كارثة درنة.. ماذا فعل إعصار دانيال بـ300 ألف طفل ليبي؟

إسراء عبدالمطلب
 تضرر 300 ألف طفل في فيضانات ليبيا

تحتاج يونيسيف إلى ما لا يقل عن 6 ملايين ونصف مليون دولار للاستجابة العاجلة لإنقاذ حياة الأطفال.


لا تنتهي المآسي في ليبيا، فقد قالت منظمة يونيسيف إن 300 ألف طفل تضرروا بفعل إعصار دانيال، الذي ضرب شرق البلاد.

وتسبب إعصار الأسبوع الماضي في سيول عارمة أسفرت عن مقتل وفقدان الآلاف،  وألحق الفيضان أضرارًا جسيمة بالعديد من المنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية الأساسية، وفق منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة.

 تضرر 300 ألف طفل في فيضانات ليبيا

تضرر 300 ألف طفل في فيضانات ليبيا

 تضرر 300 ألف طفل من سيول ليبيا

حسب يونيسيف، فإن تبعات السيول غالبًا ما تكون أكثر فتكًا بالأطفال من الأحداث المناخية المتطرفة نفسها، وقال الخبراء إن الأطفال هم من بين الفئات الأكثر هشاشة، وهم معرضون بشدة لخطر تفشي الأمراض ونقص مياه الشرب الآمنة وسوء التغذية وتعطيل التعلم والعنف.

تخشى المنظمة الأممية مع تضاؤل إمدادات المياه الصالحة للشرب، من شبح تفشي الإسهال والكوليرا، فضلًا عن الجفاف وسوء التغذية، وعلاوة على ذلك تزداد المخاوف من وقوع الأطفال الذين فقدوا والديهم فريسة لمخاطر متعلقة بالحماية، بما في ذلك العنف والاستغلال.

مخاطر صحية واجتماعية على الأطفال

تحتاج يونيسيف إلى ما لا يقل عن 6 ملايين ونصف مليون دولار أمريكي للاستجابة العاجلة لإنقاذ حياة الأطفال، وهو ما يدعو إلى تكاتف جميع الدول لدرء أي مخاطر صحية أو اجتماعية عن الأطفال.

ولم يتضرر الإنسان ومسكنه فقط بفعل فيضان درنة المدمر، بل طال الإرث الحضاري في شرقي ليبيا أيضًا، وفي مدينة قورينا الأثرية في بلدة شحات الواقعة غربي درنة شرقي ليبيا، اجتاحت آثار السيول المدمرة منطقة الجبل الأخضر.

اقرأ أيضًا: احتجاجات في درنة الليبية لمحاسبة المسؤولين بعد الفيضانات

الإعصار يضرب مناطق أثرية

حسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، غزت السيول العديد من مناطق مدينة قورينا، ما ألحق بها أضرارًا جسيمة وتساقطت أحجار بعض الآثار الإغريقية، وأثارت هذه السيول مخاوف السلطات الليبية وجمعيات المحافظة على التراث، التي هبت لتفقد المدينة ومحاولة تعهدها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وازدادت المخاوف من التأثير السلبي للسيول في المدينة القديمة وبقية المناطق الأثرية.

وفي نفس السياق، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، مخاوفه بشأن سدين آخرين في ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط، قائلًا إن السدين المعنيين هما “سد وادي جازة” بين مدينتي درنة وبنغازي المدمرتين جزئيًّا، وسد “وادي القطارة” بالقرب من بنغازي.

جدل بشأن انهيار سدين آخرين

تابعت الأمم المتحدة قائلة إن هناك “تقارير متناقضة” بشأن استقرار السدين، وقالت الحكومة الليبية إن كلا السدين في حالة جيدة ويعملان جيدًا، ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية أيضًا قولها إنه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط على السد.

يذكر أن سد وادي درنة الأعلى وسد أبو منصور السفلي انهارا يوم الأحد 10 سبتمبر، جراء السيول، ما فاقم الكارثة ورفع من عدد القتلى والضحايا، خاصة وأن السلطات المحلية كانت وجهت المواطنين بعدم الخروج من المنازل في هذه الليلة، فتفاجأت مئات العائلات بالمياه تنهمر داخل المنازل وتجرف كل ما يعترض طريقها، مخلفة مشهدًا أشبه بساحة حرب طاحنة.

ومنذ ذلك الحين تصاعدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الفاجعة، وإهمال صيانة السدين، خاصة مع تحذيرات الخبراء من قبل تداعيهما.

اقرأ أيضًا|روسيا تتشاور مع طهران لتصدير 300 ميجاوات من الكهرباء

ربما يعجبك أيضا