شي والعالم النامي.. ماذا تريد الصين من القارة الإفريقية؟

محمد النحاس

طريقة استبقال شي في جنوب إفريقيا عززت الرسالة التي تأمل بكين إرسالها إلى الجماهير في الداخل وفي الخارج.


زار الرئيس الصيني، شي جين بينج، القارة الإفريقية للمرة الأولى منذ 5 سنوات، مع انعقاد قمة مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا.

وأجرى شي محادثات مع قادة بريكس، داعيًّا إلى توسيع المجموعة بضم أعضاء جدد، لكي تكوّن مركز ثقل معادل للغرب، وتعهد بـ”تعزيز التعاون مع جنوب إفريقيا لدعم الدول النامية”.

عالم أكثر عدلًا

خلال الزيارة التي تستغرق 4 أيام، قال شي: “في الوقت الحاضر، لا تزال عقلية الحرب الباردة حاضرة”، واصفًا الوضع الجيوسياسي بـ”القاتم”، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقريرها عن قمة بريكس، يوم أمس الأول الأربعاء 23 أغسطس 2023.

وجدد شي الدعوة إلى “انضمام مزيد من الدول إلى مجموعة بريكس”، مشيرًا إلى ضرورة “تجميع قوتنا، لجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلًا وإنصافًا”، وأشاد الزعيم الصيني بالدول النامية لأنها “تخلصت من نير الاستعمار”.

وفي لقاء مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، يوم الثلاثاء الماضي، قال شي إن الصين والدول الإفريقية يجب أن تعمل بنحو أوثق لمعالجة “الفوضى في العالم”، وهو تشبيه اعتاد الزعيم الصيني استخدامه لوصف المنافسة المتزايدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ساحة للصراع

دعا شي أيضًا دول بريكس إلى معارضة “تعطيل سلاسل التوريد”، في إشارة إلى القيود التجارية التي تفرضها إدارة الأمريكية بايدن والتي تستهدف الصين لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وتعد القارة الإفريقية ساحة للصراع على النفوذ العالمي، وقد ضخت بكين مليارات الدولارات في هيئة قروض ومساعدات واستثمارات في بلدان لطالما تجاهلها الغرب، وفي المقابل تمكنت من الوصول إلى بعض المعادن ذات الأهمية الحيوية للصناعات التقنية الصينية.

ونوهت نيويورك تايمز بأن شي، خلال القمة التي انعقدت في جوهانسبرج لمجموعة دول بريكس، استهدف الولايات المتحدة من دون أن يذكرها بالاسم صراحةً.

زعيم العالم النامي

ترى صيحفة نيويورك تايمز، أن الزعيم الصيني يسعى لتصوير نفسه على أنه “زعيم العالم النامي”، واصفة مشهد استقباله الحافل بجنوب إفريقيا بحشود مبتهجة وبصفوف حرس الشرف، مع إطلاق 21 طلقة “تحية” والجماهير تلوح بالأعلام الصينية.

يقول تقرير نيويورك تايمز إن طريقة استبقال شي في جنوب إفريقيا عززت الرسالة التي تأمل بكين إرسالها إلى الجماهير، في الداخل وفي الخارج، وهي تقديم الصين على أنها “بديل” الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود النظام الدولي، وهي الفكرة التي تحظى إلى حد كبير بشعبية في عدد من البلدان خارج معسكر الدول المتقدمة.

هدف شي الأول

حسب الصحيفة، هذا الوضع غاية في الأهمية بالنسبة إلى الصين، لأن “موقفها الداعم لروسيا في حربها مع أوكرانيا، وموقف بكين تجاه جزيرة تايوان، التي تدعي أنها جزء من أراضيها، قاد إلى عزلها عن العديد من الدول في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا”.

ووفق رئيس تحرير موقع مشروع الصين للجنوب العالمي CGSP، إريك أولاندر، يتمثل هدف شي الأول في “محاولة تشويه سمعة الغرب، والتلويح بوجود بديل”، مشيرًا إلى أنه “يحاول الاستفادة من هذا الكم الهائل من الشعور بالظلم والإحباط بين العديد من دول الجنوب العالمي، بشأن ما يعتبرونه ازدواجية في المعايير ونفاقًا من الدول الغنية”.

اقرأ أيضًا| نظام عالمي جديد وتحدي أمريكا.. رسائل رئيس البرازيل من الصين

اقرأ أيضًا|خبير سياسي لـ«رؤية»: قمة بريكس تهدف لتأسيس نظام عالمي أكثر توازنًا

ربما يعجبك أيضا