ضربة موجعة جديدة لأردوغان.. تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية

أشرف شعبان

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تستعد “مصر وفلسطين وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وإسرائيل”، لتوقيع اتفاق تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية يكون مقرها القاهرة، بعد أقل من عامين من عقد الاجتماع الأول للمنتدى، وهو ما يعد خطوة جديدة للتصدي للانتهاكات التركية في المنطقة، ومحاولتها السطو على مقدرات الدول الأخرى.

“حفل التوقيع”

وزير البترول المصري طارق الملا، أعلن أنه سيتم غدا الثلاثاء توقيع اتفاق مع وزراء منتدى غاز شرق المتوسط لتحويله إلى منظمة إقليمية مقرها القاهرة، تتويجا للجهود التي قادتها مصر خلال العامين الماضيين لتأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء في الاستفادة من مواردها الطبيعية.

في منتصف يناير قبل الماضي، دعت مصر وزراء الطاقة بدول شرق المتوسط وتضم قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين إلى جانب مصر وكذلك ممثلي الاتحاد الأوروبي لأول اجتماع وزاري في القاهرة صدر عنه إعلان مشترك من وزراء الدول السبع عن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط واختيار القاهرة مقراً له.

وتضمن الإعلان التأسيسي اعتزام وزراء الطاقة من الدول المشاركة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ليكون منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطياتهم واستخدام البنية التحتية وبناء بنية جديدة وذلك بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.

وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط يناير الماضي بالقاهرة، وشهد خطوة محورية بتوقيع ميثاق المنتدى بالأحرف الأولى تأكيداً لانتهاء المناقشات حوله، وهو الميثاق الذي يؤسس منتدى غاز شرق المتوسط كمنظمة حكومية دولية مقرها القاهرة.

ومنذ تأسيسه أبدى المنتدى ترحيبه بمشروعين ما زالا قيد التنفيذ: الأول، التصدير المشترك للغاز المسال المصري والقبرصي والإسرائيلي من محطات تسييل الغاز المصرية للسوق الأوروبية، وكذلك تشييد خط أنابيب بحري للغاز يبدأ من حيفا فقبرص واليونان وحتى إيطاليا مستقبلاً. ودعمت السوق الأوروبية دراسات هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو سبعة مليارات دولار.

في السياق ذاته، أكدت الوكالة القبرصية “سي إن إيه”، عبر تغريدة لها في موقع “تويتر”، أن قبرص ستشارك في التوقيع على الميثاق من خلال تقنية “الفيديو كونفرس”، مشيرة إلى أن الدول الست بالإضافة إلى مصر هي قبرص وإسرائيل والأردن وإيطاليا واليونان والسلطة الفلسطينية، وذلك وفقا لما أكدته وزارة الطاقة في قبرص.

“ضربة جديدة”

الخطوة الجديدة، تأتي في ظل توتر الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، في ظل المحاولات التركية الدائمة لتأجيج الصراع، وممارسة التصعيد والسطو على حقوق دول المنطقة، وهو ما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يؤكد في وقت سابق، المنتدى في تفعيل وتنسيق سياسات الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمي في شرق المتوسط من أجل إطلاق الإمكانات الكامنة من موارد الغاز في المنطقة، وتمهيدا لإيجاد مركز متكامل للطاقة إقليميا ودوليا، فضلاً عن تنمية سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، واستغلال الموارد على الوجه الأمثل، وتعزيز العلاقات التجارية البينية.

وشدد السيسي حينها على أهمية الإسراع بخطوات تفعيل المنتدى، وبدء أنشطته بشكل تنفيذي على أرض الواقع، منوها بالرسالة التي يمثلها تدشين المنتدى وبدء فعالياته، للمجتمع الدولي والشركات العالمية، بأن هناك مساعي جادة للاستفادة من ثروات المنطقة من الغاز الطبيعي، وكذا استغلال البنية التحتية المتوافرة حاليا بما يخدم كل دول المنطقة ومصالحها التنموية ويساعد على توفير مصدر طاقة مستدام، الأمر الذي يرسخ ثقافة التعاون والبناء والسلام في المنطقة.

وأوضح أن مصر تأخذ على عاتقها تقديم كل سبل الدعم اللازم للمنتدى، ولمقره في القاهرة، وتوفير ما يلزم لتدشين أنشطته وبدء فعالياته، ومساندة مجموعة العمل رفيعة المستوى التي جرى تأسيسها، والتي سيجرى في إطارها بدء التعاون والتشاور الفني بين دول المنتدى.

ربما يعجبك أيضا