فلاديمير بوتين.. هل فقد علامته المميزة؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

على مدى سنوات طويلة جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الصحة واللياقة علامة مميزة له، إذ كان يتعمد الظهور أمام وسائل الإعلام بكامل لياقته المعهودة، ونذكر صور عطلاته الرسمية التي تأتي متطابقة عام بعد عام، سواء صوره وهو يمارس الجودو أو الفروسية أو الصيد أو الغطس، ورغم برودة أجواء يناير إلا أن بوتين تعمد الاحتفال بعيد الغطاس هذا العام بالغطس في مياه بحيرة سيليجر المتجمدة.

اليوم نشرت صحف بريطانية تقارير تفيد بأن بوتين 65 عامًا ألغى أخيرا مشاركته في العديد من الفعاليات التي كانت مقررة هذا الشهر، ما أثار التكهنات بشأن حالته الصحية.

 تقول “الإندبندنت”: للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، قرر بوتين إلغاء ظهوره العلني في العديد من الفعاليات بسبب تدهور حالته الصحية.. الإثنين الماضي قام بإلغاء زيارة إلى سوتشي، واليوم قرر عدم المشاركة في اجتماع للكرملين حول الإلكترونيات الدقيقة، وغدا لن يظهر الرئيس في منتدى ” Mentor 2018″  في موسكو، وفي الأسبوع المقبل لن يسافر إلى الشرق الأقصى الروسي، كما كان مقررًا.

وتضيف: في سيبيريا الأسبوع الماضي أظهر الرئيس علامات واضحة على المرض أثناء خطاب عام، وبالأمس قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية: إن الرئيس يمارس أعماله من داخل مكتبه بالكرملين بشكل طبيعي، والتغيرات التي طرأت على جدول أعماله أخيرًا تأخذ في الاعتبار تعرضه لنزلة برد.. إنه فصل الشتاء تعرفون جميعًا أن هذا أمر طبيعي.

وتتابع الصحيفة البريطانية: ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها صحة بوتين موضع جدل، ففي أواخر 2012، ألغى العديد من الرحلات الخارجية واختفى عن أنظار الرأي العام، ثم زعم الكرملين أن بوتين كان يعالج من إصابة رياضية قديمة، وهو ما لم يقنع غالبية الشعب الروسي، وبحسب مصادر قريبة من الكرملين، هناك شكوك بشأن حملة الرئيس الانتخابية وما إذا كان سيشرع فيها أم لا؟.

 فيما أكدت صحيفة “مترو” البريطانية، أن الرئيس الروسي مصاب بضيق تنفس، نتيجة لانخفاض درجات الحرارة في موسكو، وهو السبب الرئيس وراء إلغاء زيارته التي كان مقررا لها إلى سوتشي وأرجأ اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي.

من جانبه نفى المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف، أمس، صحة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشأن إلغاء زيارة بوتين إلى الشرق الأقصى الروسي، لكنه لم يؤكد أن الزيارة ستجرى في موعدها المقرر خلال الفترة ما بين 19-22 فبراير الجاري، ما يجعل الشكوك بشأن صحة الرئيس كما هي، رغم أن هذا خبر غير سار مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في موسكو بحلول مارس المقبل، إذ سيتوجه بوتين للناخبين ليطلب منهم انتخابه لولاية رابعة.

 وسبق لبيسكوف أن قال -في يناير،  خلال إفادة صحفية بشأن التقارير الصحية لبوتين- أستطيع أن أؤكد لكم أن حالة الرئيس الصحية قوية تمامًا، وأنه يتقدم على الكثيرين في هذا المجال.

 يبدو أن الكرملين لديه الكثير غير المعلن عن صحة الرئيس، لذا تأتي تصريحاته بهذا الشكل الفضفاض لتثير الجدل أكثر.. صحة الرئيس الروسي مرادف لمصير بلاده ككل، فكيف لموسكو أن تنجو من أي مرحلة انتقالية مفاجئة قد يخلفها غياب بوتين عن المشهد لمرضه، هذا الرئيس فعليًّا غير مسموح له بإجازة صحية طويلة تعزله عن صناعة القرار، لأن نظامه الفردي في الحكم يجعله الوحيد القادر على تحقيق التوازن بين المتنافسين داخل حكومته نفسها، وعلى الإمساك بزمام الأمور في مواجهة المعارضة أو المنافسين الدوليين.

ربما يعجبك أيضا