عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. المتضررون والمستفيدون في الشرق الأوسط

إسراء عبدالمطلب
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط والدول العربية

تتباين تأثيرات الحرب في اقتصادات الدول العربية، خاصة بين الدول المنتجة والمستوردة للطاقة والغذاء.


تركت الحرب الروسية الأوكرانية تداعياتها على منطقة الشرق الأوسط، سياسيًّا واقتصاديًّا، لكن مع إتمام عامها الأول، ربما استفادت بعض الدول منها.

وتعد منطقة الشرق الأوسط بمثابة جار لروسيا وأوكرانيا، وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن بعض بلدان المنطقة أيضًا قريبة جدًا من أوكرانيا وروسيا كشركاء تجاريين، خصوصًا في ما يتعلق بالغذاء، لذلك كانت آثار الحرب بينهما ملموسة في المنطقة.

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط والدول العربية

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط والدول العربية

خلق أزمات إضافية

جاءت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية مُضاعفة على مستويات الأمن الغذائي، بأرجاء المنطقة، خاصة أن الحرب اندلعت في وقت كان العالم ككل والشرق الأوسط خاصة، ما زال يعاني من تأثيرات جائحة كورونا، وتعطُّل سلاسل الإمداد.

وخلقت الحرب أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية بقدر كبير في المنطقة، التي تضم أكبر مستوردي الغذاء في العالم، وعانت دولها، كسائر العالم، من اضطرابات شحن الحبوب، نتيجة للحرب التي يمثل طرفاها المورد الأساسي للقمح والزيوت عالميًّا.

 احتجاجات

تعرضت العديد من دول المنطقة، خاصة لبنان التي تعاني أزمة اقتصادية شديدة بالفعل، علاوة على الفراغ الرئاسي، وكذلك ليبيا، التي تعاني انقسامات سياسية وإرهاب، إلى تضرر الأمن الغذائي، على إثر وقف تصدير الحبوب.

وأدت الحرب إلى ارتفاع معدلات التضخم في العديد من دول الشرق الأوسط غير المستقرة، واحتج مواطنو العراق وإيران في الشوارع نتيجة ارتفاع الأسعار، في حين أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، رسميًّا، معاناة بلاده أزمة في المواد الغذائية، خاصة الحبوب.

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط والدول العربية

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط والدول العربية

 تفاوت التأثيرات في الشرق الأوسط

حسب تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية، تتباين تأثيرات الحرب في اقتصادات الدول العربية، خاصة بين الدول المنتجة والمستوردة للطاقة، واستفادت الأولى من إيرادات وأسواق جديدة لتصدير الغاز، وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط 1.3 تريليون دولار إضافية من العائدات خلال السنوات الـ4 المقبلة.

وبحثت دول أوروبا عن بدائل للغاز الروسي، الذي اعتمد عليه كليًّا قبل الحرب،  ووقع الاتحاد الأوروبي صفقات غاز مع مصر وإسرائيل، وكلاهما يطمح لأن يكون مركزًا للغاز الطبيعي بالمنطقة، في حين تواجه بلدان المنطقة، التي تعتمد على إمدادات الطاقة من الخارج لتلبية حاجاتها، صعوبات اقتصادية متلاحقة.

أمريكا تبحث عن حلفاء

نتيجة الحرب واتجاه العالم لإعادة تشكيل أقطابه، اتجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نحو الشرق الأوسط محاولًا تعزيز العلاقات مع حلفاء واشنططن بالمنطقة، في حين سمحت الحرب للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوضع نفسه كشخصية محورية في النظام الدولي، وتعزيز موقف نظامه في مواجهة الاقتصاد المتدهور في الداخل والانتخابات المقبلة.

اقرأ أيضًا:

بعد سرقة إسرائيل المخطوطات التاريخية التركية.. ما مصير العلاقات بين البلدين؟

واستخدم أردوغان موقع بلاده الجيوسياسي لانتزاع التنازلات، عن طريق تأخير انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحافظ أيضًا على علاقات ودية مع روسيا، في حين كان يعارض الحرب علنًا، ويبيع طائرات دون طيار لأوكرانيا.

ليست كل الدول متضررة

قال أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية إن تأثيرات الحرب في الشرق الأوسط تباينت، وأثرت في الدول التي تعاني اقتصاداتها بالفعل، لكن يوجد دول أخرى استفادت كثيرًا، مثل تركيا كونها تمثل وسيطُا بين الدول الغربية وروسيا.

الدكتور أيمن شبانة

الدكتور أيمن شبانة

وأضاف أن إيران أيضُا من الدول المستفيدة، في ظل تعزيزها التعاون مع روسيا وإمدادها بالمسيرات، أما عن مصر فتأثر اقتصادها كثيرًا بالحرب، وانخفضت معدلات السياحة فيها، نتيجة اعتمادها بقدر كبير على الوافدين الروس والأوكران، مضيفًا أن لبنان تأزم به الوضع على الصعيدين السياسي والاقتصادي ،لذلك لم تتأثر مباشرة بالحرب، وتشابه الأمر في ليبيا.

وأوضح أن العديد من دول الشرق الأوسط وقفت على الحياد ولم تأخذ جانب طرف دون الآخر، ورأت أنه حرب مستترة بين القوى الكبرى، وهو صراع بعيد عن المنطقة، لذلك فضلت الحياد، باستثناء إيران وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا