عمران خان لـ العربية : أي شخص يأتي للسلطة في باكستان سيزور السعودية أولاً

أشرف شعبان

رؤية

الرياض – المملكة العربية السعودية وباكستان تتمتعان بـ”علاقات عريقة وقوية بين شعبيهما. فالشعب الباكستاني يكنّ بالغ التقدير للشعب السعودي، والسعودية ساعدت باكستان في الماضي عندما كانت بأمسّ الحاجة”.. هذا ما أكده رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في حديثه لقناة “العربية”، ضمن برنامج “مع تركي الدخيل”، مبينا أن “أيا كان سيستلم السلطة في باكستان، تكون زيارته الأولى للسعودية، لسببين: أولهما هذه العلاقات الوثيقة بين شعبينا وحكومتينا، وثانياً لأننا نتوق لزيارة مكة والمدينة، ونحظى بمباركة الله جل جلاله ونقدم واجبنا تجاه نبيه صلى الله عليه وسلم”.

محاربة الفساد

الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه جمهورية باكستان، تمنى رئيس الوزراء الجديد عمران خان، أن “نتمكن من فعل ما قام به الأمير محمد بن سلمان في السعودية، لأن جرائم أصحاب النفوذ يصعب محاربتها لأنهم يملكون المال الوفير ويستطيعون تكليف كبار المحامين ويمكنهم تهريب أموالهم في حسابات خارجية، وإرجاع هذه الأموال يكون عملية طويلة وصعبة”، كاشفا عن أنه تم تشكيل “مجموعة عمل خاصة مهمتها استرجاع الأموال التي تم تهريبها من باكستان واستثمارها في عقارات بالخارج. بدأنا هذه العملية الآن، وباشرنا للتو بتوقيع اتفاقية مع المملكة المتحدة، ووقعنا أيضا معاهدة خاصة بالترحيل، كما سنعمل لتشكيل مجموعات ضغط للتأثير على دول الغرب من أجل اجتثاث غسيل الأموال، أعني الأموال التي تهرب من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية، فهذا يؤدي إلى تفاقم الفقر والبؤس والموت في العالم الثالث، إضافة إلى الإرهاب”.

دعم السعودية

السيد خان، وفي حواره مع الزميل تركي الدخيل، قال: إن “رسالتنا هي أننا نقف مع الشعب السعودي، لأن السعودية وقفت معنا عند حاجتنا، لذلك فنحن نقف دوما مع الشعب السعودي”.

وفي مجال التعاون السياسي بين الرياض وإسلام آباد، أوضح خان موقف بلاده بالقول: “أبدينا دعمنا للقيادة السعودية، لكننا في الوقت ذاته نرى أنه يجب ألا يكون هناك أي خلافات في العالم الإسلامي، إلا أننا نواجه حاليا، في ليبيا والصومال وسوريا وأفغانستان، وكذلك باكستان عانت كثيراً، إن النزاعات في العالم الإسلامي تضعفنا جميعاً، ونحن نرى لباكستان دورا في محاولة إخماد جميع هذه الحرائق المندلعة حولنا، العمل من أجل المصالحة وجمع الدول الإسلامية معاً بدلاً من فرقتها في النزاعات”، مضيفا “شخصياً أرى أن هذا هو الدور الأساسي لباكستان، وكذلك جئنا لنؤكد للمملكة وقوفنا معها”.

التنمية الاقتصادية

وفيما يتعلق بملف التنمية الاقتصادية، وتحسين مستوى المعيشة وسوق العمل في الداخل الباكستاني، والتحديات التي تواجه العمل التنموي، أشار خان إلى أن أمام بلاده “بعض التحديات الاقتصادية، لذلك وضعنا خططا للمدى القصير والمتوسط والبعيد من أجل الخروج من هذا الوضع، وفور انتهاء خططنا قصيرة الأجل، وهذا عبر ما نقوم به حالياً، إذ وضعنا ميزانية أعددنا فيها توزيع مواردنا بحيث يمكّن ذلك باكستان ومختلف القطاعات التجارية والصادرات من النمو كي نتجاوز هذه التحديات الاقتصادية ونعمل على إصلاح نظام الحوكمة في الدولة، وهذا ما يتم الآن من خلال تعزيز المؤسسات”، معتقدا أن “نتائج هذه الخطوات لن تظهر إلا بعد مضي بعض الوقت”.

وفي انتظار تحقيق ذلك “أطلقنا حملة تقشف موسعة، وعملنا على خفض الإنفاق الحكومي، والاستفادة من مواردنا بشكل يمكننا من تخطي هذه المرحلة الصعبة. أما على المدى المتوسط والبعيد، فإن باكستان لديها فرصا واعدة بمستقبل باهر لما لديها من إمكانيات مثل ارتفاع نسبة الشباب بين السكان وتنوع موارد الدولة، وفور تحسن نظام الحوكمة بالدولة، ستقبل الاستثمارات على باكستان، وسنشهد فيها بداية لنهضة جديدة”.

فرض الضرائب

تحقيق التنمية والإصلاحات الاقتصادية، من أحد أبوابه “فرض الضرائب” التي يعتزم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المضي قدما بها، معتقدا أنه “في أي مجتمع متحضر، على من يملكون المال أن يدفعوا الضرائب لنتمكن من رفع من لا يملكون المال”، شارحا رؤيته حول ذلك كالتالي: “الأسباب التي جعلت الغرب، خاصة الدول الإسكندنافية، وكذلك أوروبا على درجة عالية من الازدهار هي أن الضرائب تؤخذ من الأثرياء وتستخدم لرفع المستوى المعيشي لمن ليسوا على درجة من الثراء، أي الفقراء، وهذا ما يسهم بازدهار هذه الدول”. مبينا أن الوضع في باكستان يحتاج إلى إصلاح، حيث إن “العدد الإجمالي لدافعي الضرائب 200 مليون نسمة، والعدد الكلي لمن يدفعون الضريبة هو 700 ألف. أي أن الدولة لن تستطيع الصمود بمثل هذا العدد القليل من دافعي الضرائب”.

ربما يعجبك أيضا