كابوس كبير.. أردوغان يحاول تتريك أرض سوريا المنهوبة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا يزال الحلم يراود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستعادة أمجاد الدولة العثمانية وإحياء دولة الخلافة من جديد، فعدد الرموز والأعلام التركية وحالات التغيير الديموغرافي وطمس الهوية الثقافية التي تشاهد في مدن الشمال السوري المحتلة، عملية درع الفرات، وغصن الزيتون ونبع السلام، لم يسلم منها حتى الموتى وطالت القبور والآثار، وقد لا يوجد لها مثيل على الأراضي التركية نفسها.

أوجاع السوريين

كما لعبت تركيا دورًا سياسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا في تدمير سوريا وقتل الشعب السوري، إذ حاولت هي وحلفاؤها تقسيم سوريا على أساس طائفي وإضعاف جيشها، من خلال دعم الجماعات الإرهابية، ومرتزقة الجيش السوري الحر.

لا تنتهي محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحتلال سوريا وتغيير شكلها الديموغرافي، إذ تتذرع أنقرة لتنفيذ هذا المخطط المشبوه بحجج وذرائع واهية، مما يهدد مستقبل البلاد السياسي والاجتماعي.

وتؤكد الإجراءات التي اتخذها أردوغان، أن ما يتعرض له الشمال السوري هو إبادة عرقية وتغيير ديمغرافي ممنهج، حيث إن المناطق التي جرت السيطرة عليها مؤخرًا تتعرض لعمليات تتريك مستمرة ممنهجة على غرار ما جرى في مناطق أخرى سقطت تحت سيطرة القوات التركية، كما حدث في عفرين من قبل.

اتهامات وتهجير

يعمل النظام التركي على توطين عوائل من إدلب جرى استقدامها من مناطقها إلى منازل المدنيين في رأس العين، من أجل إحداث عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة، إضافة إلى عمليات السلب والسطو والاختطاف، مرورًا بتلفيق الاتهامات للمدنيين بالانتماء لمؤسسات الإدارة الذاتية وإلقاء القبض عليهم، وحتى طلب مبالغ مالية ضخمة من أجل إخلاء سبيلهم، وأغلب من يتم توطينهم في المدينة يتم تسكينهم في أحياء المحطة والغبرة.

كما بدأت القوات التركية في نقل عدد من سكان المدن الشمالية في سوريا إلى مدينة “تل أبيض”، التي أصبحت خاضعة لسيطرة القوات التركية والميليشيات التابعة لها، بعد أن احتلتها في عملية نبع السلام الأخيرة.

ويتم تسجيل أسماء المواطنين، ثم نقلهم بسيارات في الصباح والمساء إلى مدينة جرابلس ثم الشريط الموازي للحدود التركية السورية وفي نهاية المطاف إلى مدينة تل أبيض، وهو ما تصفه أنقرة بـ”إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية”.

محاولات التتريك

كما باتت المدارس والمؤسسات الأخرى في مدن الشمال السوري تستخدم اللغة التركية كلغة رسمية في تعاملاتها، فضلًا عن إنشاء سلطات محلية ومحاكم وخدمات بريدية، بدأت الدالات تظهر باللغة التركية على الطرق، كما يتم جمع أموال الضرائب المحلية والإيجارات والرسوم البلدية لتمويل السلطات المحلية، كما بدأ السكان المحليون بالاعتياد على فكرة أن الاعتماد على تركيا طبيعي وتاريخي.

كما سكن المحتل التركي الميليشيات الموالية له في مدن الشمال السوري، بدلًا من المواطنين الأكراد الموجودين بهذه المنطقة، والذين يعتبرهم حزب العدالة والتنمية امتداد للعمال الكردستاني، الحزب المحظور في تركيا والمصنف كتنظيم إرهابي.

كابوس عثماني

وقال الباحث المتخصص في الشأن التركي، محمود البتاكوشي: المثير في الأمر أن أردوغان يسعى إلى تغيير ديمغرافية الشعوب، لا سيما سوريا.

وأضاف البتاكوشي -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- أن الرئيس التركي يسرف في الاستشهاد بالآيات القرآنية، لكن السلوك العسكري التركي، يؤكد أن توظيف القرآن والدين في الخطابات الرئاسية يأتي في سياق الدفاع عن المصالح الآنية والضيقة، ويكشف عن ذلك صور الضحايا والمدنيين في العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد، ومشاهد التمثيل بالجثث.

كما استعان الرئيس التركي في مخططه المشبوه لتقسيم سوريا وتغيير شكلها الديموغرافي، بأكثر من فصيل إرهابي يعد أبرزهم، هيئة تحرير الشام، داعش وجماعات الإيغور، والقاعدة رغم تذبذب العلاقة بينهم في أكثر من موقف.

ربما يعجبك أيضا