صراع غربي روسي.. المستفيدون والخاسرون من انقلاب النيجر

محمد النحاس

ما أبرز مصالح القوى الإقليمية والدولية في في النيجر؟


بدا الانقلاب العسكري في النيجر في يوم 26 من يوليو 2023 على منوال الانقلابات المماثلة التي عصفت بغرب القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية.

لكن سرعان ما تطورت الأحداث بعد احتجاز قوات من الحرس الرئاسي الرئيس المعزول، محمد بازوم، في مقر إقامته بالعاصمة نيامي، ليعلنوا بعد ساعات استيلاءهم على السلطة، لترد القوى الأجنبية بإدانات واسعة النطاق.

تطورات دراماتيكية

لم تكتفِ الدول الغربية بالإدانات العابرة، فقد هددت الولايات المتحدة وفرنسا بقطع العلاقات مع النيجر، ما يهدد مساعدات تقدر بملايين الدولارات.

ولم تقف التطورات الدراماتيكية عند هذا الحد، إذ ألمحت دول مجاورة بالتدخل العسكري لدعم زوم، في حين هددت الأخرى بالتدخل لدعم التحرك العسكري، حسب نيويورك تايمز.

ووفق ما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية، المنشور الخميس 3 أغسطس 2023، خلال ساعات احتجازه الأولى كان بازوم قادرًا على التواصل مع قادة العالم، واستقبال الزوار، والتحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مركز للقوات الغربية

حسب التقرير، لا تزال دوافع التحرك العسكري، غير واضحة تمامًا، فعلى النقيض من الانقلاب الأخرى بدول غرب القارة الإفريقية، لحق بحراك النيجر انتقادات كبيرة، وأصبح بمثابة خط أحمر، بالنسبة للعديد من الدول، بما فيها القوى الغربية.

وكانت النيجر موضعًا لتمركز الآلاف من القوات الأمريكية والفرنسية التي تدعم دول المنطقة أمام تحديات تنامي الإرهاب والتمردات، وبدأت الدول الأوروبية إجلاء رعاياها، وبعد يوم شرعت واشنطن في إخلاء سفارتها، وطلبت بريطانيا من رعاياها عدم السفر إلى النيجر.

ونظرت القوى الغربية لبازوم كشخصية صديقة في محيط يموج بالاضطرابات، وقد اعتمدت واشنطن وباريس على الرئيس المعزول بعد تمدد شركة فاجنر الروسية في مالي العام الماضي، فقد كان يتمركز في النيجر 1100 جندي أمريكي و1500 جندي فرنسي، بالإضافة إلى عدد من قواعد الطائرات المسيرة، في ما تصل المساعدات الخارجية إلى 2.2 مليار دولار بما يقدر بـ40% من ميزانية البلاد.

ضلوع الكرملين

تظاهر الداعمون للتحرك العسكري وسط العاصمة نيامي، ورفع بعضهم الأعلام الروسية، وصور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما أثار شكوكًا بأن الكرملين كانت له يد في ما حدث، لكن يشير تقرير نيويورك تايمز إلى أدلة محدودة تدعم هذا الطرح، غير أن الروس سيرون في ما حدث فرصة كبيرة لتعزيز نفوذهم.

ومن جانبه، يرى قائد مجموعة فاجنر، يفغيني بريجوجين، أن جذور الأزمة في النيجر تعود إلى عوامل اقتصادية، إذ “دُفع سكان النيجر إلى الفقر لفترة طويلة”، مستشهدًا على هذا بـ”سلوك الشركات الفرنسية التي تستخرج اليورانيوم”.

ماذا عن فاجنر؟

أشار بريجوجين إلى أن سكان البلاد المحليين لا يتلقون إلا 5% فحسب من ثروات البلاد الطبيعية، موضحًا أن هذه “السرقة” كانت تطلب عددًا كبيرًا من الإرهابيين وقوات دولية ممولة من أوروبا والولايات المتحدة، وقال إن “هذه القوات تلقت ميزانيات هائلة، ولم تحقق شيئًا”.

ووصف قائد مجموعة فاجنر الإطاحة ببازوم بحركات النضال الوطني من أجل التحرر، ضد “الذين نهبوا البلاد” لعقود، متهمًا سلطة الرئيس المعزول بالتحالف مع القوى الغربية.

وخلال السنوات الماضية، كثّفت المجموعة الروسية وجودها وسط وغرب القارة في ظل تنافس محموم مع القوى الغربية الأخرى.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر يكشف فشل سياسة الغرب في الساحل الإفريقي

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر.. واشنطن تتربص لاغتنام الفرصة

ربما يعجبك أيضا