في ذكرى أكتوبر .. «فيصل» و «زايد» مواقف تاريخية خلدتها ذاكرة العرب

وليد أبوالمعارف

رؤية

بينما تحتفل مصر والعالم العربي، بانتصارات أكتوبر المجيدة، لاتزال الذاكرة العربية مليئة بمواقف وأدوار فريدة من نوعها، خلدها التاريخ في حرب أكتوبر عام 1973.

وعلى الرغم من أن معظم الدول العربية كانت لها مواقف داعمة لمصر في حربها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن”المملكة العربية السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”، كانت لهم مواقف قوية وداعمة للقوات المصرية، في حربها ضد إسرائيل.
تحملت المملكة العربية السعودية مسؤولية كبيرة فكان لها موقف داعم للقوات المصرية، والجميع لا ينسىى مقولة الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله-  “ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، وإننا قد تعودنا على عيش الخيام، ونحن على استعداد للرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيد أعدائنا”.

“عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم”

في تلك الأثناء قرر الملك فيصل ومعه عدة دول خليجية، قطع البترول عن كل الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، فلم يتراجع عندما أرسل الرئيس الأمريكي وزير خارجيته هنري كيسنجر إليه بهدف إثنائه عن قراره بقطع البترول عن دول الغرب، لكن السعودية لم تستجب بمطالبات الغرب، وقدمت دعما ماديا وعسكريا ولوجستيا لمصر، وقال مقولته الشهيرة: “عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم”.

دعم عسكري كبير

ومن ضمن المواقف التي قامت بها السعودية في ذلك الوقت، إنشاء جسر جوي لإرسال ٢٠٠٠٠ جندي لجبهة القتال السورية، وفوج من المدفعية والمظلات وبطاريات مدفعية وأخرى مضادة للطائرات، وغيرها من وسائل وأدوات الدعم العسكري.

نصر أكتوبر .. فخر للوطن العربي

وحينما تهل على الأمة العربية ذكرى انتصارات أكتوبر، تخرج وسائل التواصل الاجتماعي ليحتفل النشطاء بذكرى هزيمة القوات الإسرائيلية وتحقيق النصر لمصر والعرب، لتستذكر معها مواقف الملك فيصل النبيلة ويعتبروها مواقف فخر لكل العرب.

الإمارات.. “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”

دعم دولة الإمارات لمصر خلال حرب 6 أكتوبر 1973 كان من المواقف القوية التي لا ينساها الشعب المصري، فمواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عالقة في الأذهان، وجملته الشهيرة لن ينساها التاريخ، حين قال: “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”، وهي الجملة التي عكست مواقف الإمارات مع مصر في حرب 1973.

المعركة هي معركة وجود عربي

الشيخ زايد من أول الزعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف مع مصر في معركتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، فأكد أن “المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة”.

دعم إماراتي عقب نكسة “1967”

وقدم الشيخ زايد دعما اقتصاديا للدولة المصرية بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 التي سميت حرب الأيام الستة، وكان ذلك من المواقف النبيلة التي عكست متانة العلاقات بيت البلدين.

مساعدات طبية دون مقابل.. وتبرعات

ويقول خبراء في العلاقات الدولية: إن الشيخ زايد -رحمه الله- قدم لمصر مساعدات طبية متمثلة في عدد كبير من غرف العمليات الجراحية، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف ومواد تموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أي مقابل، أيضا فُرض على الموظفين التبرع بالمرتبات لصالح دعم القوات العسكرية المصرية.

كما لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورا بارزا لدعم الحرب ضد القوات الإسرائيلية، وعقد الشيخ زايد مؤتمرا في العاصمة البريطانية لندن وكان له صدى واسع حيث رُصدت وقتها حالة رفض واضحة للاحتلال الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا