فرانس فوتبول| هل كان منتخب حسن شحاتة هو فريق القرن الأفريقي

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما

بمناسبة كأس الأمم الإفريقية 2019 تفتح مجلة “فرانس فوتبول” صندوق الذكريات لتقييم كرة القدم الإفريقية في السنوات التسعة عشر الأخيرة. عقدين تميزا بالهيمنة المصرية في نهاية الألفينات.

وغالبًا ما يتغير الفائز بكأس الأمم الإفريقية من نسخة إلى أخرى، إلا أن ثلاثة فرق تمكنوا من الاحتفاظ بالكأس طوال تاريخ البطولة. فحتى عام 2000، كانت غانا وحدها هي التي تمكنت من فعل ذلك عندما تمكنت من ربح الكأس في نسختي 1963 و 1965. ثم منتخب الكاميرون في عهد صامويل إيتو أعوام 2000 و 2002، تلك الفرقة التي تعد من أجمل الفرق نظريًّا في أفريقيا في السنوات الأخيرة. ولكن لم يحقق أي فريق إفريقي ما حققته مصر في الفترة من عام 2006 و حتى عام 2010، حين حققت اللقب ثلاث مرات متتالية، وكانت تحقق اللقب في كل مرة عبر السيطرة التامة ودون منافس. وحتى قبل أن يتمكنوا من ضم محمد صلاح الذي يعتبره البعض أحد أفضل اللاعبين المصريين في التاريخ، كان الفراعنة قد تمكنوا من فرض سيطرة لا مثيل لها على القارة.

ثلاثة كؤوس إفريقية وثلاثة استفتاءات

وبعيدًا عن حالة عدم الاستقرار المزمنة لمدربي المنتخب المصري، ومنتخبات القارة الإفريقية بشكل أعم، حقق الفراعنة نجاحاتهم تحت قيادة رجل واحد، وهو المدرب حسن شحاتة، اللاعب السابق في السبعينات، بعد أن حل محل الإيطالي ماركو تارديللي في عام 2004، وعندما كانت مصر تستضيف كأس الأمم الأفريقية على أراضيها عام 2006. وبالفعل نظمت مصر ثلاثة بطولات تمكنت خلالها من إحراز اللقب مرتين، فبفريق يتكون بشكل أساسي من لاعبين محليين، باستثناء عبد الظاهر السقا الذي كان محترفًا في نادي قونية سبور التركي، وأحمد حسن الذي كان محترفًا في نادي بشيكتاش التركي، وميدو الذي كان محترفًا في نادي توتنهام الإنجليزي، تمكنت مصر من الفوز بهذه النسخة عبر خمسة انتصارات، وتعادل واحد، وتسجيل 12 هدفًا. وكان هذا هو اللقب الخامس في تاريخ مصر.

ثم اللقب السادس بعد ذلك مباشرة. فبعد عامين، ومع مجموعة من اللاعبين مشابهة إلى حد كبير لتشكيل فريق بطولة 2006، حيث أبقى على 11 لاعبًا من أصل 23 لاعبًا، أعادت مصر الكرّة، وسحقت الكاميرون في مباراتها الأولى بنتيجة (4-2)، ثم ساحل العاج في نصف النهائي بنتيجة (4-1)، قبل أن تعود وتفوز على الكاميرون في المباراة النهائية بنتيجة (1-0). فالفريق، الذي ظل دائمًا تحت قيادة حسن شحاتة، ظل يهيمن عليه لاعبو البطولة المحلية، ولكنه كان يعتمد على لاعب يلعب لنادي أوروبي كبير، وهو محمد زيدان المحترف آنذاك في نادي هامبورج إس الألماني، والذي كان يلعب أول بطولة إفريقية في تاريخه. وظهر خمسة مصريين في التشكيلية المثالية للبطولة آنذاك وهم: عصام الحضري ووائل جمعة وحسني عبد ربه وأبو تريكة وعمرو زكي.

وأخيرًا وللمرة الثالثة، في عام 2010، اعتمد حسن شحاتة على نواة صلبة من فريقه السابق؛ حيث ضم 12 لاعبًا من فريق 2008، ولاعبين من فريق 2006 لتكون هذه البطولة أيضًا مصرية بجدارة، حيث لعب المنتخب المصري ست مباريات حقق خلالها ستة انتصارات، وسجل 15 هدفًا واستقبل هدفين، وفاز في النهائي على غانا التي تأهلت بعد بضعة أشهر إلى ربع نهائي كأس العالم في جنوب أفريقيا. وحصد المصريون جميع الجوائز الفردية، بما في ذلك أفضل هدّاف وأفضل لاعب في المنافسة وهو “محمد ناجي جدو”، الذي سجل خمسة أهداف في أول بطولة أمم إفريقية يلعبها، وكان بديلًا في الخمسة أهداف، بما في ذلك الهدف الوحيد في النهائي. حقق منتخب مصر الفوز بثلاثة بطولات متتالية، وغادر مدربه الشهير منصبه بعد فترة وجيزة، بعد أن ساعد الفراعنة في الصعود إلى المركز التاسع في تصنيف الفيفا في عام 2010 بفضل أدائه الاستثنائي. وهو، حتى الآن، يبقى ثاني فريق إفريقي يدخل هذه العشرة الأوائل، بعد نيجيريا التي حلت في المرتبة التاسعة أيضًا في عام 2006.

الكاميرون ونيجيريا.. وحوش دائمة أخرى

وبطبيعة الحال، من الصعب أن يحتفظ منخب إفريقي واحد بجميع الألقاب على مدار السنوات الـ19 الأخيرة، والتي شهدت 11 بطولة، حتى لو كان أداء الفريق المصري يمثّل استثناءً في تاريخ القارة السمراء، لا سيما وأن فريقًا آخر فاز خلال هذه الفترة بثلاث مرات وهو منتخب الكاميرون، الذي حقق آخر لقب له في عام 2017 على حساب مصر في المباراة النهائية. ومنذ عام 2000، أصبحت الكاميرون أفضل منتخب إفريقي في تصنيف الفيفا، ولم يخرج أبدًا من المركزين الأولين في ترتيب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منذ عام 2002، على الرغم من أدائه الباهت في كأس العالم.

وفي لعبة الحفاظ على المستوى، أشرقت شمس فريق آخر في القارة الإفريقية في السنوات العشرين الماضية وهو نيجيريا، وعلى الرغم من عدم جمع الجوائز مثل مصر والكاميرون، لا يزال منتخب النسور الخارقة معتادًا على احتلال مركز في المربع الذهبي، حيث بلع نصف النهائي ثماني مرات منذ عام 2000، وفي مباراتين نهائيتين فاز في واحدة في عام 2013، وخسر واحدة في عام 2000، ووصل ربع النهائي في عام 2012 فيما غاب عن بطولتي 2015 و2017. ويمكننا القطع بأنه الفريق الأكثر حفاظًا على مستواه في إفريقيا، ولكنه ليس الأكثر نجاحًا. وفي النهاية، ولسوء حظ النسور الخارقة، فقد تكبد الخسارة مرة أخرى في الدور نصف النهائي هذا العام، ولا يتذكر التاريخُ سوى الفائزين!

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا