يعيش لبنان مرحلة من الانتظار الثقيل، بين الانهيار المالي والاقتصادي الذي بلغ مستوى قياسيًّا، والذي ينتظر ميلاد حكومة جديدة، وذلك بعد اختيار رئيس جديد للبلاد، وهو ما يفشل في تحقيقه مع كل جلسة برلمانية.
فشل البرلمان اللبناني، اليوم الأربعاء 14 يونيو 2023، مجددًا في انتخاب رئيس للبلاد للمرة 12.
وحسب وكالة أنباء رويترز، لم يحصل المرشح المدعوم من حزب الله، سليمان فرنجية، ولا وزير المالية السابق، جهاد أزعور، على عدد كافٍ من الأصوات للفوز في جلسة برلمانية ساخنة.
رئيس مجلس النواب، نبيه بري
ترشح أزعور
بعد خلافات حول المرشح الرئاسي، رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، الذي دعم اختياره الجناح الشيعي داخل لبنان، ظهر إلى العلن مرشح تقاطع المعارضات المسيحية والتيار الوطني الحر، والمدعوم من نواب تغييريين وآخرين من اللقاء الديمقراطي (كتلة جنبلاط) الوزير السابق جهاد أزعور.
اقرأ أيضًا: لقاء منتظر بين وزيري خارجية طهران والرياض.. هل يضع أرضية لحل شامل؟
وحسب تقرير صحيفة اللواء اللبنانية، أمس الثلاثاء، كشف أزعور، في بيان له بمناسبة ترشحه لرئاسة الجمهورية، التزامه بقيادة مغامرة التغيير، وأن يكون جسر العبور نحو المستقبل، والعمل معًا للخروج في أسرع ما أمكن من “الوضع الشاذ”، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تغيير واقعنا الراهن المقرون بالفشل والمحفوف بخطر الانهيار والتفكك.
اقرأ أيضًا: وزير خارجية إيران في بيروت.. فما أهداف الزيارة؟
الوزير السابق، جهاد أزعور
دعم فرنجية
ظهرت معارضة شديدة من جانب التيار الشيعي متمثلًا في حزب الله، وحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ضد ترشح أزعور للرئاسة، وتذرع هذا الجناح بعدم ظهور مرشح توافقي بين التيارات السياسية كافة في لبنان.
وحسب تقرير صحيفة اللواء، قال بري عشية جلسة اليوم: “نحن مستمرون بدعم فرنجية المستمر بترشحه، والجلسة قائمة في موعدها، إلا إذا طلب البطريرك الراعي تأجيلها، ووافقت باقي القوى لفتح مجال للحوار عندها أؤجل، أما غير ذلك فلا”.
اقرأ أيضًا: بعد أزمة اقتصادية حادة.. هل تسمح طهران بانتخاب رئيس للبنان؟
أزعور وفرنجيه
طهران على الخط
حسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، أمس، كشف مصدر مقرب من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن ملف لبنان كان حاضرًا بقوة خلال اتصاله مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت 10 يونيو، مضيفًا أن الأخير طلب مساعدة طهران وتعاونها مع بلاده لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد كخطوة ضرورية لإخراج لبنان من مستنقع الأزمة الاقتصادية التي غرق فيها.
وحسب التقرير، فإن رئيسي أبلغ ماكرون أنه أجرى اتصالات واسعة بشأن لبنان شملت محادثات مع الرئيس السوري، بشار الأسد، واطلع على تقرير مفصل مع السفير الإيراني لدى بيروت تتعلق بالتطورات، وأكد له أن طهران ليس لديها مرشح رئاسي في لبنان، ولا تُصرُّ على وصول شخصية مسيحية بعينها إلى الرئاسة، ما دامت هذه الشخصية تحوز دعم كل الأطياف السياسية اللبنانية.
اقرأ أيضًا: حتى ترفع إيران يدها.. الفراغ الرئاسي الأوفر حظًّا في لبنان
وأضاف التقرير أن رئيسي كان واضحًا عندما أخبر ماكرون أن إصرار بعض المجموعات السياسية اللبنانية على انتخاب رئيس معارض لـ”جبهة المقاومة”، أي “حزب الله” وحلفائه، لن يجدي نفعًا في حل أي أزمة، بل سيكون مشروع أزمات وتعقيدات، ومن الأفضل للبنانيين أن ينتخبوا رئيسًا لديه علاقات جيدة مع كل الاتجاهات السياسية.
اقرأ أيضًا: بعد اتفاق إيران والسعودية.. لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان
لودريان إلى بيروت
عيَّنت فرنسا مبعوثًا شخصيًّا للرئيس الفرنسي إلى لبنان، وهو جان إيف لودريان، الذي سيصل لبيروت الاثنين المقبل، ويمكث في البلد من 19 إلى 23، وتتركز مهمته على إجراء اتصالات بالرئيسين بري وميقاتي، ومرجعيات أخرى ورؤساء الكتل النيابية، للبحث عن قواسم مشتركة.
وحسب اللواء اللبنانية، تشكل مهمة لودريان استمرارًا للمبادرة الفرنسية القائمة على المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة.
وحسب حزب الله، الذين يرشحون أزعور لا يريدونه رئيسًا، وإنما لقطع الطريق على المرشح الذي تدعمه المقاومة، وفقًا لما رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد.
اقرأ أيضًا: بعد اتفاق إيران والسعودية.. جهود قطرية-مصرية لحل أزمة لبنان
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1537451