قمة العشرين.. الحاضرون والغائبون وأبرز القضايا المطروحة

محمد النحاس

تنظر نيودلهي إلى رئاسة مجموعة العشرين باعتبارها فرصة لإظهار أن لديها القدرة على العمل كجسر إلى الجنوب العالمي.


تستعد الهند لاستقبال قمة مجموعة العشرين، يومي 9 و10 من سبتمبر 2023، تحت شعار “أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد”.

ودعت الهند، التي تترأس المجموعة حتى 30 من نوفمبر المقبل، عددًا من دول العالم للمشاركة في القمة التي تأتي في توقيت يعيش فيه العالم على وقع أزمات معقدة، تتعلق بالأمن الغذائي والمناخي.

الغرض من القمة

يجتمع قادة دول مجموعة العشرين السبت المقبل في العاصمة الهندية، نيودلهي، بحثًا عن حلول لمجموعة من المشكلات المعقدة التي يعانيها العالم أجمع، حسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

ويتزايد الانقسام بسبب الخلافات الجيوسياسية المعقدة، بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية التي ستكون ضمن نقاشات المجموعة، ويتناول القادة قضايا التنمية المستدامة والأمن المناخي.

مَن سيحضر القمة؟

أما عن أبرز الحضور، فمن المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، القمة، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وهو من أصول هندية، وتُعد هذه الزيارة أولى رحلاته للهند.

وسيحضر رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، الذي ستكون زيارته في إطار رحلة ثلاثية للفلبين وإندونيسيا والهند.

وسيحضر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، الذي قال، في تصريح إلى وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إنه سيسلط الضوء على ما أسماها “الاستفزازات الصاروخية المتصاعدة والتهديدات النووية لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى حث المجتمع الدولي على العمل معًا لنزع سلاحها النووي”.

وسيشارك رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الذي أكد حضوره، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، معربًا عن خيبة أمله لعدم دعوة الأخير للحضور.

وكان الرئيس الأوكراني قد حضر قمة العام الماضي في بالي بإندونيسيا، وألقى خطابًا دعا فيه لـ”وقف الحرب ضد بلاده”، ومن المتوقع أن يحضر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ووجّهت الهند دعوة إلى الإمارات ومصر.

أبرز الغائبين

أما الغائبون، فمن المرجح عدم حضور الرئيس الصيني، شي جين بينج، وسيمثل بكين رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، حسب ما أعلنت الخارجية الصينية، وقد أعرب بايدن عن خيبة أمله لعدم حضور شي القمة.

اقرأ أيضًا| خلافات بكين وواشنطن لا تنتهي.. وبايدن يشعر بخيبة الأمل

وتجمع واشنطن وبكين جملة من الخلافات أدّت إلى أن توتر العلاقة بينهما، ولن يحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القمة، وسط انتقادات توجه عادةً من القوى الغربية لموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وسيحضر بدلًا عنه وزير الخارجية، سيرجي لافروف.

صعود الهند

تنظر نيودلهي إلى رئاسة مجموعة العشرين باعتبارها فرصةً لإظهار أن لديها القدرة على العمل كجسر إلى الجنوب العالمي.

وحسب مجلة التايم الأمريكية، قال مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون بواشنطن، مايكل كوجلمان، إن “القمة من شأنها أن تظهر قدرة الهند على إدارة العلاقات مع القوى المنافسة”.

اقرأ أيضًا| شي والعالم النامي.. ماذا تريد الصين من القارة الإفريقية؟

وبحسب كوجلمان، لن تكون مهمة نيودلهي سهلة، في وقتٍ تتصاعد التوترات في جميع أنحاء العالم، لافتًا إلى أن “الاختبار الرئيس يتمثل في إذا كان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قادرًا على ضمان انتهاء القمة بنتائج ملموسة”.

ما غرض المجموعة؟

في 26 سبتمبر 1999، ظهرت المجموعة التي تُعد أبرز تجمع اقتصادي ومالي ومنتدى عالميًّا للتعاون، وتشكّلت بهدف معالجة إشكالات اللحظة الراهنة، حينما بدا أن مجموعة السبع الصناعية الكبرى غير قادرة على التعامل مع أزمات العالم، في فترة ما بعد الحرب الباردة.

وتُعد المجموعة أبرز منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي على الصعيد العالمي بين مجموعة من كبرى الاقتصادات العالمية، ومنظمات وهيئات دولية، التي لديها دور بارز في إدارة الاقتصاد العالمي.

وتمثل دول المجموعة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، 85% من إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي، و75% من التجارة العالمية، ويمثل سكان دول المجموعة ثلثي سكان الأرض، حسب تقرير “بي بي سي”.

اقرأ أيضًا| تصدّع جيوسياسي وتحوّل اقتصادي وغياب قادة بارزين.. تحديات تواجه قمة الـ20

ربما يعجبك أيضا