كافية لإحداث أزمة عالمية.. أثر سحب 42 مليار دولار من بنك سيليكون فالي

أحمد السيد

ما زالت أصداء أزمة بنك سيليكون فالي الأمريكي، تتردد حتى بعد فرض الحراسة القضائية على البنك، للسيطرة على انهيار السوق.

وكادت القطاعات المصرفية بالعالم تدخل في أزمة تاريخية جديدة، بسبب انهيار بنك سيليكون فالي الذي يركز على شركات التكنولوجيا، بعد سحب المودعين لنحو 42 مليار دولار في ساعات، رغم ضآلة الرقم مقارنة بالاقتصاد الأمريكي.

سحب 42 مليار دولار أشعل أزمة سيليكون فالي

أدى تضخم حجم محاولات سحب الأموال والودائع في الأسبوع الثاني من مارس 2023، من بنك سيليكون فالي الأمريكي، إلى نفاد السيولة وطرائق الحصول عليها من البنك، ما دعى البنك لبيع محفظة أوراق مالية بنحو 27 مليار دولار، حسب تقرير لوكالة بلومبرج، نشرته أمس السبت 11 مارس 2023.

وحسب إفصاح للجهات التنظيمية الأمريكية، حاول المستثمرون والمودعون سحب 42 مليار دولار من بنك سيلكون فالي، يوم الخميس الماضي، في أحد أكبر انهيارات البنوك الأمريكية منذ أكثر من عقد. وبلغ رصيد السيولة لدى البنك بنهاية يوم عمل 9 مارس سالب 958 مليون دولار، ما عكس موجة سحب الودائع التي شهدها البنك.

خطأ تكتيكي

قال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أمس السبت، إن أزمة انهيار بنك سيلكون فالي، كانت بسبب أخطاء تكتيكية من إدارة البنك التي فضلت بيع 21 مليار دولار من السندات بخسارة 1.8 مليار دولار، يحين موعد استحقاقها في يوم لاحق. وفي نفس الوقت كانت تحاول جمع رأس مال جديد من شركة رأس المال الاستثماري “جنرال أتلانتيك”.

وذكر التقرير أنه كان من المفترض أن يُطمئن البنك المستثمرين، بتمويل رأس المال، ولكنه فاجأ السوق ببيع السندات، لدرجة أنه قاد قاعدة عملاء البنك الذكية للغاية، من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، إلى توجيه عملاء محافظهم لسحب ودائعهم بنحو جماعي.

فراغ في الثقة

أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن سبب فشل بنك سيليكون فالي، هو التهافت على البنك. ولم تكن الشركة تواجه مخاطر، على الأقل حتى بدأ العملاء في الاندفاع نحو التخارج بودائعهم، لأن الشركات المصرفية هي مؤسسات تعتمد على الثقة بقدر ما تعتمد على الأموال، وإذا انعدمت ثقة المستثمرين تأتي الأزمة.

وذكر التقرير أنه كان من الممكن تجنب الانهيار، الذي حدث لأن الإدارة أخطأت في كيفية تواصلها مع عملائها والجمهور، وخلقت فراغًا في الثقة، ولكن الشركة استثمرت ودائعها في السندات منخفضة الفائدة التي تحتفظ بها في دفاترها، على أساس الاحتفاظ حتى الاستحقاق طويل الأجل، وهي سندات لم يكن البنك بحاجة إلى بيعها، ما أعطى نظرة مشوهة للمستثمرين وأفقدهم الثقة.

أصداء عام 2008 تعود

ذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أمس السبت، أن “الجميع في بورصة وول ستريت، كانوا يعلمون أن حملة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لرفع أسعار الفائدة، ستؤدي في النهاية إلى تدمير شيء ما، والآن يؤدي ذلك إلى انهيار البنوك الصغيرة، التي ترتبط بنحو غير متناسب بالصناعات التي تعاني ضائقة مالية، كالتكنولوجيا والعملات المشفرة.

وتابع التقرير أنه على الرغم من الذعر الأولي في وول ستريت بشأن التهافت على سيلكون فالي، والذي تسبب في انهيار أسهمه، من غير المرجح أن يؤدي انهيار البنك إلى نوع من تأثير الدومينو، الذي سيطر على الصناعة المصرفية خلال الأزمة المالية 2008.

تداعيات انهيار سيليكون فالي بعد إغلاقه

قالت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، في بيان، 10 مارس 2023، إن هيئة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا قررت إغلاق بنك سيليكون فالي لمواجهته مشكلات تتعلق بالسيولة، تصل إلى حد الإعسار، مشيرة إلى أنها أنشأت بنكًا في سانتا كلارا لحماية الودائع المؤمّن عليها.

ووفق وكالة بلومبرج، وصلت الآثار المتتالية لواحدة من كبرى عمليات سحب الودائع من البنوك الأمريكية خلال أكثر من عِقد، إلى مجموعة واسعة من الأعمال، ورفعت شركات راية الخطر ودقت أجراس الإنذار، منها الشركات الناشئة وحتى أصحاب مزارع الكروم.

ربما يعجبك أيضا