في عهد «عبداللهيان».. هل تتحول سوريا إلى قاعدة مقاومة لصالح إيران؟!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

من المعروف أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، من المنتمين لمعسكر المرشد الأعلى، علي خامنئي، وتدعم تصريحاته ومواقفه ما يسمى بجبهة المقاومة المحسوبة على حزب الله في لبنان وسوريا وتيارات أخرى موالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة.

وقد أكد عبداللهيان على موقفه الداعم لجبهة إيران في المنطقة، قائلًا: «سندعم حلفاءنا وجبهة المقاومة بكل فخر».

أولوية سوريا

وفي ظل الانسحاب الأمريكي العسكري من المنطقة، الذي بدأ بالانسحاب من أفغانستان؛ تعطي إيران أولوية لتعزيز علاقاتها مع سوريا؛ في إطار حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية والاقتراب من مياه البحر المتوسط لتأمين مصالحها البحرية والتجارية.

وفي أثناء كلمته، في قمة بغداد للتعاون والشراكة، أكد عبد اللهيان على ضرورة مشاركة سوريا في التفاعلات الإقليمية، فقد جدد تأكيد بلاده على تحقيق السلام والتباحث الإقليمي، وعلى تحقيق السلام عبر الحوار بين دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية، ومحاولة بث ثقة متبادلة بين دول المنطقة، معربا عن أسفه لعدم دعوة سوريا إلى مؤتمر بغداد، لافتا إلى أن تحقيق الأمن سيكون بمشاركة جميع جيران العراق، بما في ذلك الدولة الشقيقة والصديقة، سوريا.

وكان عبداللهيان قد أعلن قبل عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أنه سينقل إلى الأسد كل ما يجري في المؤتمر، معبراً عن استياء بلاده من عدم مشاركة سوريا في المؤتمر.

وقال إن طهران تتشاور مع دمشق بخصوص الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة في المنطقة. مؤكداً على أن طهران ستتشاور مباشرة مع دمشق بخصوص مؤتمر بغداد ودور دول المنطقة في أي مبادرة إقليمية.

وكانت طهران قد مارست ضغوطاً على العراق كي تتم دعوة الأسد إلى مؤتمر بغداد، باعتبار مشاركة سوريا ضرورية «كدولة جارة مهمة للعراق».

ترتيبات جديدة

وبعد الانتهاء من زيارة بغداد، سافر عبد اللهيان إلى دمشق للإعلان عن بدء مرحلة من الترتيبات الجديدة بين سوريا وإيران.

وقال عبداللهيان، خلال لقائه وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، إن إيران “دخلت مرحلة جديدة من العلاقات التجارية والاقتصادية” مع دمشق.

وأضاف أن هناك “المزيد من تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين، والتأكيد بأن سوريا هي في الخط الأمامي للمقاومة”.

كما وعد الوزير الإيراني باتخاذ خطوات وصفها بـ”الجبارة” لمواجهة ما أسماه “الإرهاب الاقتصادي، وتخفيف الضغوط عن الشعبين”، واصفاً العلاقات بين إيران مع سورية والعراق بأنها “علاقات استراتيجية”.

ويبدو أن عبد اللهيان يسعى لوضع سوريا ضمن دائرة الاقتصاد المقاوم الذي تعتمده حكومة الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي يسعى لدعم خطة المرشد الأعلى، علي خامنئي، لإيجاد اقتصاد مقاوم قادر على التخلص من القيود والعقوبات الأمريكية. ومن الواضح أن زيارة عبد اللهيان تحاول الاستفادة من سوريا في إطار دعم هذه الخطة؛ بتحويلها إلى مرفأ وقاعدة للعمليات الإيرانية؛ لتكتمل دائرة إيران من العراق حتى سوريا ولبنان.

ساحة ميدان

ويتحرك عبد اللهيان بصفة وزير الخارجية المقاوم على المستوى الاقتصادي والعسكري، وهذا ما يجعله مقربًا من الحرس الثوري الإيراني. ولذلك قال خلال زيارته لدمشق، إن طهران ودمشق حققتا “إجراءات وانتصارات مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب وفي الميدان.

ومصطلح “الميدان” انتشر في الخطاب السياسي الإيراني بعد تسريب ملف صوتي لوزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، وكان الأخير قد قال في ملفه الصوتي المسرب إن الدبلوماسية أصبحت ضحية “ميدان” الحرب والصراعات العسكرية في السنوات الأخيرة. وهذا يظهر أن السياسة الخارجية لإيران في عهد عبد اللهيان، أشبه ما تمثل وزارة حرب. وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد بين إسرائيل وإيران في المنطقة.

وقد أعلن عبداللهيان بان ايرن وسوريا تعملان حاليا على رسم خارطة للتنمية الفاعلة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمواجهة الحظر الظالم المفروض من قبل الأعداء.

وأكد وزير الخارجية الإيراني بأن التعاون الجاد بين القطاع الخاص والتجار ورجال الأعمال في البلدين يعد من جملة القضايا التي تحظى باهتمام جاد من قبل الطرفين.

وتدل هذه التصريحات على أن طهران تسعى للاستفادة من تجربة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، الذي اعتمد على القطاع الخاص في تخطي العقوبات الأمريكية. وهو أمر يتماشى مع سوريا التي تعاني أيضًا من فرض العقوبات.

وتمثل تجربة إيصال سفينة النفط الإيراني إلى حزب الله في لبنان، التي رجحت تقديرات أن تلجأ إيران لإدخالها إلى لبنان عبر الموانئ السورية؛ مثال على تحول سوريا إلى قاعدة إيرانية لمزيد من عمليات المقاومة الاقتصادية في المرحلة القادمة.

وفي إطار دعم المقاومة الموالية لإيران في المنطقة، التقى عبداللهيان بقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق مساء أمس الأحد. ما يمثل رسالة مفادها استمرار الدعم لجبهة المقاومة، التي ترسم مسار خريطة الهلال الشيعي في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا