع الفنتانيل بضغط أمريكي في مايو 2019، وحظرت إنتاج وبيع وتصدير العقاقير من فئة الفنتانيل، باستثناء المصرح بها.

أرضية مشتركة

وصف جوبتا التعاون الأمريكي الصيني في مكافحة المخدرات، بأنه أحد المجالات التي تمكنت الولايات المتحدة من إيجاد أرضية مشتركة فيها مع الصين، ضمن علاقتهما المضطربة للغاية.

وفيما جرى إنشاء مجموعات عمل صينية أمريكية في هذا الصدد تعود إلى عام 2015، قال جوبتا إن الإمداد الصيني من الفنتانيل إلى الولايات المتحدة انخفض إلى قرابة الصفر بنهاية عام 2019، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست“.

مهام محددة

مع ذلك، اشتكى مسؤولون أمريكيون أن الصين لم تفعل ما يكفي لمكافحة أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة. وقال تقرير للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية، إن مهربين صينيين يعملون مع عصابات مخدرات مكسيكية لتوريد كيماويات سليفة (أي يمكن استخدامها لأغراض قانونية وغير قانونية).

وقال مدير مكتب سياسة مكافحة المخدرات بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تطلب من الصين مهام محددة وواضحة للغاية، بما في ذلك وضع علامات على المواد الكيميائية مزدوجة الاستخدام المصدرة (السلائف) وتقديم معلومات شافية عن المستخدمين النهائيين الذين يتلقون شحنات المخدرات، وبيانات عن الحجم الإجمالي للسلائف المشحونة.

ربما يعجبك أيضا