«الإيكواس» تُمهل قادة انقلاب النيجر 7 أيام لإعادة الرئيس.. هل تشتعل الحرب؟

شروق صبري
انقلاب النيجر

هددت دول غرب إفريقيا بالتدخل العسكري في النيجر ما لم يعود الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.. فهل تنفذ تهديدها بدعم غربي؟


هدد زعماء غرب إفريقيا بعمل عسكري ضد النيجر، ما لم يعود رئيس البلاد المنتخب ديمقراطيًّا إلى منصبه في غضون أسبوع.

ودعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، المعروفة بـ”الإيكواس”، وهو تكتل إقليمي يضم 15 دولة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لاستعادة الحكم الديمقراطي في النيجر،  وإلا قد تستخدم القوة العسكرية لإعادة الرئيس.

عقوبات على الانقلابيين

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الأحد 30 يوليو 2023، إن دول الإيكواس لم تكتف بالتحذير بل فرضت عقوبات مالية على الانقلابيين، بقيادة الزعيم الجديد، قائد الحرس الرئاسي في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تشياني.

اقرأ المزيد|  الكرملين: الوضع في النيجر يثير القلق

من ناحية أخرى، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا، الحليفان الأمنيان الرئيسان للنيجر، من قطع المساعدات والعلاقات العسكرية التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات ما لم يعود الزعيم المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.

مصالح فرنسية

وبعد التهديد الفرنسي، احتشد أنصار الانقلاب خارج السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي وأحرقوا الأعلام الفرنسية ودعوا إلى انسحاب القوات الفرنسية، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصدر تحذيرًا شديد اللهجة، وقال في بيان إن أي هجوم على مواطني فرنسا أو مصالحها في النيجر سيقابل برد فعل فوري لا هوادة فيه.

اقرأ المزيد|في أول ظهور بعد الانقلاب عليه.. رئيس النيجر يلتقي نظيره التشادي

ومع ذلك، أصر المجلس العسكري الجديد على أنه لن يذهب إلى أي مكان. وحذر في بيان من أي تدخل عسكري أجنبي.

جيش النيجر

جيش النيجر

منطقة انقلابات

كان الضباط العسكريون في النيجر أعلنوا الانقلاب في 26 يوليو وأنهم أطاحوا برئيس البلاد، ما ألقى بظلال من الغموض على مستقبل أحد الشركاء القلائل الموثوقين للغرب في منطقة شابها الانقلابات وانعدام الأمن (غرب إفريقيا).

وحاصر عناصر من الحرس الرئاسي قصر الرئيس في العاصمة نيامي، واعتقلوا الرئيس محمد بازوم. وأعلنت مجموعة من مسؤولي الجيش يمثلون أفرعًا مختلفة من الجيش في وقت لاحق عبر التلفزيون الوطني أنهم وضعوا حدًا لنظام بازوم، وأعلنوا عن وجود جنرال على رأس القيادة الانتقالية.

رد فعل مواطني النيجر

تظاهر المئات لفترة وجيزة في شوارع نيامي للمطالبة بالإفراج عن بزوم قبل أن تفرقهم قوات الأمن بعنف. ودعت الحكومة النيجيرية الجمهور إلى رفض الاستيلاء على السلطة، لكن الضباط العسكريين الذين انقلبوا على الرئيس قالوا إنه من الضروري تجنب الفتنة بين أفرع قوات الأمن في البلاد.

وكان قد أصبح بازوم رئيسًا في عام 2021، وتولى زمام أول انتقال ديمقراطي سلمي في النيجر منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، لينهي فترة شهدت أربعة انقلابات عسكرية. ويمكن أن تؤثر أحداث انقلاب في الديناميكيات في منطقة ابتليت بالمسلحين والفقر والانقلابات. وفق نيويورك تايمز.

التراجع عن الانقلاب

نقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قولهم إنه من الصعب للغاية التراجع عن الانقلابات بمجرد مرور بضعة أيام. لكن الرد على الاضطرابات في بلد يعتبره الغرب حليفًا أساسيًّا في منطقة يوسع فيها متشددون قبضتهم أمر محتمل وبشدة.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه لدى فرنسا حوالي 1500 جندي في النيجر، التي حكمتها كمستعمرة حتى عام 1960، ويوجد حوالي 1100 جندي أمريكي، يتمركز العديد منهم في قواعد طائرات بدون طيار تستخدم لشن غارات جوية ضد المسلحين في النيجر والدول المجاورة.

 

روسيا في المشهد السياسي

يوم 29 يوليو، علقت فرنسا والاتحاد الأوروبي بعض المساعدات للنيجر، وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن العلاقات الأمنية الأمريكية، التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار منذ عام 2012 ، معرضة للخطر أيضًا.

لكن على الجانب الآخر لم تفوت روسيا الفرصة فقد ظهرت على الساحة فورًا، إذ لوح أنصار الانقلاب بالأعلام الروسية في نيامي، يوم 30 يوليو، وعلقوا إحداها على جدار السفارة الفرنسية، في خطوة مماثلة كما حدث في بوركينا فاسو ومالي، حيث ظهرت الأعلام الروسية أيضًا بين الأشخاص الذين احتفلوا بالانقلاب في 2021 و2022.

روسيا وراء الانقلاب

رأى الخبراء أنه لا يوجد دليل على أن روسيا تقف وراء الانقلاب في النيجر، حيث تعتبر العوامل الشخصية الدافع الأكثر احتمالًا، وكانت التوترات تتصاعد بين بازوم ورئيس الحرس الرئاسي الجنرال تشياني.

ومع ذلك، يقول الخبراء إنها علامة أخرى على كيفية وضع روسيا لنفسها كرمز للمشاعر المعادية للغرب، وخاصة المعادية للفرنسيين، في مناطق واسعة من إفريقيا. وهذا يساعد على خلق فرص أخرى للكرملين. في القارة.

وفي مالي المجاورة، حل حوالي 1000 فرد من مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة محل حوالي 5000 جندي فرنسي انسحبوا العام الماضي. ويمثل فاجنر أيضًا حضورًا كبيرًا في جمهورية إفريقيا الوسطى.

ربما يعجبك أيضا