قمة مصرية فلسطينية في القاهرة لبحث آخر المستجدات

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

وصل مطار القاهرة الدولي، أمس الجمعة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في زيارة للبلاد تستغرق عدة أيام.

وصرح دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة أن أبو مازن سيشارك في افتتاح مسجد “الفتاح العليم” وكاتدرائية “ميلاد المسيح” بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وكشف السفير أن قمة فلسطينية مصرية ستجمع الرئيسين للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً دوام التباحث والتشاور بين القيادتين حول كافة التطورات السياسية والميدانية.

يشار إلى أن الرئيسين الفلسطيني والمصري محمود عباس وعبدالفتاح السيسي، توافقا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق الدائم، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في ضوء التطوّرات الأخيرة المتعلّقة بالقضية الفلسطينية داخليًا ودوليًا وإقليميًا، وذلك في نوفمبر الماضي، على هامش انطلاق أعمال “منتدى شباب العالم الثاني” في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.

وسمع الرئيس الفلسطيني من نظيره المصري، كلامًا واضحًا بثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية، ومؤكداَ أنّ مصر توافق على ما توافق عليه القيادة الفلسطينية، ولن تقبل بأي شأن سياسي يتعلّق بالقضية الفلسطينية يرفضه الفلسطينيون.

إضافة إلى التشديد على أنّ أي اتفاق تهدئة كاملة في قطاع غزّة، لن يكون إلا باتفاق فلسطيني – إسرائيلي، من خلال القيادة الفلسطينية، التي يمثّلها الرئيس “أبومازن”.

وبحث الرئيسان مجمل التطوّرات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط عموماَ، والأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل خاص، في ظل المخاطر التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية.

وأشاد الرئيس عباس بـ”الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس السيسي، وأهمية الاستمرار في التنسيق والتواصل الدائم بيت البلدين”.

أكد الرئيس السيسي، “حرص مصر على دعم التحرّك الفلسطيني، الساعي إلى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف إيجاد فرص للتحرّك الإيجابي لتوفير المناخ اللازم لاستقرار الأوضاع على الأرض، خاصةً من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود، ما يساعد على مواجهة التحديات الأساسية المتمثّلة في تحقيق السلام المنشود”.

وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيّمات اللبنانية.

دور فعال

وكان لمصر -وما زال- دور مؤثر في القضية الفلسطينية بحكم الجوار والتاريخ، وإن تراجعت فاعليته في السنوات الست الأخيرة، بفعل عوامل عديدة فرضتها السياسة الداخلية المصرية، إلا أن إلقاء القاهرة بثقلها على حركتي فتح وحماس من أجل إنجاز مصالحة حقيقية لا خاسر فيها، لا ينكر محللون أنها خطوة على سبيل إنجاز تسوية سياسية تقودها واشنطن.

ويرى اللواء المتقاعد بالقوات المسلحة المصرية طلعت مسلم، أن العلاقة المصرية الفلسطينية تعود لمجاريها، إذ إن القضية الفلسطينية قضية مصرية قبل أن تكون فلسطينية، مؤكدا على أهمية دور مصر والمخابرات، لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين الفصائل.

وأشار مسلم -في حديثه لصحيفة “فلسطين”- إلى أن مصر بذلت جهدا كبيرا تجاه القضية الفلسطينية، مع أنها كانت تواجه العديد من العقبات خلال الفترات السابقة بعد أن تصل لخط النهاية لتنتهي الأمور دون حدوث مصالحة فلسطينية.

وأوضح مسلم، أن مصر كانت راعية لجهود المصالحة سابقا، وظروف الفصائل الفلسطينية كانت تفرض أن يكون الدور المصري راعيا، لكن الأمور تتجه لمحاولة الوصول لحل للقضية الفلسطينية فبات التركيز على المصالحة كبيراً”.

وكانت مصر قد رعت اتفاق القاهرة عام 2011 الذي وقع عليه 13 فصيلاً فلسطينياً، والذي وضع آليات واضحة لحل الملفات الخمسة (الموظفين، الأمن، المعابر، الانتخابات، منظمة التحرير).

فيما، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: “إن مصر تعود لممارسة دورها التاريخي والجغرافي تجاه القضية الفلسطينية”.

وأضاف عوكل -لصحيفة “فلسطين”- “عودة الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية له علاقة بالأمن القومي والاستراتيجية الأمنية المصرية، عوضاً عن العلاقات الاجتماعية بين الشعبين المصري والفلسطيني”.

وتوقع الكاتب السياسي، أن تحظى المشكلات التي لطالما تعثرت المصالحة أمامها برؤية مصرية للحل إما من خلال الضغط على الأطراف التي ستوازن من أجل تقديم تنازلات متبادلة قد لا تكون سهلة، بشكل يؤسس لمصالحة فلسطينية مستقرة”.
 

ربما يعجبك أيضا