طهران ما زالت تنتظر رحيل “ترامب”.. وواشنطن تجدد حالة الطوارئ معها

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

لطالما عبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن رغبته في عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني. بينما كانت السياسة الإيرانية تعبر عن انتظار انتهاء ولاية ترامب، الرئيس الأمريكي الذي أخرج بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.

وكانت طهران تنتظر رحيل ترامب، ومجيء إدارة أمريكية جديدة يمكن التفاهم والتقارب معها. وما زالت هذه هي الرؤية الإيرانية تجاه واشنطن. لكن سياسة أقصى ضغط التي تمارسها إدارة ترامب لا تساعد إيران على الانتظار أكثر من ذلك في ظل تدهور الاقتصاد الإيراني وارتفاع أسعار الدولار وانخفاض عائدات النفط إلى حد التوقف التام.

تأثير العقوبات يضر بشعبية الإصلاحيين وحكومة الرئيس روحاني بشكل كبير في إيران، فكتبت صحیفة “جهان صنعت” الإيرانية، أن إيران فشلت في النزاع النفطي مع الولایات المتحدة. وأن حكومة روحاني فشلت في توفير آلية واضحة لتجاوز حاجز العقوبات الأميركية، والآن يتسبب التراجع في عملاء النفط الإيرانيين في ضربة قاصمة للجهاز الاقتصادي في البلاد واحتياطياتها من النقد الأجنبي، والتي تتمثل في أزمة العجز في الموازنة.

وكتبت صحيفة شرق الإصلاحية الإيرانية، إن روحاني لم يعد لديه رأس المال الاجتماعي الذي کان یمتلکه عام 2013.

وقال الرئيس روحاني إن طهران تعيش أصعب أيامها منذ اندلاع الثورة عام 1979. وأوضح أن إيران لم تواجه سابقاً صعوبات في بيع البترول وتحرك ناقلات النفط، كالتي تواجهها حالياً، وأنها تمر الآن بظروف غير طبيعية.

ويريد روحاني تحقيق حلم المحافظين المتشددين بالخروج من الاتفاق النووي، ولذلك حاول مغازلتهم خلال افتتاحه مشاريع بمحافظة كرمان جنوب شرقي طهران، الإثنين الماضي، بقوله: إن “من ثمار الاتفاق النووي رفع حظر التسليح عن إيران العام القادم، حيث سيكون مسموحاً لها بيعُ وشراءُ الأسلحة”.

وهو ما جعل  وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ينتقد مجدداً الاتفاق النووي الإيراني، ويصفه بالكارثي. وحذر من أن هذا الاتفاق سيسمح لإيران العام المقبل ببيع وشراء الأسلحة، إلا في حال تحرك مجلس الأمن الدولي ومدد الحظر.

وتصر الإدارة الأمريكية في عهد ترامب على تغيير الاتفاق النووي مع طهران، بما يشمل ملفات مهمة مثل البرنامج الصاروخي ونفوذ إيران في المنطقة وتهديداتها لجيرانها في الإقليم.

لا يُمكن الوثوق في ترامب

أصبحت حكومة روحاني وجهاز خارجيته بقيادة الوزير ظريف، في حرج أمام الأجنحة السياسية في إيران، من الترويج لأي إمكانية للحوار مع واشنطن أو أوروبا بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وبعد عجز أوروبا عن تفعيل آلية التبادل المالي مع إيران “اينستكس”.

ولكن لا سبيل أمام روحاني إلا الحديث دائما عن إمكانية الحوار والتفاوض في ظل التهديدات الاقتصادية وإمكانية عودة العقوبات الدولية.

فقد انتقد الرئيس الإيراني سياسات نظيره الأمريكي، ووصف الوثوق به بأنه أمر صعب للغاية. وقال روحاني، إن الرئيس الأمريكي الحالي يتخذ قرارا جديدا كل يوم، لذلك فإن الثقة به أمر صعب للغاية، وربما لو كان رئيس آخر هناك لانتهى هذا العمل في سبتمبر/أيلول، ولا تزال بعض البلدان تستمع وتتحدث وتقترح كما إننا بدورنا نقدم المقترحات لهم.

هناك اتفاق

وقد لمّح إلى مفاوضات غير مباشرة مع الإدارة الأميركية عبر دول أخرى، كاشفا عن التوصل إلى “اتفاق حول المبادئ”.

وقال إن بلاده تلقت مقترحات وعروضاً خلال الشهور الماضية قائلاً: “إنني تلقيت عروضا جيدة نسبيا خلال زيارتي إلى نيويورك”، في شهر أيلول/سبتمبر.

وتابع: “كنت أستطيع أن أقرر هناك لنكسر العقوبات، لكن كان من الصعب الثقة بالرئيس الأميركي.

وكشف روحاني: “تقريباً توصلنا إلى اتفاق حول المبادئ لكن المشكلة في طريقة التنفيذ”، مؤكداً “أننا لن نتخلى عن خيار التفاوض لكن لا نراهن على ذلك”.

وقال الرئيس الإيراني: “منحنا الدول الأوروبية فرصة عام كامل للتعويض عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قبل البدء بتقليص التزاماتنا”. وأضاف: “خطواتنا في تقليص التزاماتنا النووية محسوبة ومنطقية والطرف المقابل لم يتمكن حتى الآن من إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي”.

تجديد حالة الطوارئ تجاه إيران

وقد أصدر البيت الأبيض بيانًا، اليوم الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قال فيه إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مدد حالة الطوارئ بشأن إيران لمدة عام آخر.

وفي البيان الذي تم نشره عبر موقع البيت الأبيض، شدد ترامب على استمرار الحاجة إلى حالة الطوارئ الوطنية بشأن إيران، مشيرًا إلى القرار رقم 12170.

يذكر أن القرار رقم 12170 تم تنفيذه بشأن إيران لأول مرة عام 1979 من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية آنذاك، جيمي كارتر. وأدى القرار الذي صدر عقب احتلال السفارة الأميركية في طهران، في نهاية المطاف، إلى إنهاء العلاقات الدبلوماسية بين واشطن وطهران وبداية فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية التي استمرت على مدى الأربعين عامًا الماضية.

ربما يعجبك أيضا