“فينيسيا السينمائي 2020”.. رهان على أول فعالية سينمائية عالمية في زمن كورونا

أماني ربيع

رؤية

تستعد مدينة فينيسيا الإيطالية لاستقبال النسخة رقم 77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي ينطلق خلال الفترة من ٢ إلى ١٢ سبتمبر المقبل، وسط إجراءات احترازية مشددة.

ويعد الحدث السينمائي الأوروبي العريق أول مهرجان رئيسي ينطلق منذ جائحة فيروس كورونا المستجد حول العالم.

ومع ارتفاع أرقام الإصابات بالفيروس التاجي، أوضحت إدارة المهرجان إجراءات السلامة والوقاية التي ستفرضها بكل صرامة على الحاضرين، خلال فعاليات المهرجان التي تستمر لعشرة أيام.

إجراءات صارمة

ومن المقرر أن تُجهز كل نقطة دخول إلى منطقة المهرجان في مدينة البندقية بأجهزة مسح حرارية لقياس درجة حرارة أجسام المشاركين في المهرجان، وسيتم رفض دخول أي شخص تزيد درجة حرارة جسمه على ٣٧.٥ درجة مئوية (٩٩.٥ درجة فهرنهايت).

 وسوف تحرص الإدارة أيضا على وجود ماسحات ضوئية حرارية لقياس درجة حرارة الجسم عند مداخل دور السينما في الليدو، وتجهيز جميع غرف الفحص والمداخل والقاعات ونقاط الاجتماعات بمواد تعقيم وتطهير.

لأول مرة، لن يُسمح للجمهور بحضور مدخل السجادة الحمراء الذي يستقبل كل ليلة عدد من العروض الأولى للأفلام، بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.

وبسبب إجراءات الوقاية، ستُطرح المواد المطبوعة بكميات محدودة  لمنع تناقل الفيروس، مع تقليل عدد المقاعد داخل صالات السينما، والحرص على وجود مقاعد فارغة بين كل متفرج.

من جانبه، قال المدير الفنى ألبرتو باربيرا: “أنا سعيد للغاية لأن سينما البينالي يمكن أن تقام مع الحد الأدنى من الأفلام والأقسام. دون أن ننسى الضحايا الذين لا حصر لهم في الأشهر القليلة الماضية والذين سيتم تكريمهم على النحو الواجب.”

 وأضاف: “سيصبح المهرجان الدولي الأول بعد الانقطاع القسري الذي فرضه الوباء احتفالًا ذا مغزى بإعادة الافتتاح الذي نتطلع إليه جميعًا، ورسالة ملموسة التفاؤل لعالم السينما بأسره الذي عانى كثيرا من هذه الأزمة”.

عودة إيطالية.. ووافدين جدد

وتترأس لجنة تحكيم هذه النسخة من “فينيسيا السينمائي” النجمة كيت بلانشيت، وتضم عضوية لجنة التحكيم المخرجة النمساوية فيرونيكا فرانز والمخرجة البريطانية جوانا هوغ والكاتب الإيطالى نيكولا لاجيويا والمخرج الألمانى كريستيان بيتزولد والممثلة الفرنسية لوديفين ساجنييه.

وانضم الممثل الأمريكي مات ديلون للجنة التحكيم، بدلا من المخرج الروماني كريستي بويو الذي اعتذر عن المشاركة بالمهرجان بسبب “صعوبات غير متوقعة” لم  يفصح عنها.

ولأول مرة منذ ١١ عامًا، يفتتح فيلم إيطالي فعاليات المهرجان، وكان آخر افتتاح إيطالي عام ٢٠٠٩ بفيلم “Baar�a” لجيوزبي تورنتوري، ووقع الاختيار هذا العام على فيلم “Lacci” لدانييلى لوتشيتي.

 يستند فيلم “Lacci” إلى رواية بنفس الاسم للكاتب الإيطالى دومينيكو ستارنون، ويشارك في بطولته ألبا رورفاكر ولويجى لو كاسشيو ولورا مورانتي وسيلفيو أورلاندو وليندا كاريدي.

وتضم المسابقة الرسمية ١٨ شريطا غاب عنها عدد كبير من مشاهير الصناعة، لكنها ضمت مجموعة من الأسماء المألوفة في فينيسيا. حيث تشارك المخرجة الفرنسية نيكول جارسيا بفيلم “Lovers”، وتعرض الإيطالية سوزانا نيكيريلى فيلمها الجديد “Miss Marx” والذي يتناول قصة إليانور، ابنة كارل ماركس. كما يعود المكسيكي المخضرم ميشيل فرانكو بفيلم “Nuevo Orden” عن حفلة عرس يفسدها حضور ضيوف غير مرحب بهم.

ومن بين الأسماء الوافدة الجديدة هذا العام، المخرج الأذربيجاني هلال بيداروف بفيلم “In Between Dying”، والإيراني ماجد مجيدى بشريطه “Sun Children”، والياباني كيوشى كوروساوا بفيلم “Wife Of A Spy”، والبولندية موجوجاتا شوموفيسكا بفيلم “Never Gonna Snow Again”.

حضور عربي

وتشارك ستة أفلام عربية بمسابقات المهرجان المختلفة، حيث يعرض الفيلم التونسى “الرجل الذى باع جلده” للمخرجة كوثر بن هنية، بقسم “أفاق”.

 ويرصد قصة “سام علي”، السوري المُهاجر إلى لبنان هربًا من الحرب في سوريا، آملًا في الالتحاق بحبيبته في باريس، عالقًا في لبنان، بلا أي وثائق سفر، يرتاد سام افتتاحات المعارض الفنية في بيروت ليتناول الشراب والطعام، لينتبه له فنان أمريكي معاصر، ويتعاقد معه ويغير مسار حياته.

كما ينافس بالمسابقة ذاتها، المخرج المغربي إسماعيل العراقى بفيلم “زنقة كونتاكت”، والفيلم الفلسطيني “غزة محبوبتي” للأخوين طرزان وعرب ناصر. أما في قسم الأفلام القصيرة، فينافس الفيلم الجزائري “تحت الجلد” للمخرجة مريم مسراوة.

وفى مسابقة أسبوع النقاد، يشارك الفيلم الفلسطيني”٢٠٠ متر” للمخرج أمين نايفة، و”سيجار العسل” للفرنسية الجزائرية كمير عينوز، ويتبع قصة فتاة مراهقة تقابل شابا في الجامعة يغير نظرتها إلى حياتها وتقاليدها المعتادة.

ويشارك الممثل المصري أحمد مالك، في بطولة الفيلم الأسترالي “The Furnace” للمخرج رودريك ماكاي، وينافس ضمن مسابقة آفاق.

تدور أحداث الفيلم حول شاب أفغاني  يتورط مع رجل غامض من شعب البوشمن يهرب وبحوزته تاج ذهبي مسروق.

تكريمات

ويمنح المهرجان جائزة الإنجاز الإبداعي للمخرجة الصينية الشهيرة آن هوي، والممثلة البريطانية تيلدا سوينتون، تكريما لمسيرتهم الفنية الممتدة. حيث تعد هوي (٧٣ عاما) واحدة من أفضل المخرجات في آسيا، وواحدة من الشخصيات الرئيسة في حركة الموجة الجديدة في سينما هونج كونج في أواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. أما سوينتون (٥٩عاما)، فهي مفضلة لدى مخرجي السينما المعاصرة، ومن بينهم ديريك جارمان وجيم جارموش وبونج جون هو وويس أندرسون.

ربما يعجبك أيضا