شبح الركود الاقتصادي يخيم على منطقة اليورو خلال 2023

ولاء عدلان

خفض البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر 2022 توقعاته لنمو اقتصاد منطقة اليورو خلال 2023، إلى 0.5%.


حذر صندوق النقد الدولي من أن نصف دول الاتحاد الأوروبي ستنزلق باتجاه الركود الاقتصادي، خلال 2023، وسط استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وتوقع الصندوق، نهاية العام الماضي، أن تحقق منطقة اليورو في العام الجديد نموًا بنحو 0.5% فقط، بضغط من استمرار التضخم المرتفع، رغم محاولات البنك المركزي الأوروبي دعم استقرار الأسعار، وإعادة التضخم إلى مستهدفه عند 2%.

معركة المركزي الأوروبي ضد التضخم

أنهى البنك المركزي الأوروبي، في 2022، حقبة أسعار الفائدة السلبية، التي امتدت نحو 8 أعوام، في محاولة لكبح التضخم، الذي سجل مستويات تاريخية، بلغت 10.6%، خلال أكتوبر الماضي، وقال بعد رفع الفائدة إلى مستوى 1.5% و2%، في ديسمبر، إنه لا يزال يتوقع ارتفاع التضخم إلى 6.3% خلال 2023.

وخفض البنك الأوروبي توقعاته لنمو اقتصاد منطقة اليورو، التي تضم 20 دولة، خلال 2023، إلى 0.5%، من 1.4% توقعات يوليو، وقالت رئيسة البنك، كريستين لاجارد، في ختام اجتماع ديسمبر 2022، إنه من المتوقع أن يظل التضخم أعلى من المستهدف لفترة طويلة جدًا، ويحتاج البنك لبذل المزيد من الجهد، لتعزيز استقرار الأسعار، ما يعني مزيدًا من زيادات الفائدة هذا العام.

ركود في الأفق

تتوقع شركة كارمينياك الفرنسية لإدارة الأصول أن تستمر تكاليف الطاقة المرتفعة في التأثير بهوامش ربح الشركات، والقوة الشرائية للأسر في دول منطقة اليورو، ما يقود المنطقة للركود خلال الربع الأول من 2023، على أن تشهد انتعاشًا هامشيًّا، بدءًا من الربع الثاني، وفق ما نقلته “بلومبرج”.

ويتفق مع وجهة النظر هذه كل من أموندي الفرنسية و”أكسا إنفستمنت” و”بنك أوف أمريكا”، في حين قالت “نيد ديفيس ريسيرش” إن الركود أصاب اقتصاد منطقة اليورو بالفعل في الربع الأخير من 2022، وتوقعت أن تشهد المنطقة ركودًا معتدلًا خلال 2023، وأن تحقق نموًا تتراوح بين 0 إلى 0.5%.

ويتوقع  “جولدمان ساكس” أيضًا نموًا لاقتصاد منطقة اليورو بحدود 0.6%، في حين تتوقع “دي دابليو أس” الألمانية لإدارة الأصول نموًا في حدود 0.3%، بفعل استمرار التضخم المرتفع عند مستويات 6% خلال 2023، ويبدو “جي بي مورجان” أكثر حذرًا بتوقعاته لنمو بحدود 0.2% فقط.

مفاجآت قد يحملها 2023 لمنطقة اليورو

تتوقع ويلينجتون لإدارة الأصول أن تظل الأوضاع الاقتصادية الأوروبية مضطربة خلال 2023، وأن يظل التضخم مرتفعًا بنحو غير مريح، بفعل استمرار ارتفاع أسعار الطاقة، الذي قد يخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنحو 3 إلى 4%، لكنها لا تستبعد حدوث مفاجآت في الاتجاه الصعودي.

وقالت في تقريرها للعام 2023، يوجد عوامل تدعم النمو الإيجابي لاقتصادات اليورو، هذا العام، أبرزها أن أسعار الفائدة الأوروبية لا تزال بعيدة عن نظيرتها الأمريكية، ما يمنح المركزي الأوروبي هامشًا لمزيد من رفعها لكبح التضخم، إلى جانب استمرار دعم الحكومات الأوروبية للأسر والشركات.

وتضيف أن النمو الإيجابي في المنطقة يدعمه أيضًا ارتفاع مستويات الطلب والإنتاج المكبوتة، وامتلاك الأسر مدخرات قياسية تقدر بنحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، ما يمكنها من مواجهة التضخم على نحو أفضل.

مخاطر الركود في أوروبا أقل من الولايات المتحدة

قالت مجموعة “بي سي أيه ريسيرش” في تقريرها لآفاق 2023، أن أوروبا قد تشهد نموًا مفاجئًا يتجاوز التوقعات، حال صحت التوقعات بتراجع حدة أزمة الطاقة، بفعل استنفار دول المنطقة لتأمين المزيد من الإمدادات وخفض الاستهلاك، وفق “بلومبرج”.

في حين، ترى كبيرة مسؤولي الاستثمار في دويتشه بنك لمنطقة أوروبا، زينب أوزتورك أونلو، أن مخاوف الانكماش والركود أصبحت أكثر تسارعًا في أمريكا، عنها في أوروبا، ما يجعل الأخيرة لديها فرصة للتفوق من حيث أداء الاقتصاد وأسواق المال، وفق تصريحات لـ”سي إن بي سي” في 12 يناير الحالي.

ربما يعجبك أيضا