صفقات الاكتتاب في مصر تزدهر بقطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية

منه عبد الرازق

مصر واحدة من 5 أسواق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع الإمارات والسعودية وباكستان والأردن، تمثل أكبر 5 أسواق من حيث النمو، بـ200% سنويًّا على الأقل.


أدت الثورة الرقمية العالمية، التي تسارعت مع وباء كوفيد-19، إلى موجة جديدة صفقات في مراكز الابتكار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حصدت مصر أكثرها في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا.

وحسب تقرير صادر عن مؤسسة الاستثمار الخاص العالمية «جلوبال برايفت كابيتال أسوشيشن» استحوذت مصر على 44% من رأس المال الخاص المتدفق إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال 18 شهرًا من بداية 2021 وحتى نهاية شهر يونيو 2022.

نمو في رأس المال

تسارع رأس المال وكذلك عمليات جمع الأموال التي تركز على مصر، منذ يناير 2021، مقارنة بتراجع نشاط رأس المال الخاص في مصر عقب أحداث 2011. وبرزت مصر مؤخرًا كواحدة من أكبر وأسرع الدول جذبًا للاستثمارات في منطقة الاقتصادات الناشئة وريادة الأعمال، وقد ضاعف المستثمرون نشاطهم فيها.

وبلغت قيمة الاستثمارات التي ضختها  الصناديق 469 مليون دولار خلال 18 شهرًا، بقيادة صندوق “ازدهار” الذي جمع 171 مليون دولار أمريكي، ثم صندوق التعليم المصري التابع للمجموعة المالية “هيرميس” الذي جمع 150 مليون دولار أمريكي، وصندوق “ريادة” الذي جمع 148 مليون دولار أمريكي.

تمثل الصناديق الاستثمارية في مصر 44% من رأس المال في الشرق الأوسط

تمثل الصناديق الاستثمارية في مصر 44% من رأس المال في الشرق الأوسط

دعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة

ارتفعت عملية جمع الأموال للبلاد من خلال اللوائح الأخيرة التي تتطلب من البنوك المصرية تخصيص 25% من محافظ قروضها، لدعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة المحلية.

ووفقًا لتقرير “جلوبال برايفت كابيتال أسوشيشن”، كانت مصر واحدة من 5 أسواق في المنطقة، مع الإمارات والسعودية وباكستان والأردن، تمثل أكبر 5 أسواق من حيث النمو، بـ200% سنويًّا على الأقل.

أبرز صفقات

أشار تقرير  “جلوبال برايفت كابيتال أسوشيشن” إلى اثنتين من أبرز صفقات الاكتتاب بين عامي 2021 و2022 في مصر، الأولى لشركة “سويفل” التي اندمجت في شركة “سباك كوين” المدرجة في بورصة ناسداك، ما أدى إلى زيادة إجمالي العائدات بقيمة 165 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك صفقة بقيمة 112 مليون دولار أمريكي.

والصفقة الثانية كانت لمستشفى “كليوبترا” وهي صفقة بيع ثانوي لصندوق “ري كير” الفردي بقيمة 148 مليون دولار أمريكي. وتقدر قيمة الشركة بـ500 مليون دولار أمريكي. وقال التقرير إنه رغم تقلب الأسهم التكنولوجية العالمية، أدرج مديرو صناديق رأس المال الاستثماري شركتين في بورصة ناسداك، عبر عمليات اندماج لشركة “سويفل” المصرية و”أنغامي” بلبنان.

مصر ضمن أبرز أسواق الاستثمار

ارتفع نشاط الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوتيرة أكبر منذ بداية عام 2021. ومع تباطؤ الاستثمار التكنولوجي العالمي في الربع الثاني من عام 2022، خالفت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذا الاتجاه، مسجلة 1.1 مليار دولار أمريكي.

وكان تدفق الصفقات مدفوعًا بالشركات التي تطبق نماذج الأعمال العالمية في سياق إقليمي، مثل منصة “الصحة الرقمية باللغة العربية” التي تتخذ من الأردن مقرًّا لها، بالإضافة إلى الشركات الناشئة التي تنتج ابتكارات جديدة، مثل مزرعة “بيور هارفست الذكية” ومقرها الإمارات العربية المتحدة.

حجم الاستثمارات في الشرق الأوسط

إجمالي  الاستثمارات في الشرق الأوسط

ثقة بالاستثمار في مصر

قال مدير إدارة البحوث الاقتصادية والمالية بشركة “عربية أونلاين” للتداول، مصطفى شفيع،  لشبكة “رؤية” الإخبارية، إن هذه المؤشرات في المجمل العام تدل على الثقة بالاستثمار في مصر.

وأضاف شفيع أن “ما حدث في الفترة الأخيرة هو استحواذات من صناديق سيادية خليجية على شركات حكومية مصرية، مثل أبوقير وفوري، ومع تراجع الجنيه يعطي ذلك قوة للمستثمر لاستطاعته شراء حصص، وفي نفس الوقت يوفر عملة صعبة للدولة، ولكنه استثمار أضعف من الاستثمار المتعلق بإنشاء مشروعات”.

نمو قطاع التكنولوجيا المالية

الشركات الناشئة في دول الإمارات والسعودية وباكستان ومصر، تمثل معًا نحو 89% من رأس المال المستثمر، واحتلت الصناعات المرتبة الأولى في القطاعات التي تلقت استثمارات في الشرق الأوسط بـ35%، ثم مجال الرعاية الصحية بـ32%، ثم تكنولوجيا المعلومات بـ21%.

وفي ما يخص الاستثمار في مجال التكنولوجيا، احتلت التكنولوجيا المالية المرتبة الأولى بـ23% من إجمالي الاستثمارات في الشرق الأوسط، ثم خدمات توصيل الطعام ومنصات التجارة الإلكترونية الخاصة بالمطاعم بـ22%، ثم منصات التجارة الإلكترونية بـ20%، ثم تكنولوجيا الخدمات والسوفت وير بـ10%.

 أنواع الاستثمارات في الشرق الأوسط


أنواع الاستثمارات في الشرق الأوسط

 

عزا مدير إدارة البحوث الاقتصادية والمالية في “عربية أونلاين”، هبوط قطاع التكنولوجيا في الدول المتقدمة، إلى التوترات الجيوسياسية الموجودة في أوروبا، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية  التي أثرت في هذه الدول أكثر من تأثيرها في الدول العربية.

وقال إن السوق في الشرق الأوسط ما زالت خصبة وجاذبة للاستثمارات الجديدة والشركات الناشئة، وهو مؤشر جيد لهذه الأسواق التي تتضمن فرصًا واعدة وبكرًا، ولم تصل إلى مرحلة النضج، رغم ارتفاع نسبة المخاطر، مثلما حدث في الشركة الناشئة “كابيترز”، منوهًا بأن المشروعات الصغيرة بها مخاطرة عالية كما أن بها فرصًا واعدة.

ربما يعجبك أيضا