فاجنر قرب حدود بولندا.. هل تخترق الاتحاد الأوروبي؟

حذر رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيتسكي، من إمكانية عبور مرتزقة فاجنر الحدود من بيلاروسيا إلى بلاده ودول الاتحاد الأوروبي.

وقال مورافيتسكي إن مجموعة من مقاتلي الشركة العسكرية الروسية الخاصة انتقلوا بالقرب من الحدود البولندية، بهدف زعزعة استقرار بولندا، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس السبت 29 يوليو 2023.

الاقتراب من الحدود

رئيس وزراء بولندا، ماتيوش موارفيتسكي

في مؤتمر صحفي عقده خلال أثناء زيارته لمصنع سلاح في جليفيتسه، جنوبي بولندا، قال مورافيتسكي إن حوالي 100 عضو في فاجنر انتقلوا إلى مدينة جرودنو شمال غربي بيلاروسيا، بالقرب من ممر سوالكي، الممتد لمسافة 95 كيلومترًا على طول الحدود بين بولندا وليتوانيا، ويفصل بيلاروسيا عن مقاطعة كالينينجراد الروسية.

وحسب “بي بي سي”، أضاف رئيس الوزراء البولندي أن المرتزقة قد يتظاهرون بأنهم من حرس الحدود البيلاروسي كي يساعدوا المهاجرين في العبور إلى الاتحاد الأوروبي، أو يتظاهرون بأنهم مهاجرون للدخول إلى الأراضي البولندية وزعزعة استقرارها.

اقرأ أيضًا| لمواجهة روسيا.. بولندا تطلب نشر أسلحة نووية على أراضيها

وضع خطير

وصف مورافيتسكي الوضع بأنه “يزداد خطورة”، وقال: “هذه بالتأكيد خطوة تجاه شن هجوم هجين على الأراضي البولندية”، وفق ما نقلت “بي بي سي”.

وفي السياق ذاته، أشار مورافيتسكي إلى وجود 16 ألف محاولة حتى الآن هذا العام من المهاجرين لعبور الحدود بطريقة غير قانونية، “مدفوعين إلى بولندا” من الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وأفادت الشبكة الأمريكية أنه ليس من الواضح ما تفعله قوات فاجنر في جرودنو، لكن نشر القوات الحليفة لروسيا بالقرب من ممر سوالكي قد يمثل تصعيدًا من شأنه إثارة قلق أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا| عودة بريجوجن إلى روسيا.. وغموض بشأن مصيره

ممر استراتيجي

خريطة لممر سوالكي الاستراتيجي

لفتت “سي إن إن” إلى أن ممر سوالكي يتمتع بأهمية استراتيجية للناتو، والاتحاد الأوروبي، وروسيا وبيلاروسيا. فهذه المنطقة الحدودية تربط مقاطعة كالينينجراد الروسية ببيلاروسيا، وهي الرابط البري الوحيد بين دول البلطيق وبقية الاتحاد الأوروبي.

وفي الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، خشى المحللون أن تستهدف روسيا ممر سوالكي في محاولة لحماية كالينينجراد، المقاطعة الواقعة أقصى غرب روسيا والجزء الوحيد من البلاد الذي تحيطه دول الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا| من كالينينجراد لسوالكي.. تهديد روسي للناتو بالمنطقة الأكثر حساسية بالعالم

قلق بولندي

انتقل عدة آلاف من مقاتلي فاجنر إلى بيلاروسيا، ضمن اتفاق توسط فيه الرئيس لوكاشينكو، لإنهاء التمرد المسلح الذي شنته مجموعة المرتزقة ضد الكرملين في يونيو الماضي.

وحسب “بي بي سي”، صرح وزير داخلية بولندا، يوم الخميس الماضي 27 يوليو، بأن دول بولندا وليتوانيا ولاتفيا قد تقرر معًا إغلاق حدودها مع بيلاروسيا إذا تكررت الحوادث التي تشمل مجموعة فاجنر على طول الحدود.

وكانت بولندا وليتوانيا قد أقامتا سياجًا على طول حدودهما مع بيلاروسيا في محاولة لتقليل عدد الأشخاص الذين يعبرون بطريقة غير قانونية. ويقول حرس الحدود البولندي إن نظيره البيلاروسي يساعد المهاجرين في العبور إلى بولندا بطريقة غير قانونية، بعيدًا عن نقاط التفتيش الرسمية.

انتخابات وشيكة

أفادت “بي بي سي” أن تصريحات مورافيتسكي تأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة الخريف المقبل، وتسعى الحكومة البولندية لتأكيد الإجراءات التي تتخذها لتعزيز أمن الحدود.

وفي سياق متصل، أشارت شبكة بلومبرج الأمريكية إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر أن الحزب الحاكم قد لا ينجح في تأمين الأغلبية في البرلمان. ويحاول رئيس الوزراء الحالي تصوير زعيم المعارضة، دونالد تاسك، على أنه متساهل مع روسيا.