قائد الانقلاب يتولى السلطة.. هل يحقق الاستقرار في بوركينا فاسو؟

أحمد ليثي

أعلن نقيب بالجيش في بوركينا فاسو، عبر التليفزيون الوطني، أول من أمس السبت 1 أكتوبر 2022، أنه أطاح بالزعيم العسكري، المقدم بول هنري داميبا، مع مجموعة من زملائه في الجيش.


أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري البوركينافي، مساء أمس الأحد 2 أكتوبر 2022، على التليفزيون الحكومي أن النقيب إبراهيم تراوري، عُيِّن رسميًّا رئيسًا لبوركينا فاسو.

وقد حدث هذا عقب الانقلاب الذي نفذه الجمعة الماضية، أطاح فيه بالمقدم بول هنري داميبا، بحسب موقع الراديو الوطني العام الأمريكي. وقال وسطاء في الأزمة السياسية الأخيرة في الدولة الواقعة غرب إفريقيا، إن داميبا استقال مقابل عدم إلحاق الأذى به أو محاكمته.

طلبات الرئيس السابق

وفقًا لموقع الراديو العام الوطني طلب داميبا أيضًا من تراوري وقيادة المجلس العسكري الجديد احترام الالتزامات التي تعهدت بها بلاده للكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا (إيكواس)، وكان داميبا، الذي جاء رئيسًا للبلاد في يناير الماضي، قد أعلن إجراء انتخابات رئاسية بحلول عام 2024.

ومن جهته، قال المتحدث باسم جهود الوساطة، حميدو ياموجو، إن الرئيس بول هنري داميبا اقترح استقالته لتجنب الاشتباكات، في حين أعلن الزعماء الدينيون الذين توسطوا لحل الأزمة السياسية، أن تراوري وافق على الشروط، ولكن لم يكن يوجد تأكيد فوري من داميبا نفسه على استقالته الرسمية، وقد ظل مكانه مجهولًا منذ انقلاب ليلة الجمعة.

ماذا حدث؟

أعلن نقيب بالجيش في بوركينا فاسو، عبر التليفزيون الوطني، أول من أمس السبت 1 أكتوبر 2022، أنه أطاح بالزعيم العسكري، المقدم بول هنري داميبا، مع مجموعة من زملائه في الجيش، وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير نشرته، السبت 1 أكتوبر 2022، أن النقيب إبراهيم تراوري أعلن، في بيانه، أن تحرك الجيش جاء لعدم قدرة الكولونيل داميبا، رئيس المجلس العسكري الحاكم، على إحكام الوضع الأمني في البلاد.

وأعلن تراوري في البيان إغلاق حدود البلاد والمجال الجوي إلى أجل غير مسمى، وحل الحكومة وتعليق العمل بالدستور، ووقف جميع الأنشطة السياسية. وفي خطابه في وقت سابق الجمعة الماضية، حثّ السكان على التزام الهدوء بعد سماع دوي إطلاق نار كثيف في أجزاء من العاصمة.

رؤية مغايرة وتوابع طبيعية

من جهته، وصف رئيس حركة “بوركينا فاسو لحقوق الإنسان”، كريسوجوني زومور، التطورات التي حدثت أمس الجمعة بأنها مؤسفة للغاية، قائلًا إن “عدم الاستقرار لن يساعد في مكافحة العنف المتطرف”، وأشار إلى أن البلاد لن تنعم بالهدوء وهي تشهد هذه الانقسامات الخطيرة، مشددًا على أن الوقت قد حان لوقف زحف الفصائل الإسلامية.

وبحسب وكالة رويترز الإخبارية، في تقرير نُشر السبت 1 أكتوبر 2022، دوى إطلاق نار في أنحاء عاصمة بوركينا فاسو، فقد اتهم الزعيم المعلن من جانب واحد، إبراهيم تراوري، الرئيس بول هنري داميبا بشن هجوم مضاد بعد الإطاحة به في اليوم السابق.

أزمة في الداخل

تشير المواجهة إلى انقسام عميق داخل الجيش وفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، فأدى تفشي إرهاب الجماعات الإسلامية إلى تقويض الثقة بالسلطات وتشريد ما يقرب من مليوني شخص. وقال داميبا السبت، في أول بيان له عن الأزمة، نُشر على الصفحة الرسمية للرئاسة عبر فيسبوك: “أدعو النقيب تراوري ورفاقه إلى العودة إلى رشدهم، لتجنب حرب نحن في غنى عنها”.

دعوة للتهدئة

فيما دعا رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الفصائل المعارضة إلى وقف الأعمال العدائية ومواصلة المحادثات، مصورًا الوضع بالأزمة الداخلية في القوات المسلحة. وأصبحت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والمحمية الفرنسية السابقة بؤرة لأعمال عنف نفذتها جماعات مرتبطة بالقاعدة والدولة الإسلامية، بدأت في مالي المجاورة عام 2012، وامتدت إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.

وفي وقت سابق من مساء السبت 1 أكتوبر 2022، انطلقت طلقات متفرقة، وحلقت مروحيات مسلحة فوق القصر الرئاسي، واجتاحت قافلة من القوات الخاصة وسط العاصمة واجادوجو، بعد أن أعلن تراوري في التليفزيون الرسمي أنه قاد ما سيكون الانقلاب الثاني هذا العام.

احتجاجات رافضة

تجمع متظاهرون مناهضون لفرنسا، ومؤيدون لاستيلاء تراوري على السلطة، في وقت مبكر مساء أمام السفارة الفرنسية، ما أدى إلى اندلاع حريق وسماع دوي أعيرة نارية، في حين ردت وزارة الخارجية الفرنسية بأنها تدين العنف ضد سفارتها، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في محيط السفارة لتفريق المتظاهرين.

وبحسب رويترز، في تقرير نُشر أمس الأحد 1 أكتوبر 2022، قال النقيب إبراهيم تراوري، إن الوضع تحت السيطرة، وحث الناس على الامتناع عن أعمال التخريب التي تستهدف السفارة الفرنسية، بحسب بيان تلاه التليفزيون الوطني، في حين ظلت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا على صفيح ساخن بعدما اتهم تراوري الرئيس داميبا بشن هجوم مضاد.

تضرر حلفاء فرنسا المحليين

بحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية، في تقرير نُشر أمس الأحد 2 أكتوبر 2022، تعرض عدد من رموز بوركينا فاسو، التابعين لفرنسا في البلاد للهجوم، بعد أن اتهم الجنود داميبا بالاختباء في قاعدة عسكرية فرنسية على أمل مساعدته للعودة إلى السلطة، في حين عانت المؤسسة الثقافية الفرنسية والمعهد الفرنسي في واجادوجو ضررًا كبيرًا.

ونددت الوزارة، في بيان لها، بأشد العبارات، العنف ضد المؤسسات الدبلوماسية الفرنسية في بوركينا فاسو، في حين نفت كل من فرنسا وداميبا مزاعم أنه لجأ إلى قاعدة عسكرية تابعة للقوة الاستعمارية السابقة لبوركينا فاسو، أملًا في العودة إلى سدة الحكم، ويأتي عدم الاستقرار السياسي في بوركينا فاسو في الوقت الذي يكافح فيه الجيش لمحاربة المتمردين الإسلاميين.

ربما يعجبك أيضا