غسيل الأموال وتجارة المخدرات ودعم الإرهاب.. جرائم حزب الله العابرة للحدود

أشرف شعبان
رؤية – أشرف شعبان 
وجهت الولايات المتحدة ضربة معنوية كبيرة لمليشيات حزب الله حين وضعته على لائحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وشكلت وحدة متخصصة لملاحقة عناصره، وبذلك تضع الولايات المتحدة ميليشيا حزب الله في خانة الجريمة المنظمة وتلاحق وكالة الأمن الأمريكية عناصرها كمجرمين.
محاكمة أفراد وشبكات تدعم حزب الله
وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز في بيان إن فريقا خاصا من “ممثلي الادعاء ذوي الخبرة في مجالات التهريب الدولي للمخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال” سيحققون مع أفراد وشبكات تقدم الدعم لحزب الله.
وأضاف سيشنز “مع تشكيل قوة المهام الجديدة هذه ستصبح جهودنا موجهة بشكل أفضل وأكثر فاعلية مما كانت عليه من قبل”.

وأوضح أن أعضاء قوة المهام سيقدمون له، خلال 90 يوما، توصيات خاصة “لمحاكمة هذه الجماعات وإبعادها من شوارعنا في نهاية المطاف”.

مجرم عابر للحدود
ورغم أن التمويل الرئيسي لميليشيا حزب الله يبقى إيراني المنبع، الا أن للميليشيا مصادر دخل أخرى عبر أنشطة غسل الأموال وتجارة المخدرات لا سيما في أميركا اللاتينية كما بات معروفا.
عناصر حزب الله استغلوا ضعف الأمن وخصوصا في منطقة المثلث الحدودي بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، وانخرطوا في غسل الأموال وتهريب المخدرات، ومولت هذه الأعمال الإجرامية نشاطات حزب الله في لبنان والشرق الأوسط.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية منذ أشهر، يجني حزب الله 4 مليارات سنويا من زراعة وتهريب الحشيش من لبنان، كما أن للحزب علاقات بتنظميات ومافيات في جنوب أمريكا، وقد درب عناصر تلك التنظيمات وهرب معهم المخدرات والبضائع الصينية المقلدة إلى الولايات المتحدة، مستغلا الحكومة الفنزويلية لتهريب البضائع عبر المطارات المدنية والعسكرية التابعة لها.

وكان الكونغرس الأميركي وافق الجمعة الماضية على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على حزب الله تهدف للحد من قدرته على جمع الأموال وتجنيد عناصر، والضغط على البنوك التي تتعامل معه والبلدان الداعمة له وعلى رأسها إيران.

أنشطة إجرامية
وفي يناير (كانون الثاني) 2011 حدّدت وزارة الخزانة الأميركية هوية عنصر من الحزب هو أيمن جمعة إلى جانب تسعة أفراد إضافيين و19 شركة من شركات الأعمال المتورّطين في مخطط للاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
وكشف تحقيق أجرته “إدارة مكافحة المخدّرات” الأميركية أن جمعة غسل أموالاً بمقدار 200 مليون دولار في الشهر من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط من خلال عمليات جرت في لبنان وغرب أفريقيا وبنما وكولومبيا، عبر استخدام مكاتب صرف العملات وتهريب كميات كبيرة من الأموال النقدية ومخطّطات أخرى.
وفي ورقة بحثية لماثيو ليفيت نشرها في أبريل 2016 أيضاً، قال إن “حزب الله” ضالع بعمق بالمؤسسات الإجرامية المنظمة، ويدير شبكات غير مشروعة خاصة به في حين يشارك أيضاً في نشاطات تقوم بها كيانات إجرامية أخرى.
وسربت معلومات أميركية في وقت سابق عن انخراط الحزب في نشاطات مرتبطة بتهريب المخدرات، كشف عنها الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ماثيو ليفيت في صيف العام 2016 عندما أكد أن الحزب بدأ بتوسيع أنشطته المتعلّقة بقطاع المخدّرات في أميركا الجنوبية في أوائل ثمانينات القرن الماضي ونمت بشكل ملحوظ في العقود التالية.

وقال إنه من خلال عمله مع عصابات المخدّرات، وفّر الحزب لعناصره أرباحاً كبيرة من الإيرادات وشرّع الأبواب لغسل الأموال وتهريب المخدّرات.

تقرير بوليتيكو
عاد ملف إمبراطورية ميليشيا الحزب غير المشروعة في أمريكا اللاتينية للواجهة مرة أخرى، وأصبح ملاحقة أنشطة حزب الله في أميركا اللاتينية من أولويات وزارة العدل الأميركية رغم تخاذلها سابقا في عهد اوباما حسب تقرير لبوليتيكو.
وكانت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية كشفت في تحقيق لها في وقت سابق عن تغاضي إدارة الرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) عن تجارة ميليشيا “حزب الله” اللبناني في المخدرات وغسل الأمول، مقابل الوصول لاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي.

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن إدارة أوباما ومن أجل الوصول لاتفاق مع إيران حول ملفها النووي، تخلت عن عزمها لشن “حملة طموحة” لإنفاذ قانون يستهدف تهريب المخدرات من قبل ميليشيا حزب الله التابع لإيران، بالرغم من أنها كانت ترسل “الكوكائين” إلى الولايات المتحدة نفسها.

ما هو مشروع كاساندرا؟
وكشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية في شهر كانون الأول الماضي أنّ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عمل على تقويض “مشروع كاساندرا” المتعلق بشبكة حزب الله، مشيرة إلى أنّ هذه الخطوة مكنت الحزب من الحصول على مليارات الدولارات من تجارة المخدرات.
ويطلق مشروع كاساندرا على العملية الأمنية التي أدت إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أمريكا وأوروبا والاستعانة بالأموال الناتجة عنها لتمويل قتال الحزب في سوريا، وقد شاركت فيها أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا.
وقالت الإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في حينها بأنها متمسكة بالتزاماتها بمنع جميع محاولات المنظمات التي تصنفها بالإرهابية للاستفادة من تجارة المخدرات من أجل استهداف” تلك الدول، مضيفا أن جميع الوسائل القانونية المتوفرة ستُستخدم ضد تلك العمليات، وقد بدأت التحقيقات ضمن “مشروع كاساندرا” في شباط 2015، وقد اكتشفت التحقيقات تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله اللبناني إلى كولومبيا، وجرت الكثير من تلك العمليات عبر لبنان، الأمر الذي اكتشفته أجهزة أمن أوروبية بالتعاون مع نظيرتها الأمريكية.

وبحسب الجانب الأمريكي فإن “مشروع كاساندرا” اعتمد بشكل كبير على التحقيقات المرتبطة بقضية سابقة تتعلق بفضائح مالية تتعلق بـ”البنك اللبناني الكندي” الذي سبق أن ربطته تحقيقات أمريكية بعمليات تمرير أموال لصالح حزب الله.

ربما يعجبك أيضا