صفقات مقاتلات سرية بين روسيا وإيران.. وخريطة لطرق الإمداد

شروق صبري
علم روسيا وإيران

أعرب البيت الأبيض عن قلقه من تعميق العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران.. تقييم أمريكي جديد للوضع.


قال مسؤولون أمريكيون إن إيران تسعى للحصول على طائرات هليكوبتر هجومية ومقاتلات وأنظمة دفاع جوي من روسيا، مقابل دعمها ضد أوكرانيا.

ونشرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تفاصيل الصفقة الإيرانية، أمس الجمعة 9 يونيو 2023، ضمن تقييم استخباراتي لعمق العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران، وحذرت من أن هذه الصفقة يمكن أن تزيد من قدرة طهران على تهديد جيرانها.

بناء منشأة إنتاج للطائرات

التقييم يؤكد خطط البلدين لبناء منشأة إنتاج للطائرات المسيّرة دون طيار الهجومية، التي صممتها إيران داخل روسيا، وهى خطوة تمنح موسكو قدرة محلية أكبر لإنتاج المسيّرات، لاستخدامها في الضربات الجوية ضد المدن الأوكرانية.

وترى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن “الطائرات المقاتلة هي جزء من قائمة الرغبات الإيرانية التي تتضمن مليارات الدولارات من المعدات العسكرية الروسية، وضخ مساعدات، حال تسليمها الطائرات الهجومية، وهذه الخطط يمكنها أن تزيد زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط التي توشك على الاقتراب من الصراع المسلح”.

صفقة روسية إيرانية

صفقات مقاتلات سرية بين روسيا وإيران.. وخريطة لطرق الإمداد

شراكة دفاعية

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: “هذه شراكة دفاعية واسعة النطاق تضر بأوكرانيا وجيران إيران والمجتمع الدولي”، وأشار إلى أن المنشأة يمكن أن تعمل بكامل طاقتها العام المقبل.

وشدد كيربي على أن روسيا تتلقى المواد من إيران اللازمة لبناء مصنع مسيّرات داخل روسيا. ونشر البيت الأبيض صورًا للمنشأة الكائنة في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة، في جمهورية تتارستان الروسية. وقال مسؤولون أمريكيون إنها مركز لتصنيع المسيّرات الإيرانية. وانتقد البيت الأبيض إيران لتزويدها روسيا بمسيّرات للهجوم على المدن الأوكرانية.

طريق إمداد الطائرات

نشر البيت الأبيض خريطة تصور ما قال المسؤولون إنه طريق إمداد الطائرات المسيّرة الإيرانية، المتجهة نحو مواقع الإطلاق الروسية في شمال وشرق أوكرانيا.

ووفقًا للخريطة، يجري شحن الطائرات المسيّرة من شمال إيران عبر بحر قزوين إلى ميناء محج قلعة الروسي، ثم برًّا إلى قاعدتين عسكريتين روسيتين بالقرب من الحدود الأوكرانية.

خرائط كشفت عنها واشنطن

خرائط كشفت عنها واشنطن

تصنيع طائرات دون طيار

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، في نوفمبر 2022، أن إيران توصلت إلى اتفاق لمساعدة روسيا في تصنيع مسيّراتها محليًّا.
ومنذ تسليم أول طائرة إيرانية مسيّرة الصيف الماضي، كان من غير المعروف كيف سيكون تعويض إيران.

ولطالما اشتبه المحللون الأمريكيون في أنه بالإضافة إلى المدفوعات المالية، ستكافئ موسكو حليفتها طهران بمساعدة تكنولوجية أو عسكرية.

وأعلنت إيران في وقت سابق من هذا العام أنها أبرمت صفقة لشراء مقاتلة روسية الصنع من طراز SU-35، وهي طائرة متعددة الأدوار وذات قدرة عالية على المناورة.

طائرات بدون طيار

طائرات بدون طيار

تهديدات إيرانية

وفق التقييم الجديد، قال كيربي إن من بين المعدات المطلوبة طائرات مقاتلة وتدريبية إضافية، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر هجومية وأنظمة دفاع جوي و رادارات عسكرية وإلكترونيات حساسة عسكريًّا، ومعدات تبلغ قيمتها الإجمالية “مليارات الدولارات”. ولم يكشف التقييم عن الأنظمة التي وافقت روسيا على تسليمها، أو ربما كانت قيد الإعداد بالفعل.

وهذه الأسلحة المتقدمة، حال توفيرها، يمكن أن تزيد القدرة العسكرية الإيرانية عبر مجموعة من ساحات القتال المحتملة، بداية من الحدود السورية الإسرائيلية وحتى غرب أفغانستان والخليج العربي.

ويمكن أن تشكل أنظمة الأسلحة أيضًا تحديات جديدة للقادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين، في حالة حدوث هجوم مستقبلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.

روسيا ترد الجميل

قال مستشار مجلس الأمن القومي للإدارة الأمريكية السابقة، أنتوني روجيرو، وهو الآن زميل بارز في المؤسسة الفكرية في واشنطن، الدفاع عن الديمقراطيات: “إيران تدعو الآن روسيا إلى رد الجميل لطهران على مساعدتها في حرب أوكرانيا”.

وأوضح روجيرو أن تعميق العلاقات الإيرانية الروسية سيعزز موقف طهران في الشرق الأوسط، ويمثل “تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة وإسرائيل”.

وكانت إدارة بايدن فرضت عقوبات على عدة كيانات روسية وإيرانية مرتبطة بشحن طائرات مسيّرة إلى روسيا. وأصدر البيت الأبيض، أمس الجمعة، توجيهات جديدة للشركات والحكومات الأجنبية، في محاولة لوقف الاتجار غير المشروع بالمكونات المستخدمة في صناعة الطائرات المسيّرة من دون طيار.

اقرأ أيضًا| الطائرات مقابل المسيرات.. صفقة جادة بين روسيا وإيران
اقرأ أيضًا| تحالف روسيا وإيران.. من المعدات العسكرية إلى الأسلحة السيبرانية

ربما يعجبك أيضا