صدام بايدن وبوتين.. هل تتجدد «حرب التصريحات»؟

عمر رأفت
الرئيس الأمريكي جو بايدن

يأتي الصدام بعد زيارة بايدن المفاجئة إلى أوكرانيا وعودته للحديث عن بوتين والحرب الروسية الأوكرانية.


توقعت شبكة “سي إن إن” الإخبارية مواجهة محتدمة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، خلال الفترة المقبلة.

وربطت الشبكة الأمريكية ذلك بزيارة بايدن المفاجئة لأوكرانيا أمس الاثنين 21 فبراير 2023، وعودته لانتقاد بوتين والحرب الروسية الأوكرانية، وقوله إن “هذا الرئيس (الروسي) يجب ألا يستمر، لأجل الرب”، قبل أن يلقي خطابًا في بولندا اليوم الثلاثاء.

صدام جديد بين بايدن وبوتين

هذه التطورات، حسب “سي إن إن”، تقود بايدن إلى صدام جديد مع بوتين، خاصة في ظل  الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، وبعد أن ظهر إلى جانب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وتهكم على بوتين لفشله في طموحاته بغزو كييف والسيطرة عليها.

وقال بايدن: “الحرب التي شنها بوتين تفشل، كان يعتقد أنه يمكن أن يصمد أمامنا، لا أعتقد أنه يفكر في ذلك الآن”، وأتهم بوتين بأنه “مجرم حرب وسفاح خالص”، كما أتهم روسيا بارتكابها إبادة جماعية، وطالب بتغيير النظام الروسي.

وذكرت “سي إن إن”، إن بايدن يعتزم في خطابه في وارسو الليلة التأكيد على التزام بلاده بدعم أوكرانيا، حتى في ظل ارتفاع تكاليف هذا الدعم، وفي ظل تراجع الغرب عن دعم كييف.

أما في موسكو، ألقى بوتين خطابًا هامًا أمام الجمعية الفيدرالية، وادعى أن أوكرانيا وحلفاءها في الغرب بدؤوا الحرب، وأظهر أنه لا ينوي التراجع عن القتال.

خطاب إيجابي متوقع

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن خطاب بايدن الذي سيلقيه الليلة سيكون إيجابيًّا، مشيرًا إلى أنه سيجعل الصراع الروسي الأوكراني مختلفًا، وسيكون ردًّا على خطاب نظيره بوتين.

وذكرت “سي إن إن” أنه وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين كبار، لم تتغير أهداف بوتين إطلاقًا، على الرغم مما قاله المسؤولون من أن الجيش الروسي تلقى هزائم مهينة من جهة، والصراع على السلطة بين وزارة الدفاع الروسية وبين قوات فاجنر من جهة أخرى.

وأشار تقرير “سي إن إن” إلى أن روسيا حققت مؤخرًا مكاسب في شرق أوكرانيا، وتوقع أن القوات الروسية مستعدة للاستيلاء على مدينة باخموت، وسيكون هذا أول انتصار عسكري روسي مهم منذ شهور.

استمرار الحرب الروسية الأوكرانية

ذكرت “سي إن إن” أن الحرب الروسية الأوكرانية على وشك الاستمرار لعام آخر على الأقل، ولا توجد مفاوضات حاليًّا لوقف القتال. ويأمل بايدن دعم الشعب الأوكراني بأكبر قدر ممكن، ليثبت لبوتين أن عزيمة الغرب لم تتراجع في مواجهته.

وسيعمل بايدن على تأكيد هذا الأمر في اجتماعاته مع الرئيس البولندي أندريه دودا، وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين من أوروبا الشرقية، وقد أعلن أمس الاثنين أنه سينضم إلى الدول الأوروبية في إعلان عقوبات جديدة على موسكو، والكشف عن حزمة مساعدة أمنية أخرى لأوكرانيا.

ووصفت “سي إن إن” في تقريرها الحرب بأنها تسببت في اضطرابات بالاقتصاد العالمي، وخلقت مشكلات سياسية في الداخل الأمريكي، في الوقت الذي يحاول فيه بايدن إثبات أحاديثه المتكررة المتمثلة في عبارة “الولايات المتحدة عادت”.

توقعات

قال مسؤولو البيت الأبيض في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، أنه منذ عام مضى، كان يوجد أشخاصًا داخل الإدارة الأمريكية ذاتها توقعوا سقوط كييف ولكن هذا لم يحدث، والسبب هو صمود الشعب الأوكراني وعدم كفاءة القوات الروسية غير المتوقعة.

ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، الحرب بأنها بمثابة حرب استنزاف طاحنة بدون نهاية واضحة وتوقيت معين.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي سيزور بايدن في البيت الأبيض أوائل مارس المقبل، لمراسلة “سي إن إن” كريستيان أمانبور يوم الجمعة الماضي: “أعتقد أن من الحكمة أن نكون مستعدين لحرب طويلة”.

استمرار المساعدات لأوكرانيا

قال تقرير الشبكة التلفزيونية الأمريكية إن الولايات المتحدة ودولًا غربية أخرى، تشحن شرائح من الأسلحة والدبابات والذخيرة إلى أوكرانيا، ما يدل على استعدادات واشنطن والغرب لمساعدة زيلينسكي، آملين أن تحقق تلك المساعدات الانتصار لأوكرانيا أو التفاوض بشان اتفاق سلمي.

ومن غير الواضح، حسب “سي إن إن”، ما هي المعايير التي قد يكون زيلينسكي على استعداد لقبولها في مفاوضات السلام. ورفضت الولايات المتحدة بحزم تحديد الشكل الذي قد تبدو عليه التسوية، بعد القول إن القرار يعود إلى الرئيس الأوكراني في نهاية الأمر.

وأشارت الشبكة إلى أن الخطاب القادم لبايدن في وارسو، سيتناول التكاليف التي سببتها الحرب لبقية العالم، بجانب الحديث عن اللاجئين نتيجة الحرب، في إشارة إلى العدد الهائل من اللاجئين الذين استوعبتهم بولندا.

ربما يعجبك أيضا