علاقة حيوية وديناميكية.. كيف تنظر الولايات المتحدة لزيارة رئيس وزراء الهند؟

يستعد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لزيارة الولايات المتحدة، في 22 يونيو 2023، لتأكيد الشراكة الوثيقة بين البلدين.

ومن المتوقع أن يرافق منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ بمجلس الأمن القومي الأمريكي، كيرت كامبل، مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إلى نيودلهي، الأسبوع المقبل، للتوافق بشأن معالم زيارة مودي، وفق ما أوردت صحيفة هندوستان تايمز الهندية.

مودي في زيارة إلى واشنطن

خطاب منتظر أمام الكونجرس

دعا الكونجرس الأمريكي رئيس الوزراء الهندي إلى إلقاء خطاب في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، خلال زيارته للولايات المتحدة، لعرض رؤيته بشأن مستقبل الهند، والتحدث عن التحديات العالمية التي تواجه البلدين، وفق ما جاء في البيان الأمريكي.

وأشار البيت الأبيض إلى أن زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الولايات المتحدة ستتيح فرصة لتأكيد الشراكة الوثيقة والعميقة بين البلدين، وتعزز التزامهما بالعمل معًا حتى تكون منطقة المحيط الهندي الهادئ “حرة ومفتوحة وآمنة ومزدهرة”، وإتاحة الفرصة لتقييم الشراكة التكنولوجية الاستراتيجية، بما فيها الشراكة في مجالات الدفاع والفضاء والطاقة النظيفة.

تعاون أمني

قال النائب الأول للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن بلاده تطلع لتعزيز التعاون الأمني مع الهند، خلال زيارة مودي، مضيفًا “نتطلع لاستضافة رئيس الوزراء الهندي، خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة، التي من المقرر أن يجريها في وقت لاحق من الشهر الحالي، وتتطلع واشنطن لتعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون الأمني مع نيودلهي”.

وأضاف أن “شراكتنا مع الهند تعد واحدة من أهم شراكاتنا، ونتطلع لاستمرار تعميق تعاوننا، بشأن عدد من القضايا، سواء أكانت القضايا المتعلقة بتعزيز التعاون الأمني، وتعميق علاقاتنا الاقتصادية أو تعميق الشؤون التجارية”.

تعزيز العلاقات الثنائية

حسب صحيفة هندوستان تايمز، تأمل الولايات المتحدة أن تعزز زيارة مودي العلاقات الهندية الأمريكية، على أساس أنها أهم علاقة ثنائية للولايات المتحدة على المسرح العالمي.

وقال منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ بمجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي وصفته الصحيفة بأنه “قيصر استراتيجية بايدن في المحيطين الهندي والهادئ”، كورت كامبل، إن “الهند تحتل مكانة بارزة في حسابات الاستثمار ومجموعات الأعمال، التي تتطلع إلى تنويع استثماراتها، وتوفر سلاسل التوريد، فالزيارة فرصة لتعميق الروابط الاستثمارية والتعليمية”.

العلاقة الأكثر أهمية للولايات المتحدة

قال كامبل، في حديثه مع معهد هدسون، الثلاثاء 6 يونيو، عندما سئل عن الزيارة: “الزيارة ستشهد مخرجات ومناقشات بشأن المجالات المشتركة بين البلدين، ونقاشات بشأن المجالات التي تمثل مخاوف مشتركة لهما”.

وتحدث كامبل عن الهند والولايات المتحدة على أساس أنهما “ديمقراطيات غير كاملة”، وكلاهما يواجه تحديات عدة.

ثقة لم تكن موجودة

تابع كامبل “لكن ما رأيته في فترة انخراطي مع الهند هو أن أحد أهم الأشياء التي طُورت في هذه العلاقة، هو درجة من الثقة التي لم تكن موجودة قبل عقد من الزمان، وهدفنا هو السعي للبناء على هذا الأمر”.

اقرأ أيضًا| زيلينسكي يطالب بمساعدات إغاثية بعد تفجير سد كاخوفكا

وبشأن موقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري من العلاقة الهندية الأمريكية، قال إن “الجميع يتفهم الدور الحاسم الذي تؤديه الهند على المسرح العالمي”، مضيفًا أن هذا الدور ليس دورًا استراتيجيًّا فقط، فالعديد من مجموعات الأعمال والمجموعات الاستثمارية تنظر إلى الهند كجزء من استراتيجية التنويع العالمي وسلاسل التوريد الجديدة، وفرص الاستثمار الجديدة.

تعاون تكنولوجي

تابع كامبل أن الأمريكيين الهنود فخورون وسعداء بتعميق احتضان الهند والولايات المتحدة، مضيفًا أن الزيارة ستفتح المزيد من السبل للاستثمار والروابط بين الناس.

وألمح إلى رغبة الولايات المتحدة بالشراكة في مجال التكنولوجيا العالية، مضيفًا أن “الزيارة يمكن أن تكون واحدة من أهم نقاط التحول للعلاقات الثنائية، لتتحول إلى علاقة حيوية وديناميكية تطمح إليها الولايات المتحدة”.

وفي سياق مختلف، قال كامبل عن التوترات بين الضرورات الاستراتيجية للولايات المتحدة والتزامها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وتنطبق على بلد مثل فيتنام، إن “الرئيس أقل اهتمامًا بالتبشير الخارجي، والتباهي بالديمقراطية وحقوق الإنسان”.

واختتم: “محاولتنا للتعامل مع تحدياتنا، يمكن أن تكون نوعًا من النموذج لكيفية تعامل البلدان الأخرى مع دولهم، وأن هذا النوع من النهج كان أكثر ذكاءً واستدامة”.

اقرأ أيضًا| مبعوث البرهان يزور تركيا اليوم لبحث الوضع في السودان