«فورين أفيرز»: اشتباكات السودان حرب عصابات يحاول العالم الهروب منها

عمر رأفت
فورين أفيرز: السودان تنحدر إلى الفوضى

تستمر أعمال العنف في السودان في ظل محاولات دولية لوقف إطلاق النار دون جدوى حتى الآن.


وصفت مجلة فورين أفيرز الأمريكية ما يحدث في العاصمة السودانية الخرطوم، بأنها حرب عصابات يحاول العالم الهروب منها.

وأشارت المجلة، في تقرير لها بتاريخ 27 إبريل 2023، أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شملت أسلحة ثقيلة جرى استخدامها في شوارع العاصمة.

السودان تنحدر إلى الفوضى

أشار التقرير إلى أن بعد أسبوع من عمليات العنف في الخرطوم، أجلت القوات الأمريكية الخاصة، يوم الأحد الماضي، موظفي السفارة بطائرة هليكوبتر من السودان، وفر رعايا أجانب آخرون من المدينة في قوافل طوارئ، ولا يوجد موعد مؤكد بشأن عودة الدبلوماسيين إلى عملهم في السودان.

وقال إن السكان كانوا يحاولون الحفاظ على حياتهم داخل منازلهم، في حين تدور المعارك الضارية بالخارج، وتحولت العديد من المباني إلى أنقاض، وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء وتواجه المستشفيات أزمة كبيرة، وزادت المعاناة بعد أن أوقف برنامج الغذاء العالمي مساعداته، التي كان يقدمها للسودان، بعد مقتل 3 من موظفيه، ونهب مجمعات المساعدات.

اقرأ أيضًا| الخارجية السعودية: إجلاء 2796 شخصًا من السودان حتى الآن

عمليات إجلاء من السودان

عمليات إجلاء من السودان

حرب أهلية كارثية

أشارت فورين أفيرز إلى أن الولايات المتحدة ونظرائها من الدول العربية والأوروبية تحركت لإنقاذ مواطنيها، لكنهم لم يبذلوا جهودًا كبيرة لوقف القتال ومساعدة السودانيين، حتى في ظل محاولات أمريكية سعودية نجحت في إقرار هدنة، ولكن سرعان ما انهارت.

ووصفت فورين أفيرز السودان بأنه الآن على شفا حرب أهلية كارثية، وإلى جانب الدول الغربية، يتفق جيران السودان العرب والأفارقة، وكذلك الصين وروسيا، على أن الصراع بمثابة كارثة.

اقرأ أيضًا| تنافس بين أمريكا والصين.. ما أهمية السودان للقوى العالمية؟

حميدتي «الانتهازي»

تطرقت المجلة إلى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، الذي وصفته بأنه رجل أعمال سياسي وعسكري، استغل الفوضى بعد سقوط نظام الرئيس السوداني السابق، عمر  البشير، لتوسيع إمبراطوريته التجارية، التي تديرها عائلته.

وأضافت أنه حاول تصوير نفسه على أنه بطل المحرومين، واصفة إياه بأنه شخص انتهازي يتحدث بلغة غرب السودان، محاولًا استقطاب المجتمعات المهمشة تاريخيًّا في تلك المنطقة.

خسائر الحرب في السودان

خسائر الحرب في السودان

قيادة كليبتوقراطية شعبوية

أوضحت فورين أفيرز أنه في الأشهر الأخيرة، ومع اقتراب المواجهة مع قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، سعى حميدتي إلى إيجاد حلفاء بين الأطراف المدنية، بالقول إنه كان الوحيد الذي يمكنه منع عودة نظام مثل نظام البشير.

ومع ذلك، قالت المجلة إنه إذا انتصرت قوات الدعم السريع، فإن النتيجة المحتملة هي قيادة كليبتوقراطية (حكومة يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية للاستيلاء على ثروة شعوبهم) شعبوية، لن تعالج أزمات البطالة المتسارعة والجوع في البلاد.

اقرأ أيضًا| الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أطلقت النار على طائرة إجلاء تركية

انعكاس مرير للثورة

أشارت فورين أفيرز إلى أن الحرب الدائرة الآن تمثل انعكاسًا مريرًا للثورة السودانية لعام 2019، عندما ساعد البرهان وحميدتي في الإطاحة بالبشير، بعد شهور من الاحتجاجات الضخمة ضد النظام، وبدا الأمر كأنه فرصة لانتقال ديمقراطي سلمي في البلد الإفريقي.

وقالت إن كل رئيس أمريكي، منذ جورج بوش الأب، سعى للتخلص من البشير، الذي دعم الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، في حرب الخليج الأولى، واستضاف زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، لسنوات، وارتكب فظائع لا هوادة فيها في جنوب السودان ودارفور.

أحداث السودان

أحداث السودان

عرض الوساطة ووقف إطلاق النار

كما كانت شجاعة الشعب السوداني مساهمة كبيرة للتخلص من نظام البشير، في إبريل 2019، وظل صامتًا في وجه العنف الذي واجهوه، ما أجبر البرهان وحميدتي على الموافقة على حكومة انتقالية مع رئيس وزراء مدني، سيؤدي في النهاية إلى انتخابات حرة.

وقالت فورين أفيرز إنه على الرغم من أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين عبروا عن إعجابهم بالديمقراطيين في السودان، فإنها لم تدعمهم بالقدر الكافي، مضيفة أنه يوجد نافذة صغيرة يمكن من خلالها للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية المطالبة بوقف إطلاق النار من خلالها.

وعرض الرئيس الكيني وليام روتو، التوسط، لكن سيتطلب إنهاء الحرب مهارات دبلوماسية قوية، وإطار عمل متعدد الأطراف، يضم الأمم المتحدة والأفارقة، وأظهرت الأطراف الدولية أنها تستطيع الوصول إلى البرهان وحمديتي، وتأمين موافقتهم على إجلاء الرعايا الأجانب ووقف القتال.

ربما يعجبك أيضا