في ظل تفشي كورونا.. الأشرار يدمرون العالم

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تحت غطاء فيروس كورونا المستجد، يعيث الأشرار فسادًا في العالم، حيث سمح الوباء للأقوياء والطغاة بالإفلات من العقاب عن القتل والفوضى بينما ننظر نحن في اتجاه آخر.

في ظل استمرار تفشي الوباء يحدث كل أنواع الشر، وعندما ترى أنت وأنا أزمة صحية عالمية، نجد أن السلطات الاستبدادية البارزة في العالم ومثيري الخوف والقوى الشعبوية قد اكتشفوا فرصة وهم ينتهزونها.

السلاح المفضل

تقول صحيفة «الجارديان»، إن البعض يعتبر كوفيد 19  السلاح المفضل، وأن الوباء أعطى الصين فرصة جديدة لاستغلال المعاناة.

يقول  الكاتب «شاهد الأدلة الناشئة على أن الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين يسمح للمرض بإحداث دمار بين تلك الجماعات التي لا يعتبرها حكامهم بشرا، ولا تستحق حياتهم الحماية الأساسية، حيث يواصل احتجاز مليون مسلم من الأيجور في معسكرات الاعتقال، حيث يواجهون الآن ليس فقط الظروف اللإنسانية ولكن أيضًا وباء كورونا».

وتشير الصحيفة إلى أن  هذه المعسكرات «ضيقة وتفتقر إلى الصرف الصحي الملائم ولديها مرافق طبية ضعيفة، لا يمكن للفيروس أن يحتاج أرضًا أفضل من ذلك للتكاثر، والأكثر من ذلك، يُقال إن مسلمي الأيجور يُجبرون على العمل كعمال بدلاء لغير المسلمين المسموح لهم بالبقاء في المنزل وحماية أنفسهم. وهذا، وفقا لأحد المراقبين، يعكس كيف تنظر جمهورية الصين إلى الإيجور المسلمين على أنهم ليسوا سوى سلع يمكن التخلص منها».

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك من يستغل «الفرصة» لتوسيع سلطاته، ففي مكان آخر، أعطى الوباء للديكتاتوريين المحتملين ذريعة للاستيلاء على المزيد من السلطة، فقد أدخل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي كان رده على الفيروس فوريا، أقنع برلمانه المطوَّع بمنحه الحق في الحكم بمرسوم، وقال «إنه بحاجة إلى سلطات طارئة لمكافحة المرض المخيف».

غير أن الكاتب يقول إنه «لا يوجد حد زمني لهذه السلطات، فسوف تظل بيده حتى بعد انتهاء التهديد»، وتشمل هذه السلطة الحق في اعتقال الذين «ينشرون معلومات كاذبة».

وتحذر الصحيفة من أن هذا «أدى فعلا، بطبيعة الحال، إلى قمع الأفراد الذين لم يفعلوا شيئًا سوى انتقادات الحكومة على فيسبوك».

ويسعى أوربان منذ فترة طويلة إلى حكم المجر كدولة أوتوقراطية، لكن الوباء منحه فرصته، ما سمح له بوصم أي شخص يقف في طريقه بأنه غير راغب في مساعدة الزعيم على محاربة تهديد مهلك، بحسب الصحيفة.

غير أن هناك العديد من الرجال الأقوياء في العالم لا يحتاجون التذرع بالفيروس، كما يرى الكاتب الذي أشار إلى أن “قيمة الوباء الرئيسية هي الإلهاء العالمي، الذي خلقه، ما سمح للحكام غير ذوي المباديء بإحداث الأذى بينما ينشغل المنتقدون في الداخل والخارج بأعمال عاجلة تتعلق بالحياة والموت، ويعتبر الكاتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هؤلاء الرجال.

جهاد كورونا

من بين هؤلاء أيضًا، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي وصفه بأنه من المعجبين بترامب،فقد «رأي الفرصة نفسها التي رصدها زملاؤه من القوميين المتطرفين».

يقول ناشطون «تستخدم الشرطة الهندية الإغلاق لقمع المواطنين المسلمين وقادتهم بشكل عشوائي، وأولئك الذين اعتقلوا أو احتجزوا يكافحون من أجل الاتصال بمحام، بالنظر إلى القيود المفروضة على حركتهم».

يعتقد مودي أن رأي الأغلبية سيدعمه، حيث يصف السياسيون الهندوس اليمينيون الفيروس بأنه «مرض مسلم» وتعلن المحطات التليفزيونية الموالية لمودي أن الأمة تواجه جهاد كورونا، وفقا لـ«الجارديان».

وتضم الصحيفة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القائمة، ويقول الكاتب إن الفيروس منح نتنياهو – الذي يمكنه الادعاء بأنه ترامبي قبل ظهور ترامب – شريان الحياة السياسي، مع أنه متهم رسميًا بالفساد.

وتشير إلى  أن ائتلاف نتنياهو الجديد ملتزم ببرنامج ضم إسرائيل بموجبه أجزاء رئيسية من الضفة الغربية، وتبتلع بشكل دائم أراض يجب أن تنتمي إلى دولة فلسطينية مستقبلية، على أن تبدأ عملية االضم في أوائل يوليو.

«حتى الآن، كان الوباء بمثابة نعمة للمستبدين والطغاة والمتعصبين في العالم، لقد أعطاهم أكثر ما يتحرقون شوقًا إليه؛ الخوف وغطاء الظلام».

ربما يعجبك أيضا