طرد روسيا من عالم الأسواق الناشئة.. تعرف على الأسباب

ولاء عدلان

"إم إس سي آي": تلقينا ردود فعل كبيرة من صناديق إدارة الأصول وشركات السمسرة والمستثمرين ترى أن سوق الأسهم الروسية غير قابلة للاستثمار حاليًا.


استبعدت مؤسسة “إم إس سي آي” التابعة لبنك الاستثمار الأمريكي “مورجان ستانلي”، روسيا من مؤشراتها للأسواق الناشئة، أمس الأربعاء.

واتخذت مؤسسة “فوتسي راسل” البريطانية خطوة مماثلة وقامت باستبعاد الأسهم الروسية من مؤشراتها اعتبارًا في 7 مارس 2022، وسط زيادة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، وهرولة المستثمرين للتخلص من الأسهم الروسية.

عزل روسيا عن “الأسواق الناشئة”

انضم بنك الاستثمار العالمي “جي بي مورجان” في 7 مارس، إلى موجة عزل روسيا عن الأسواق العالمية، بإعلانه عن استبعاد ديونها بدءًا من 31 مارس الجاري، من مؤشراته لسندات الأسواق الناشئة، بما فيها مؤشر السندات الحكومية ومؤشر سندات الشركات، وسط مخاوف من موجة تخارج من الأصول الروسية على خلفية العقوبات الغربية، وفقًا لـ”بلومبرج“.

بدًا من نهاية مارس أيضًا، ستحذف مؤسسة “بلومبرج إل بي” الديون الروسية من مؤشراتها للدخل الثابت، فيما فعلت مؤسسة “ستاندرد آند بورز داو جونز” المزود الأمريكي لمؤشرات الأسهم، أمس الأربعاء، قرارها باستبعاد الأسهم الروسية مع جميع مؤشراتها وبتجريد روسيا من وضع السوق الناشئة ومعاملتها كسوق مستقلة، وفقًا لـ”سي إن بي سي“.

سوق غير قابلة للاستثمار

قالت “إم إس سي آي” مطلع شهر مارس: تلقينا ردود فعل كبيرة من صناديق إدارة الأصول وشركات السمسرة والمستثمرين ترى أن سوق الأسهم الروسية غير قابلة للاستثمار حاليًا وأنه يجب إزالة الأوراق المالية الروسية من مؤشرات الأسواق الناشئة، لذا قررنا استبعاد روسيا من مؤشرنا للأسواق الناشئة ومعاملتها كسوق مستقلة، وفقا لـ”وول ستريت جورنال“.

وخفضت وكالات التصنيف الائتماني هذا الشهر أمثال “فيتش” و”موديز” التصنيف السيادي لروسيا إلى الدرجة غير الاستثمارية وسط زيادة احتمال تخلفها عن سداد ديونها والتزاماتها المالية حيال حملة سنداتها الحكومية لأول مرة منذ 1998، بفعل قطع علاقاتها مع الأسواق العالمية وتجميد احتياطياتها الدولية من العملات الأجنبية.

موجة تخارج من الأصول الروسية

خفضت “إم إس سي آي” وزن روسيا على مؤشرها للأسواق الناشئة بداية من أمس الأربعاء إلى صفر، بعد أن تراجع وزن السوق الروسية على المؤشر منذ بداية 2022 إلى 2.2% من مستوى 3.8% المسجل في ديسمبر 2021، وهو الأمر نفسه الذي تكرر مع مؤشرات “فوتسي” و”أس آند بي”، كما يخطط مؤشر “ستوكس” الأوروبي لشطب أسهم 61 شركة روسية اعتبارا من 18 مارس.

وتراجُع وزن روسيا على “إم إس سي آي” وغيره من مؤشرات الأسواق النائشة، المصممة لقياس أداء أسواق الأسهم ومد المستثمرين ببيانات دقيقة لدعم قراراتهم الاستثماراية، يأتي وسط موجة للتخارج من الأصول الروسية، فخلال الفترة من 16 فبراير إلى 2 مارس تراجع مؤشر “داو جونز روسيا” الذي يتتبّع الشركات الروسية المدرجة في لندن بـ98%، وفقًا لـ”بلومبرج“.

651x343px ChangingMakeupEMindex 01

تآكل وزن روسيا على مؤشر “أم إس سي آي” للأسواق الناشئة

وخسرت القيمة السوقية لأسهم 23 شركة روسية بفعل الضغوط البيعية خلال الفترة المذكورة نحو 572  مليار دولار، وأبرز هذه الشركات الخاسرة كانت “غازبروم” و”سبيربنك” و”روسنفت” وجميعها مشمولة بالعقوبات الغربية، وأوقفت بورصة نيويورك في 4 مارس تداول 3 صناديق استثمار روسية بعد تراجعها بنسبة تتراوح ما بين 33% و55%، وفقا لـ”سي إن بي سي”.

استبعاد روسيا يخدم أسواق المنطقة

استبعاد مؤشرات الأسواق الناشئة لروسيا يزيد من فرصة توزيع وزن السوق الروسية على الأسواق الأخرى المدرجة على هذه المؤشرات، وفي هذا الإطار توقعت شركة “كامكو إنفست” الكويتية لإدارة الأصول في تقرير بتاريخ 8 مارس زيادة وزن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي المدرجة على مؤشر “إم إس سي آي” إلى 5.96% من مستوى 5.73٪ المسجل في ديسمبر 2021.

وقالت “كامكو” إن زيادة وزن أسواق الإمارات والسعودية وقطر والكويت على مؤشر “إم إس سي آي” بنحو 0.23% يتوقع أن يؤدي إلى جذب تدفقات أجنبية “فعلية” لهذه الأسواق تتراوح بين 3 و3.5 مليار دولار، مع فرصة لجذب تدفقات إضافية بنحو مليار دولار، لافتة إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة تمتلك أكثر من 71 مليار دولار من الأصول الروسية وفق بيانات يناير 2022.

وأوضح رئيس الائتمان الآسيوي في “لومبارد أوديير إنفستمنت مانجرز” السويسرية ديراج باجاج، أن شطب روسيا من مؤشرات السندات الرئيسية كمؤشر “جي بي مورجان” قد يشكل مكسبًا لسندات الشركات في الهند وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، وسط توقعات بتحول الأموال المتخارجة من الأصول الروسية إلى هذه السندات، وفقا لـ”بلومبرج“.

ربما يعجبك أيضا